الأبيض من بعلبكّ: المستشفيات الحكوميّة ليست فقط للفقراء وباستطاعتها تطوير خدماتها

20 : 14

اعتبر وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الابيض أن "أكبر عائق أمام المستشفيات، وأمام أهلنا خاصة في المناطق النائية، هي التكلفة المالية، لذلك آمل في الموازنة المطروحة، والتي إن شاء الله سوف تقر، ستتمكن وزارة الصحة من رفع تعرفتها للمستشفيات 50 ضعفاً، وهذا يعني أنّه من أوّل السنة المُقبلة ستزيد عائدات المستشفيات والأطباء، كما أنّ البدل لمعاينات الأطباء في المستشفيات الحكوميّة سيُصبح ما يُقارب 4 دولار، وهذا يُساعد على صمود الأطباء العاملين في المستشفيات الحكوميّة، وخاصّة في مناطق الأطراف".


جاء ذلك خلال رعايته بدء العمل في قسم العناية المركزة لحديثي الولادة والخدج في مستشفى بعلبك الحكومي في حضور عضو لجنة الصحة النيابية النائب علي المقداد، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، العميد مرشد الحاج سليمان ممثلاً مدير عام الأمن العام اللواء الياس البيسري، سفير تشيكيا في لبنان جيري دوليزيل، سفير منظَّمة اليونيسف إدوارد بيجبيدر، سفير يوغسلافيا في لبنان، رئيس مصلحة الصحة في بعلبك الهرمل الدكتور محمود ياغي، المدير الإقليمي لجهاز أمن الدولة في بعلبك المقدم حسين الديراني، طبيب قضاء بعلبك الدكتور علي هزيمة، ممثلة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في لبنان منى كيوان، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، رئيس بلدية إيعات حسين عبد الساتر، مديري المستشفيات الخاصة في المنطقة وفاعليات صحية.

وقال: "يسرُّني أن أكونَ هُنا لافتتاح هذا المشروع في مستشفى بعلبك الحكومي الذي له علاقة بالأطفال الخدّج، خصوصاً وان المستشفيات الحكومية تفتقد لأقسام تقدم هذه الخدمة".


وأشار إلى أن "قسم العناية المركّزة لحديثي الولادة والخدّج، ليس مجرّد حاضنات وأجهزة ومعدّات، بل يتطلَّب وجود مهارات، من هنا أهمية البرنامج التدريبيّ والتعليميّ الخاصّ الّذي شملَ 4 مستشفيات حكوميّة هي: بعلبك وزحلة وطرابلس وحلبا لرفع المستوى، والأهم من ذلك، أنه برنامج على مدى سنتَين لنحقّق النتائج المرجوّة، ونؤمّن الدعم للمستشفيات، وهذا يدلّ على أنّ المستشفيات الحكوميّة هي ليست فقط للفقراء، وإنما باستطاعتها أن تزيد وتطور خدماتها لتوازي خدمات المستشفيات الكبرى، وبذلك كل الطبقات تستطيعُ الوصول إلى الخدمات الاستشفائية".


وأردف: "نوجه الشكر إلى جميع شركائنا في التدريب وكل من دعم هذا المشروع بالمعدات والتجهيزات والخبرات، كما أشكر دولة تشيكيا على برنامج دعم القطاع الصحّيّ في لبنان، وعمره 5 سنوات، وأول دعم كان لقسم الولادة في مستشفى الحريري، ثمّ تطوّر إلى برنامج له علاقة بجراحة العيون، وبعدها كان دعم المستشفى العسكري ومستشفى سير الضنية ومستشفى بعلبك الحكومي، وهذا المشروع مستمر، ونحن نقدّر جداً هذا الدعم الذي قدمته وتقدمه دولة تشيكيا لقطاعنا الصحيّ، وهذا دليلٌ على العلاقة الطيّبة بين البلدين الصديقين".


وأشار إلى "قرار مجلس الوزراء منذ نحو الأسبوع بدعم المستشفيات الحكوميّة بمبلغ 150 مليار ليرة، خصوصاً المستشفيات على خطّ المواجهة في الجنوب، فالحرب دائرة في غزة، ولكنّ لبنان جزءٌ من هذه الحرب، وسقط شهداء في لبنان، كما أن جزءاً من المساعدات هي من نصيب مستشفى بعلبك الحكومي، وهناك أيضاً تعديل لبعض السقوف لمستشفيات عدة، وهناك خدمة سنقدمها قريباً بافتتاح قسم السرطان، وإحداها في مستشفى بعلبك الحكومي الذي سيجهز بهبة من الهلال الأحمر القطري، فقد تمّت المناقصة والتلزيم للمشروع، ونأمل في غضون أسابيع أن يكون هذا القسم جاهزاً ويبدأ بتقديم الخدمات، وهناك أيضا قسم خدمة غسيل الكلى".


