روي أبو زيد

سينتيا كرم: فخورة بما أصبحتُ عليه اليوم!

8 حزيران 2020

02 : 00

هي تنبض حياةً، فرحاً وحباً! تسمع ذلك في نبرة صوتها على الهاتف.

سينتيا كرم لا تهدر ثانية من حياتها عبثاً وتقدّر النعم التي منّ بها عليها الله.

ليست فنانة على المسرح أو التلفزيون فحسب، بل تعرف كيف تعيش مغامراتها ببساطة في ظلّ الحب والعطاء والفرح.

"نداء الوطن" التقت كرم  وكان هذا الحوار المشوّق:


لماذا نراك دوماً في مسرحيات جورج خباز. هل ذلك بسبب حرية التعبير أكثر في المسرح واستخدام لغة الجسد والتواصل مع الجمهور؟

أحب المسرح كثيراً، إذ فيه "رهجة" خاصة وما يميّزه التفاعل المباشر مع الجمهور. إذ يمكنني معرفة ما يشعر به المشاهد المسرحي من خلال النظر الى عينيه فقط وحينها أدرك كيف أتفاعل معه كي أوصل له الرسالة المناسبة.

هل على الممثل أن يكون مسرحيّاً كي يتمكّن من خوض تجربة التلفزيون والسينما؟

بالطبع لا، لأن ممثل التلفزيون قد لا يكون مسرحياً لكنه من الأوائل في مجاله. في المقابل قد يكون ممثل المسرح مبدعاً على الخشبة لكنه لا يتماشى مع متطلّبات التلفزيون والسينما.

لماذا لا نراك بأدوار تلفزيونيـــــــة أو سينمائية؟

غالباً ما أقرأ نصوصاً لا أراها في المستوى الدرامي المطلوب لذا لا اقبلها. كما أنني لم أحظ بعد بفرصة التواصل مع إنتاجات ضخمة أو التعاون معها لإنجاز عمل مميّز. أنا لا أدقّ أبواب أحد ومن يريدني يعرف أين يجدني.





برأيك أهناك من تنازلات يقوم بها البعض للوصول الى ما هو عليه اليوم في التلفزيون؟


لا أحد يقوم بأي شيء إن لم يكن راضياً عمّا يفعله، فضلاً عن أننا لا يمكننا توجيه أصابع الاتهام عشوائياً، خصوصاً وأنّنا في لبنان لدينا ممثلات وممثلين تُرفع لهم القبّعة ويعملون بكفاءة وجديّة ونشاط.


أتشجعين الدراما العربية المشتركة؟


بالطبع أشجعها وأنا شاركت في إحداها. الممثلون السوريون يحبون مهنتهم كثيراً ويعملون على أنفسهم باستمرار. ما تعلّمته منهم أنهم يدعمون بعضهم البعض، ويحترمون كلّ شخص من حولهم. مثلاً أهم ممثل سوري يصل على الوقت، لا يتأخر، لا يتأفف، يكون مدركاً لنواحي شخصيته ويدعم الممثل الذي يعاونه في المشهد.


أخبرينا عن تجربتك في عالم "السوشيل ميديا" وخصوصاً "تيك توك".


إكتشفت "تيك توك" ودخلت العالم الافتراضي في مرحلة الحجر المنزلي. راح الناس يتفاعلون معي إيجاباً وبتّ ألحظ ارتفاع عدد المعجبين بمقاطع الفيديو التي أنشرها بشكل سريع. فرحتُ كثيراً وتفاجأت بهذا الموضوع.


ما الذي تعلّمته البشرية برأيك من خلال تجربة "كورونا"؟


تعلّمنا أنّ الطبيعة ليست بحاجة إلينا كي تشفي نفسها. ويجب أن نعرف كيفيّة الحفاظ على صحتنا، وأن ندرك كذلك أنّ مرجعنا الرئيس يبقى العائلة. علينا الاستفادة من حياتنا لأنّ كل ثانية فيها هي بالتأكيد قيّمة ومهمّة.


هل برأيك ستعود الحياة الى طبيعتها؟


بالطبع لا، إذ كلّ شيء قد تغيّر وتبدلّ حتى الطبيعة التي تحاوطنا. أصبحت البشرية موجّهة أكثر وتعيش في دوامة أكبر منها قد لا تفهمها في الوقت الحالي.

كيف قد نعود الى طبيعتنا ونحن لا نستطيع أن نضمّ ونقبّل بعضنا البعض؟





ما الذي تغيّر بسينتيا كرم خلال هذه المرحلة؟


أنا مثل الشجرة، لست بحاجة الى أيّ شيء كي أتمكّن من متابعة حياتي والعيش. يحتاج الإنسان الى عوامل عدّة كي يستمرّ ولكن عليه أن يعلم كيفية تخطّي الصعاب ومتابعة طريقه. أنا أستطيع دوماً إيجاد طريقي من خلال الحب والفرح والضحكات، ويمكن لي أن أكوّن عالماً بنفسي من دون الحاجة الى أحد.


ما سر وصولك الى هذه المرحلة من فهم الذات؟


حين أنظر الى نفسي من عينيّ أعي أنني فخورة جداً بما أنا عليه اليوم! إذ أراقب كلّ ما يدور من حولي، أتعلّم من التجارب وأنمّي نفسي. أسعى قدر المستطاع الى أن أحبّ أكثر، وحين تحبّ أكثر تبني أكثر ما تهدّم من علاقات بشرية بسبب الكره والأنانية.

أنا أطمح أن أكون مثالاً جيّداً في محيطي، وأعمل على تطوير ذاتي باستمرار.

لذلك، أعيش ببساطة وأحاول عيش مغامراتي في الحياة والتعلّم منها. مثلاً توقّفتُ عند وفاة والدي في هذه الرحلة لكنني قرّرت متابعة مشواري بدونه. الأمر كان صعباً ولكن لا يمكنني الوقوف مكاني والغرق بحزني ويأسي. لذلك سوف أتابع رحلتي وأكابد وأجاهد حتى الرمق الأخير.


من هو مثالك الأعلى في الحياة؟


ليس عندي مثال أعلى واحد في حياتي. قلتُ لك مسبقاً إنني مراقبة جيّدة، ومن خلال مراقباتي أستطيع استخلاص أعمال ومواقف من أشخاص يشكّلون بدورهم أمثلة عليا. مثلاً يكمن مثالي الأعلى في قوّة الثكلى التي فقدت ابنها ولكنها تتابع حياتها بكلّ إيمان. وحين أرى الفقير الذي يعاني من الجوع والعوز ولا يسرق بل يحافظ على قيمه الإنسانية، أكون حينها أمام مثال أعلى آخر. قد يكون مثالي الأعلى إنسان سيّئ جداً وشخص شرير، لكنني من قذارته يمكن أن أتعلّم وأطوّر ذاتي.

ويبقى ربنا مثالي الأعلى دوماً ومن أحاول التشبّه به في حياتي اليومية.


ما هي حكمتك؟


أَحبب وافعل ما تشاء، إضحك ولا يهم إن كنت تضحك معي أو عليّ!


MISS 3