عيسى يحيى

شمسطار تُشيّع الشهيد عبد الكريم المقداد

7 كانون الأول 2023

02 : 00

حطّت مسيرة الجيش اللبناني في مواجهة الإسرائيلي، رحال خطوتها الأولى في بلدة شمسطار البقاعية، إذ سقط للمؤسسة شهيدها الأول الرقيب عبد الكريم المقداد منذ بدء عملية طوفان الأقصى والتوترات في الجنوب اللبناني، معمِّداً بدمائه أرض الوطن.

خيّم الحزن على بلدة شمسطار غرب مدينة بعلبك، وازدانت شوارعها بصور ابنها الشهيد، مذيلةً بمناقبيته وصفاته الحسنة التي اجتمع على ذكرها جميع أبناء بلدته ومن عرفه، وغصّت الحسينية منذ ساعات الظهر بالمعزيّن والمحبيّن، يتقدّمهم رفاق الشهيد في الجيش اللبناني.

شاء القدر أن يغيب المقداد قبل قدوم مولوده الأول، بعد أربعة أشهر، وهو المتزوج حديثاً، وأبكت الحياة والدته فوزية قهراً على رحيل فلذة كبدها، تحوم هي وزوجته وشقيقاته حول نعشه المسجّى داخل حسينية البلدة لإلقاء نظرة الوداع قبل الرحيل الأخير. كلمات مؤثرة أبكت الحاضرين، «بكّرت كتير يا أمي»، «بعدك عريس يا أمي»، «دخيل هالعيون»، وغيرها من الجمل التي خرجت من قلب أمّ ثكلى، فجعت بخبر استشهاد ابنها ليلاً.

تسأل شقيقته رفاقه في المؤسسة العسكرية: من كان معه؟ ذهبتم معه إلى المستشفى؟ توجّع خلال الاصابة؟ «آخ يا خيي... تبقوا تذكروه وجيبوا سيرتو لعبده البطل، أمانة».

يلقي رفاق السلاح نظراتهم الأخيرة بتأثير كلمات أمه وشقيقاته، يذرفون الدموع، تختنق العبرات في حناجرهم، يخرجون غير قادرين على تمالك أنفسهم على وقع كلمات «الله معك يا خيي».

مراسم تأبينية بدأت في الأولى ظهراً حضرها حشد من الأهالي تقدّمهم ممثل قائد الجيش ووزير الدفاع العميد عبد الناصر الحلبي الذي ألقى كلمة قيادة الجيش، فقال: «بطل آخر من أبطال الجيش يرتقي على طريق الشرف والتضحية والوفاء، هو الرقيب الشهيد عبد الكريم المقداد الذي نودّعه بعدما جاد بروحه في الجنوب الصامد في أثناء أداء واجبه المقدس، دفاعاً عن لبنان ضد العدو الإسرائيلي. هذا العدو نفّذ أعماله العدائية ضدّ وطننا، ويواصل اليوم استهدافه المناطق الحدودية الجنوبية، فواجبنا الدفاع عن وطننا مهما غلت التضحيات يتزامن ذلك مع الحرب الإجرامية التي يشنّها العدو الإسرائيلي ضدّ الشعب الفلسطيني».

وختاماً تلا نبذة عن حياة الشهيد: مواليد 1996/5/7 لاسا - قضاء جبيل تطوع في الجيش بتاريخ 2018/10/25 حائز تنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات، متأهل من دون أولاد.

بعد ذلك صليّ على الجثمان في حسينية البلدة، ثم قدّمت ثلة من رفاق السلاح التحية يتقدمهم حملة الأكاليل والأوسمة، وعزفت فرقة من الجيش موسيقى الحزن، قبل أن يوارى في الثرى في جبانة البلدة وسط نثر الأرز وإطلاق الرصاص والهتافات.


MISS 3