فحوصات دم تكشف مرض كرون قبل 8 سنوات من تشخيص الحالة

02 : 00

يشير مرض كرون إلى شكل مريع من أمراض التهاب الأمعاء التي لا تزال مستعصية حتى اليوم، ولو أن التحكم به ممكن بدرجة معينة. تكشف دراسة جديدة الآن إمكانية رصد المرض في مرحلة أبكر بكثير، ما قد يفتح المجال أمام ظهور خيارات علاجية إضافية.



راجع باحثون من معهد «فرانسيس كريك» في المملكة المتحدة ومن جامعة «ألبورغ» في الدنمارك نتائج فحوصات أجراها حوالى 20 ألف مصاب بأمراض التهاب الأمعاء على مر عشر سنوات وتم تسجيلها قبل تشخيص الحالة. كانوا يبحثون عن تغيرات بسيطة في 17 مؤشراً حيوياً مختلفاً في الجسم، منها مؤشرات على وجود التهاب ومستويات معادن مثل الحديد.

يقول عالِم المناعة جيمس لي من معهد «فرانسيس كريك»: «يكشف بحثنا أن تضرر الأمعاء الذي يظهر في مرحلة معينة من التشخيص هو مجرّد بداية. تتعدد التغيرات التي تحصل في الجسم قبل ترسّخ المرض، ما ينعكس بشدة على أساليب الوقاية وقد يُحسّن فرص العلاج».

قد تتعمق أبحاث أخرى باحتمال أن تصبح العلاجات المبكرة أو التدابير الوقائية كافية لتخفيف أثر أمراض التهاب الأمعاء، أو حتى منعها من التطور بالكامل. يمكن الاستعانة بعدد كبير من الفحوصات والعلاجات على مر ثماني سنوات.

تصيب هذه الأمراض ملايين الناس حول العالم، وبدأ عدد الإصابات يرتفع مع مرور الوقت. يشتبه العلماء منذ فترة طويلة بوجود مرحلة عيادية تسبق ظهور هذه المشاكل، لكن بقيت الأدلة التي تثبت هذه الفرضية قليلة. يبدو الآن أن هذه المرحلة تدوم لفترة أطول مما ظن الجميع.

يريد العلماء أن يفهموا طريقة معالجة مرض كرون وأمراض مشابهة أخرى، كما أنهم يتابعون العمل على استكشاف طريقة نشوء المرض. قد يصبح البحث الجديد مفيداً في هذا المجال بالذات.

تقول خبيرة العلم الجزيئي، ماري فيسترغارد، من جامعة «ألبورغ»: «يصاب عدد كبير من الشبان بأمراض التهاب الأمعاء، فتنقلب حياتهم وآمالهم وطموحاتهم المستقبلية رأساً على عقب بسبب هذا التشخيص واضطرارهم للتعايش مع مرض مزمن. يسرّني أن يساعد بحثنا في تحديد الفئات المعرّضة لأمراض التهاب الأمعاء، ما يسمح ببدء العلاج في مرحلة أبكر من العادة وبتحسين نوعية حياة المريض».

نُشرت نتائج الدراسة في مجلة «سيل ريبورتس مديسين».


MISS 3