وختم: "حولنا الدراسة التي أعدّتها بلدية حربتا للمستشفى الحكومي إلى مجلس الإنماء والإعمار لتسريع إنشاء المستشفى الجديد في حربتا، وتوسيع خدمات وزارة الصحة في المنطقة. وجودنا هنا لافتتاح هذا القسم الجديد له رمزيّة، إنه رسالة بأنه رغم الأزمات التي يمر بها وطننا لبنان، بإمكاننا اغتنام الفرص لنستمر ونحسن في الخدمات الموجودة في القطاع الصحي".


بيجبيدر

وتحدث بيجبيدر فقال: "إن التحديات الاقتصادية المستمرة ومغادرة مقدمي الرعاية الصحية البلاد عوامل تزيد بشكل مقلق وفيات الأطفال حديثي الولادة".


أضاف: "نؤكد من جديد التزامنا بتعزيز جودة الرعاية للأطفال حديثي الولادة وإمكان الوصول إليها من خلال تحسين جودة الخدمات الرعائية في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة في المستشفيات الواقعة في الأطراف، وجودة جمع البيانات وتوسيع نطاق توليد الأدلة الوطنية لتقليل الوفيات والأمراض بين الأطفال حديثي الولادة".


دوليزل

بدوره، قال السفير دوليزل: "هذا المشروع عربون تمتين للعلاقات الجيدة بين الجمهورية التشيكية والجمهورية اللبنانية. قبل سنتين كنت بحاجة إلى مساعدة طبية قدمها لي الدكتور عباس شكر في مستشفى بعلبك الحكومي، أثناء جائحة كورونا، فقدمت عرضا لتقديم مساعدة تحتاجها المستشفى، وقمنا بتجهيز قسم عناية الأطفال حديثي الولادة بحاضنات وتقديم معدات أخرى، وكل ما قدَّمناه هو صناعة تشيكية من النخب الأول، وبعد أنّ تمّ إنجاز العمل في قسم العناية المركزة لحديثي الولادة والخدج، نحن سنقدّم سيّارة إسعاف حديثة ومجهزة بقيمة 150 ألف يورو لمستشفى بعلبك الحكومي لخدمة كل المنطقة".


وأوضح أنّ "مستشفى بعلبك الحكومي ليست الوحيدة التي قدمنا لها مساعدات، فقد قدمنا أيضاً مساعدات بمعية الوزير أبيض لـ5 مستشفيات حكومية أخرى، وفي الأسابيع المقبلة سنلتقي مع الوزير أبيض لتقديم مساعدات لمستشفيَيْن في الشمال. ونحن كنّا ندعمُ أيضاً مستشفى رفيق الحريري والمستشفى العسكري في بيروت".


المقداد

وشكر المقداد "كل من قدم ويقدم الدعم والمساعدة لهذه المنطقة التي تستأهل الكثير، والتي تشكل حوالي 30% من مساحة لبنان، أي حوالي ثلث لبنان. ونحن هذا عهدنا بإدارة مستشفى بعلبك الحكومي ونشاطها بافتتاح أكثر من قسم، ولا ننسى دور هذا المستشفى أيام كورونا، وكيف استقبلت الكثير من المرضى من مختلف محافظات لبنان، فبوركت الجهود التي أدت إلى افتتاح هذا القسم، ولبنان كما هذه المنطقة، بحاجة إلى هكذا مبادرات كالتي يقوم بها الدكتور عباس شكر، وإلى هكذا وزراء كالوزير الصديق الدكتور فراس أبيض".


أضاف: "يحتفل العالم كله بيوم الخدّج، الذي يتزامن مع قتل الصهاينة للخدّج في غزة، والذين تتحلل جثامينهم ولا يستطيع أهلهم حتى القيام بدفنهم".


وتابع: "بعض الدول كتشيكيا تقدم المساعدات لكي تعطي هؤلاء الخدج الفرصة في الحياة، في حين نجد أن بعض الدول الغربية ترسل القذائف لقتل الخدج. هناك فرق كبير بين من يحمل ضميراً إنسانياً، وبين من يقتل الضمير الإنسانيّ في يوم الخدج العالمي، فجمهوريّة تشيكيا بعملها هنا تعطي للإنسانيّة معنى، بينما الولايات المتّحدة الأميركيّة وإسرائيل وبعض الدول أعطت للجريمة والقتل أولوية في نهجها".


وشدد على "ضرورة وأهمية الاستمرارية في أي مشروع، بمساعدة وزارة الصحة وكل من اهتم وساهم بتقديم العون لإنجاز هذا المشروع".


وإذ نبَّه المقداد من تداعيات هجرة الأطباء، دعا "الجامعات والمستشفيات الجامعية ووزارة الصحة وجميع المعنيين إلى التشجيع على الاختصاصات التي تُعنى بالأطفال الخدج لأننا نُعاني من نقص في هذا المجال، ونحن بحاجة ماسَّة إلى هذا الاختصاص في مستشفياتنا".

MISS 3