في ظلّ تحسّن وضعية جيشه نسبيّاً في الميدان الأوكراني حيث تتخوّف كييف من تراجع الدعم الغربي لها، وفيما تتزايد المخاطر من توسّع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في المنطقة، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جولة ديبلوماسية سريعة أمس، شملت أبوظبي والرياض، حيث ناقش مجموعة ملفات مهمّة ذات اهتمام مشترك، أبرزها الحرب في قطاع غزة وأوكرانيا وإنتاج النفط والعلاقات الثنائية.
وحطّت طائرة الرئيس الروسي في الرياض مساء أمس، حيث كان في استقباله أمير المنطقة فيصل بن بندر. ولاحقاً، حلّ بوتين ضيفاً عند ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي أوضح أن «التنسيق المستقبلي في الجانب السياسي والأمني سيُعزّز أمن الشرق الأوسط والعالم كلّه»، معتبراً أن «الفرص التي أمامنا في المستقبل كبيرة، وتُحتمّ علينا العمل سويّاً لمصالح شعوبنا والمنطقة والعالم».
من ناحيته، تحدّث بوتين عن أن العلاقات بين روسيا والسعودية وصلت إلى مستوى غير مسبوق خلال السنوات الـ7 الماضية، معتبراً أن بين البلدَين «علاقات راسخة وجيّدة على صعيد السياسة والاقتصاد والمجال الإنساني». ورأى بوتين أن «لا شيء يُمكنه منع تطور علاقاتنا الودّية، ومن المهمّ لنا جميعاً تبادل الآراء حول ما يجري في المنطقة»، داعياً بن سلمان إلى زيارة موسكو.
وفي وقت سابق، قام بوتين بزيارة عمل إلى الإمارات التقى خلالها نظيره الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وتوجّه بوتين، الذي حظي بمراسم استقبال رسمية مع حرس الشرف في القصر الرئاسي، إلى بن زايد قائلاً إنّه «بفضل موقفكم، وصلت علاقاتنا إلى مستوى غير مسبوق»، مشيداً بدولة الإمارات باعتبارها «الشريك التجاري الرئيسي لروسيا في العالم العربي».
وتبادل الرئيسان وجهات النظر حول الحرب في غزة و»ضرورة تحرّك المجتمع الدولي من أجل وقف إطلاق النار في القطاع وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية الكافية إليهم ضمن آليات آمنة ودائمة ومن دون عوائق». وأكد الجانبان أهمّية العمل على إيجاد أفق واضح للسلام الدائم والشامل في المنطقة الذي يقوم على أساس حل الدولتين.
وتطرّق اللقاء إلى مستجدّات الحرب في أوكرانيا، حيث أكد بن زايد أن «الإمارات تدعم تسوية مختلف النزاعات في العالم عبر الحوار والأساليب الديبلوماسية، بما يُعزّز السلام والأمن العالميَّين، وذلك انطلاقاً من نهجها الراسخ في دعم السلام والتعاون والاستقرار على المستويَين الإقليمي والعالمي».
وأكد الرئيس الإماراتي حرص بلاده على «بناء جسور التعاون التنموي مع مختلف الدول في العالم، ودعم كلّ ما يُحقّق الاستقرار والازدهار لكلّ دول العالم وشعوبها»، بينما أشاد بوتين بدور الإمارات في المحافل الدولية، خصوصاً في مجلس الأمن، وجهودها التي تُسهم في استقرار الأوضاع حول العالم.
وفيما تحدّث الرئيس الروسي عن «مشاريع في قطاع الغاز والنفط» بين أبوظبي وموسكو، أشارت الرئاسة الروسية إلى أن برنامج الزيارة يتضمّن نقاشاً بين الرئيسَين حول خفض إنتاج النفط في إطار تحالف الدول المصدرة للنفط وشركائها «أوبك بلاس».