رمال جوني -

خضّة في المروانية بعد مُخالطة محجور 7 أشخاص وفحصه الثاني إيجابي

10 حزيران 2020

02 : 00

البلدية أقفلت محالّ الإكسبرس والنرجيلة ومقاهي الإنترنت

عاد فيروس "كورونا" ليحجز نفسه في قرى النبطية، ودخلت المروانية في قلب "العمّ كوفيد"، خضّة كبيرة تعيشها بلدة، كانت حتى الأمس القريب بمنأى عنها، وكان أهلها يعتبرون الفيروس فزّاعة لا أكثر، لم يكترثوا طيلة الأشهر الماضية له ولم يأبهوا حتى للوقاية، تصرّفوا وكأنّ شيئاً لم يكن الى أن طرق البلدة عبر وافد أنهى حجره وخرج، لم ينتظر نتيجة الفحص الثاني، ربما اشتاق للحياة، لزواريب البلدة، لمُحادثة الناس عن قرب، وليس عن بعد، فهو لم يُصب بأي عوارض، ونتيجة فحصه الأول سلبية الى أن وقعت الواقعة بعد يومَي مخالطة، جاءت النتيجة إيجابية، وأكّدها الفحص الثاني، ما أحدث بركان غضب داخل البلدة فاضطرت البلدية الى إقفال محال الإكسبرس والنرجيلة ومقاهي الانترنت، بعدما خالط المُصاب اناساً في أحد اكواخ الإكسبرس، إذ جاءت حصيلة المخالطين المباشرين 7 وفق مصادر البلدية، غير أن مصادر الاهالي تقول إن العدد كبير، وهذا ما وضع الجميع في عين الوباء، بانتظار ما ستُظهره نتائج الفحوصات التي خضع لها المخالطون، ليُبنى على الشيء مقتضاه.

حالة قلق وخوف وترقّب تُخيّم على البلدة وكثيرون فضّلوا حجر أنفسهم وقائياً تفاديا للأسوأ، يخشون من أن تصبح البلدة "برجا 2"، يرفضون توقّع الأسوأ، ويأملون في أن تكون الفحوصات سلبية.

لا شك في أن تطوّر الأحداث "الكورونية" طغى على حياة الناس، ممّن يواجهون أسوأ ظروفهم، فالضائقة المعيشية هدّت كيانهم، ويُحكى عن نسبة فقر عالية تسيطر على عوائل البلدة.

يُقرّ علي بأن البلدة "منذ يومين تعيش على أعصابها، بسبب تصرّف وافد "بقلّة وعي"، ويطالب بأن" يتمّ حجر الوافدين في مركز خاص، لا داخل المنازل، وأن تجري مراقبتهم بشكل حثيث من قبل البلدية ووزارة الصحة، وبأن يخضعوا للفحص في نهاية الحجر، وينتظروا حتى تظهر نتيجته، لا ان يحصل كما حصل معنا، ونعيش الرعب من تفشّي الوباء".

محلّات البلدة شدّدت من إجراءاتها، وضعت حواجز عند مداخلها. وبحسب إحدى العاملات في محال للخرضوات، فإن الخوف من دخول أحد المخالطين للمصاب دفعنا الى اتّخاذ إجراءات مُشدّدة، فلا أحد يعلم من خالط من". القلق بادٍ على وجه الصبيّة، تُخفيه خلال مطالعتها كتاباً، تؤكد الفتاة أن الوضع مأزوم، ولن يرتاح بالنا قبل صدور النتائج".

وهذا ما يؤكده اللحّام إبراهيم، الذي فضّل إتباع نظام "الدليفري"، أقلّه هذه الأيام، حتى نعرف ما ينتظرنا، والذي نأمل في أن يكون خيراً".

تُحاول بلدية المروانية أن تطوّق الأزمة بأقلّ الخسائر المُمكنة، وضعت إجراءات مُشدّدة، وحثّت الأهالي على الحدّ من تنقلّاتهم. تُدرك البلدية، وفق رئيسها المهندس محمد كوثراني، أن الوضع خطير، وأن المخالطين السبعة ربّما خالطوا عدداً أكبر، أقلّه عائلاتهم.

غير أن كوثراني يحاول أن يُخفّف من وقع الكارثة بقوله إنّ "الوضع مضبوط"، ولا يُخفي أن البلدة قد تلجأ الى تدابير صارمة، وقد تُقفل أحياء إن تفشّى الوباء وسُجّلت حالات إيجابية، وسرعان ما يُردّد "إن شاء الله تكون النتائج سلبية".

ويوضح كوثراني أنّ البلدية إتّخذت كل الإجراءات ووضعت المخالطين في الحجر وتتابع أوضاعهم عبر خلية الأزمة، وتحرص على أن يلتزم الأهالي بالكمّامة والتباعد الإجتماعي.

ولا يتوانى للحظة عن الطلب من وزارة الصحة بجعل الفحص بعد الحجر الزامياً، ولو لم تظهر عوارض على المحجور، كي لا يتكرّر، لا سيناريو برجا، او سيناريو بلدتنا".


MISS 3