رمال جوني -

النبطية تتظاهر احتجاجاً على الأوضاع المعيشية وترفض تضييع بوصلة الثورة

6 حزيران 2020

02 : 00

من أبرز الشعارات المرفوعة

على مسافة أمتار من الجوع، ومن أصوات الفقر التي بدأت تخرج من كل المنازل، إلتأم شمل "ثوار النبطية"، في تظاهرة جابت شوارع النبطية مُجدّداً، في ساحة الحراك، على مطلب مُحّق: "تصحيح الأوضاع المعيشية، وإزالة كل الطبقة الفاسدة"، فالحال وصل الى الحضيض، ونبت الفقر في داخل كل المنازل.

ضاق الناس ذرعاً من إنتظار الفرج، وحدها الأزمات تهبط بـ"الباراشوت"، من أين يجدها المواطن؟ "بات فاقداً لشرعية حقوقه"، يقول أحد المعتصمين الذي حمل شعار "بيكفي بدنا نعيش".

لم يخرج التحرّك عن مساره المطلبي، يرفض الجميع خلط الأوراق والعناوين ببعضها، يرون في بعض التحرّكات تشويهاً لصورة الحراك الشعبي، ويضربون على وتر الفتنة، فَضَّلوا أن يكون تحرّكهم الجمعة، لا السبت، لأنّهم خارج الإصطفافات التي يُراد منها تضييع بوصلة المطالب التي جمعت الشعب في 17 تشرين.

وِفق البعض،هناك شعارات مطروحة ليست بمكانها، لا يُريدون إنتخابات مبكرة، بل يطالبون بقانون إنتخابي خارج القيد الطائفي أولاً، ويرفضون فتح ملفّ سلاح المقاومة لأنه خارج حساباتهم المطلبية. من هنا جاء تحرّكهم في توقيته الخاص مطلبياً يطرح القضايا المعيشية.

ضرب تحرّك "حراك النبطية" على وتر الواقع الإقتصادي المُتزعزع، لم يأبه أحد لجائحة "كورونا"، فالأخيرة لا تُؤرق حياتهم كما مُعاناتهم مع الأسعار الجنونية والسلع وبات صعباً الحصول عليها.

برأي أحمد،"كورونا" نواجهها بالوقاية ولكن كيف نحارب الأسعار؟، نواجه واقعاً صعباً جداً، لم يعُد أمامنا خيار غير الشارع للضغط بقوة، فالوضع خرج عن السيطرة".

"لوى الفقر ذراع الناس"، يقول طارق الشاب الذي يحمل قضية شعبه، يجهد في تأمين المساعدات الغذائية له، من وجهة نظره، "حرمهم الفقر حتى التفكير بقطعة لحم، بات حلمهم الأكبر راحة نفسية، ربّما كوب شاي، حتى الأخير بات غالي الثمن، كُثر باتوا عاجزين عن شرائه، تتوالى المعاناة اليومية للناس، همّهم كيف يجتازون المحنة بأقلّ الخسائر، مع علمهم المسبق بأن لا حلول، فلا سياسات تصحيحية طاولت واقعهم المعيشي، الكلّ يُغدق الوعود، بقيت في مُجمَلها شعارات".

سيناريوات عدّة حملتها وقفة النبطية ضد الفاسدين، لعلّ أبرز سيناريو هو المطالبة بإقرار قانون يُحاكم الفاسدين ويُعيد المال المنهوب. برأيهم، لم يعد "أمامنا خيار آخر للخروج من الأزمة، الكلّ يريد مكافحة الفساد ولكن مَن الفاسد"؟ يسأل سليمان وهبي، "التحرّك يأتي تحت مُندرج معيشي بحت، ولا يخرج عن العناوين التي طالبنا بها منذ اليوم الأول"، ويؤكّد "أن المطالب يجب أن تبقى معيشية مطلبية ولا تنحرف عن أهدافها كي لا تضيع البوصلة".

المعضلة الرئيسية، بحسب ميرنا، "من يُقنع الشعب بأن يطلق رصاصة قتل الفساد"؟ سؤال لم يتأخّر رائد بالإجابة عليه، مُعتبراً أن "الثقة بالثورة طريق خلاص الوطن". ورفع شعار "لا خلاص للبنان الا بالقضاء على الفاسدين".

أدرك رائد، الذي لعب دوراً محورياً في حراك النبطية، أن "التغيير آت لا محال، ما نحتاجه الضغط بقوة"، يرفض سياسة العنف او الإلتفاف على مبادئ الثورة، يؤكّد أن"أهدافنا مطلبية مُحقّة، لا نريد غير الإصلاحات التي تجعلنا نعيش بكرامة داخل بلدنا، وتأمين طبابة مجانية، تعليم صحيح، ضمان صحي، وظائف، انتزاع السلطة من يد المُفسدين، إعطاء فرصة لتطوير البلد، والأهمّ قانون عادل لا تحكمه السياسة ولا الطائفية".

رسم رائد، كما كل المحتجّين، الخطوط العريضة لحراك النبطية، وضعوا النقاط على حروف التحرّكات كافة "رافضين الخروج، ولو قيد أُنملة، عن سِكّتهم التي سلكوا عبرها الى مطالبهم". لن تُقيّد "كورونا" تحرّكاتهم بعد اليوم، فالوضع على كفّ انفجار يؤكّد الجميع، الكلّ خسر عمله ومُقدّراته المعيشية، بات فاقداً لقدرته شراء طعامه اليومي. يسأل دانيال:"وماذا عن الفواتير؟ حدّث ولا حرج، باتت تُؤرق حياتنا، بِتنا نعيش على صدمة ونستيقظ على أزمة، لا نفهم ماذا ننتظر لنستعيد زِمام الساحات، ونفرض القيود الصارمة على قرارات حكومة لم تُلبِّ طموحاتنا".


MISS 3