بكين تتّهم واشنطن: تُثير التوترات في بحر الصين الجنوبي

02 : 00

بحر الصين الجنوبي يُثير توترات عسكرية خطرة (أ ف ب)

إعتبرت الصين أمس أن الولايات المتحدة «أثارت عمداً» التوترات في بحر الصين الجنوبي بمرور سفينة حربية أميركية عبر المياه التي تطالب بها بكين، وذلك بعد انفراج حذر في العلاقات الديبلوماسية بين واشنطن وبكين.

وقال المتحدّث باسم قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الصيني تيان جونلي: «في الرابع من كانون الأوّل، دخلت السفينة القتالية «يو أس أس غابرييل غيفوردز» بشكل غير قانوني المياه بالقرب من شعاب ريناي في منطقة نانشا الصينية دون موافقة الحكومة الصينية»، مؤكداً أن الجيش الصيني «تابع العملية برمّتها».

وحذّر من أن «إثارة الولايات المتحدة (التوتر) عمداً في بحر الصين الجنوبي يُشكّل انتهاكاً خطراً لسيادة الصين وأمنها»، مشدّداً على أن «القوات الموجودة في منطقة القيادة في حال تأهّب قصوى دوماً للدفاع بحزم عن السيادة الوطنية والأمن».

وتقع منطقة سيكند توماس، المعروفة في الصين باسم شعاب ريناي، على بُعد حوالى 200 كيلومتر من جزيرة بالاوان في غرب الفيليبين، وعلى بُعد أكثر من 1000 كيلومتر من جزيرة هاينان، أقرب أرض صينية.

وأرسلت البحرية الفيليبينية السفينة العسكرية «بي ار بي سييرا مادري» العائدة إلى حقبة الحرب العالمية الثانية إلى مياه سيكند توماس شول في 1999 بهدف جعلها موقعاً متقدّماً وتأكيد مطالبها بالسيادة على الجزيرة في مواجهة الصين. وبين مانيلا وبكين سجلّ طويل من التوترات في بحر الصين الجنوبي.

في سياق متّصل، حضّت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا خلال حديث في نادي الصحافة الأسترالي في كانبيرا، بكين، على إعادة التفكير في سلوكها الحازم في بحر الصين الجنوبي، معتبرةً أن «العالم لا يحتاج إلى أزمة جديدة».

ورأت كولونا أنه يتعيّن على الصين أن تلعب دورها لخفض التوترات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وقالت: «نحن بالطبع قلقون مِمَّا حدث قبل أيام للبحرية الأسترالية، بالإضافة إلى ما الذي حدث للفيليبيين قبل عدّة أسابيع».

وأضافت: «يجب أن يسود الهدوء والاستقرار في مضيق تايوان، ومن المؤكد أن العالم لا يحتاج إلى أزمة جديدة». وبحسب كولونا، فإنّ الصين يجب أن تكون حرّة في مواصلة «نهضتها الاقتصادية»، لكنّها في المقابل تحتاج إلى تلبية التوقعات الدولية في شأن قضايا مثل حقوق الإنسان.

وأكدت أنّه «سنبقى على تواصل مع الصين بشكل بناء، وهناك بالفعل علامات مشجّعة»، مشيرةً إلى أن «جهودنا تؤتي ثمارها بطريقة أو بأخرى وتخلق اتجاهات إيجابية للتعاون».

وعزّزت بكين مناوراتها العسكرية في مضيق تايوان ذي الأهمية الاستراتيجية، بينما اتهم خفر السواحل الصيني بمضايقة قوارب الصيد الفيليبينية في المياه المتنازع عليها.

كما كانت أستراليا قد وجّهت انتقادات لبكين الشهر الماضي بسبب سلوكها «الخطر وغير المهني» في البحر، مشيرةً إلى أن أحد غوّاصيها أُصيب بجروح بسبب موجات صادرة «على الأرجح» من جهاز «سونار» في سفينة حربية صينية.

وتطالب الصين بالسيادة شبه الكاملة على بحر الصين الجنوبي الذي تمرّ عبره تجارة تُقدّر بمليارات الدولارات سنويّاً، متجاهلةً قراراً دوليّاً صادراً عام 2016 يؤكد أنّ موقفها لا يستند إلى أي أساس قانوني.

كذلك، تُطالب كلّ من الفيليبين وفيتنام وماليزيا وبروناي بالسيادة على أجزاء منه. وتنشر بكين زوارق دورية وبنت جزراً إصطناعية ذات طابع عسكري لتعزيز سيادتها في بحر الصين الجنوبي.


MISS 3