مشكلة تراكم النفايات في صيدا تفاقمت مع تساقط الأمطار مجدّداً، وحضرت في الشارع الصيداوي استياء وغضباً، وسط تحذير خبراء بيئيين من خطورتها مع فصل الشتاء، حيث لا تكمن المشكلة في تحول بعض الشوارع والأزقة بركاً ومستنقعات بل في تحوّلها عصائر مضرّة وسامّة وتسرّبها إلى باطن الأرض وبالقرب من الآبار
وأكّدت أمانة سرّ "تجمّع المؤسسات الأهلية" في منطقة صيدا ضرورة أن تبادر بلدية صيدا الى الطلب من إدارة مركز المعالجة (معمل معالجة النفايات الحديث في منطقة سينيق) الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق المعقود مع البلدية، وتوجيه إنذار خطي لإدارة المركز وتشغيله خلال شهر حسب البند 14 من الاتفاق.
وتدور في الاروقة الصيداوي والصالونات العائلية والسياسية أحاديث علنية عن ضرورة وقف هذه المشكلة، إذ من المعيب أن تكون مدينة كبرى مثل صيدا تعاني من النفايات وضرورة فتح النقاش بين البلدية والمجتمع المحلي ووزارة البيئة، للوصول إلى حلول لإعادة بناء مركز المعالجة وتجهيزه حسب خطة الإدارة الرشيدة والمستدامة للنفايات المقرة من وزارة البيئة.
وإلى جانب مشكلة النفايات، أنجز "التجمّع""خطة طوارئ" احترازية، ويقول أمين سرّه ماجد حمتو لـ"نداء الوطن": "لقد أنجزنا الخطة بصيغتها النهائية بعد سلسلة طويلة من الاجتماعات واللقاءات ودورات التدريب، وتقوم على استقبال النازحين إلى مدينة صيدا، إضافة إلى استيعاب تداعيات أي عدوان إسرائيلي محتمل في حال تطورت الأوضاع العسكرية والأمنية في الجنوب. والخطة تتناول كل الجوانب الضرورية لجهة استقبال النازحين والاهتمام بالجوانب الإغاثية والصحية والاجتماعية والتربوية والاسعافية، على قاعدة التشبيك والتعاون بين مؤسسات المجتمع المدني والبلدية والدوائر الرسمية عبر وحدة الكوارث والطوارئ".
ويضيف "نجول على القوى السياسية والجهات المعنية من أجل عرضها عليها والإستماع إلى أي ملاحظات وتعديلها لنكون على جهوزية تامة لأي طارئ"، آملاً في "أن يبقى الوضع الأمني تحت السيطرة ولا تقدم اسرائيل بعدوان واسع على لبنان حيث لا يؤمن جانبها وما يجري في غزة خير شاهد".
تجربة صيدا مع خطة الطوارئ ليست جديدة، إذ سبق وطبّقتها في العدوان الإسرائيلي على لبنان في العام 2006 حيث نزح أكثر من 120 ألف نازح من مختلف قرى الجنوب إلى المدينة وتمّ استيعابهم في المدارس ومراكز ومراكز الإيواء بطريقة منظّمة وشكّلت نموذجاً ناجحاً بين أقرانها من المدن الأخرى.
ووضع وفد من أمانة سرّ "التجمع" برئاسة حمتو النائبين عبد الرحمن البزري وأسامة سعد في تفاصيل خطة الطوارئ، على أن يستكمل الجولة في غضون أيام عند باقي القوى السياسية في المدينة.