د. حارث سليمان

سكوت حنصوّر

9 حزيران 2020

02 : 00

"حزب الله" اليوم هو الطرف الاساسي في السلطة السياسية (رمزي الحاج)

تنبري بعض المواقف والأقلام من موقع إدعاء الحرص على استمرار انتفاضة "17 تشرين" المباركة ان تنصح الثوار باستبعاد نقاش دور "حزب الله" الاقتصادي والسياسي والنقدي والامني وصولاً الى سلاحه من ساحات الصراع، كما تنبري بعض المجموعات لحصر تهمة الفساد بالحريرية السياسية، ويضم بعضها الى هذه التهمة تيار رئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جبران باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما يذهب آخرون، لحصر مسؤولية "حزب الله" عن الفساد بالقول إنه يحمي الفساد من دون أن يمارسه، ولعل الحقيقة الغائبة في كل هذه الطروحات هي أن "حزب الله" اليوم هو الطرف الاساسي في السلطة السياسية؛ هو من يديرها ويشرف على توازناتها، هو من يقرر أحجام وحصص الاطراف فيها، وهو من يوزع عائدات نهب المال العام فيها، وهو من يتمول من المال العام ويستنزف واردات الدولة وعائداتها، وهو من يدير اقتصاداً أسود يتعاظم أثره على الاقتصاد الشرعي ويهدر أموال الخزينة اللبنانية.

ولهؤلاء نذكّر أنفسنا ونذكّرهم بموقف "حزب الله" يوم كانت الثورة في مرحلتها الاولى جميلة وعاقلة كما يحلو للبعض أن يصوّر:

تخوين، مواجهة، وهجومات، وحرق خيم الاعتصام في بعلبك وصور والنبطية.

اليوم يتكرر المشهد نفسه، مع اضافة شتم السيدة عائشة زوجة الرسول، في موازاة تحميل "حزب الله" مسؤولية الأزمة في لبنان بكل أوجهها السيادية والاقتصادية والنقدية.

ببساطة يريد "حزب الله" أن يجعل نقاش دور سلاحه ووظيفته من المحرمات على الآخر، ومن المقدسات داخل فريقه.

وللتوضيح فإن هذا التحريم لا يطال امتلاك او سحب السلاح فقط، وانما تحريم مناقشة وظيفة السلاح من جهة اولى، وتحريم المساءلة حول نطاق عمل هذا السلاح ووجهته من جهة ثانية، وتحريم المطالبة بان تحصر خدمته في سبيل لبنان ومصلحته الوطنية من جهة ثالثة، واذا لم يمتثل طرف من الاطراف لمسلسل التحريم هذا، فتتم المواجهة، كيف؟

مقابل نقاشنا في سلاحنا المقدس سنشتم مقدساتكم ؛ لدى السنة نشتم السيدة عائشة، ولدى المسيحيين نشتم الصليب.

اذا فهمتم الرسالة وامتنعتم عن التشكيك في سلاحنا المقدس والذي في الحقيقة ليس مقدساً بأي معيار! لا بمعيار المقاومة لمواجهة اسرائيل، فقد صمت طويلاً في مواجهتها سواء في سورية او في لبنان.

ولا بمعيار الحرية حيث يخدم الاستبداد في دول الاقليم كافة.

ولا بمعيار وحدة الأمة حيث ينخرط بالفتنة.

ولا بمعيار الوحدة الوطنية اللبنانية حيث يستعمل للهيمنة وإخضاع كل الاطراف السياسية.

ولا بمعيار السيادة الوطنية اللبنانية لأنه سلاح في خدمة إيران ونفوذها.

ولا بمعيار الشرعية العربية والتضامن العربي، لانه يشكل سيفاً مصلتاً على دول عربية عديدة.

ولا بمعيار الشرعية الدولية، حيث يشكل انتهاكاً لقراراتها جميعاً.

اذا فهمتم الرسالة وخفتم وأجبنتم، فسنعود الى لغة التعايش والوفاق ويا دار ما دخلك شر.

وهذا يقتضي للعودة الى هذه الوضعية سحب نقاش سلاحنا من التداول اولاً، ثم تجهيل الفاعل في جريمة التلويح باستعادة الفتنة والحرب الاهلية.

عليكم ان تعلنوا؛ ليس "حزب الله" من أعد هذه الحملة وليس هو من نظم اجراءاتها، انها مؤامرة أعدت بعناية في دوائر اميركية مشبوهة بالتعاون مع لبنانيين عملاء، و"حزب الله" كان ضحية ولم يكن فاعلاً او مبادراً، عليكم تبني هذه المقولة، والا سنضعكم في صف المتآمرين والفتنويين، من هتف شيعة شيعة شيعة، هم متآمرون على "حزب الله" وأمل لتشويه صورتيهما الناصعتين دوماً، وقد لا يكونون شيعة أصلاً!!!


MISS 3