أسامة القادري

إنتفاضة البقاع حتى إسقاط "حكومة تهريب العملة والمازوت"

12 حزيران 2020

08 : 57

ناشطون يعتبرون أن البقاء في المنازل أمر مُعيب

من جديد قالها البقاعيون، "ثورة حتى إسقاط حسان دياب وحكومة تهريب المازوت والعملة على عينك يا شعب".

فما إن لامس سعر صرف الدولار الـ 5 آلاف ليرة لبنانية، حتى بدأ ثوار البقاع يحشدون دعواتهم لاستنهاض الناس للنزول الى الشارع، وقطع الطرقات في أكثر من مكان، اعتراضاً على الوضع المعيشي الصعب، والمُطالبة بإسقاط حكومة حسان دياب، على خلفية تعاملها مع الأزمة التي تفرض نفسها على مجمل الحياة السياسية والإقتصادية والمعيشية والصحّية وحتى الأمنية، بدءاً من تمادي ارتفاع اسعار المواد الغذائية بشكل جنوني ومخيف، وأزمة تهريب المازوت المدعوم بكمّيات ضخمة الى سوريا، من دون وضع حدّ له، ما يجعل السوق البقاعي في حالة عطش شديد له.

هذا ما استنفر القطاعات، للمرة الاولى منذ بدء ثورة 17 تشرين، بعدما تهدّدت بالموت نتيجة سياسة الحكومة وإدارة الأذن الطرشاء كرمى لعيون النظام السوري في تأمين مادة المازوت والعملة الصعبة اللتين تؤخّران اعلان سقوطه بعد سريان مفاعيل "قانون قيصر". فإذ بالحكومة، التي تدعم المازوت، تُكرّم الشركات وتتوافق معها على التعاطي مع المواطن بطريقة ابتزازية وتجارية عبر الإمتناع عن تسليم المازوت الى المحطّات، واقتصار بيعه على المُهّربين فقط.

وبدا ذلك من خلال إنتقال صهاريج المازوت على الطرقات وفي المناطق الحدودية، لتحوّل الى سوريا أمام أعين اللبنانيين، وبكمّيات كبيرة.

مصادر قريبة من كبار تجار العملة في البقاع، شرحت لـ"نداء الوطن" سبب ارتفاع الدولار مُقابل الليرة اللبنانية على نحو سريع ومن دون سابق إنذار، وقالت: "عشية يوم الإثنين، بعدما وصل سعر صرف العملة السورية الى حدود 4 آلاف ليرة سورية، تمّ شحن مبالغ طائلة من الدولارات الى سوريا عبر طُرق غير شرعية، دُفع ثمن الدولار الواحد أكثر من 4 آلاف ليرة سورية، ليعود صبيحة يوم الثلثاء ويتراجع الى 2250ليرة سورية. هذا ما أدّى الى ارتفاع سعر الدولار مُقابل صرف العملة اللبنانية والذي لامس حدود الـ 5 آلاف ليرة".

وبعد انقطاع المازوت عن المحطات البقاعية، توقّفت محطّات شبكات الهاتف الخلوي عن العمل في بعلبك والهرمل، بعد نفاد المازوت من المولّدات وعجز تأمينه من المحطّات التي لم تسلّمها الشركات.


خطر على المزارعين

وفي هذا الإطار، دقّ رئيس تجمع المزارعين والفلاحين ابراهيم الترشيشي ناقوس الخطر، من استمرار الحكومة بالسير في هذه السياسة، مُتسائلاً:" كيف يُمكن للحكومة أن تُطالب باسترجاع الأموال المنهوبة ومُحاسبة من سرق البلد وأفلسها منذ 30 سنة، واليوم النهب والسرقة على عينك يا تاجر وأمام أعيننا، من قبل شركات النفط المستوردة والموزّعة"، وتابع:" قطاع الزراعة مُهدّد لأنّ المُزارع محروم من شراء المازوت المدعوم، الدولة تدعم المازوت والشركات تنهب وتسرق، من المسؤول ومن سيحاسب"؟


برودة الشارع

وفي التحرّكات، أكّد عضو "لقاء تشرين" الناشط محمد الشياح لـ"نداء الوطن" أنّ تحرّك الناس ليس مفاجئاً بل ما يُفاجئ هو برودة الشارع وواقع الإنتظار بعدما وصل الوضع المعيشي الى حدّ غير مقبول، ونحن كناشطين مدعوون الى تعزيز حضورنا في ساحات التظاهر البقاعية"، ودعا كافة القطاعات، "كونها مُهدّدة بالسقوط، الى المشاركة في الثورة لإنقاذ البلد من سياسات هذه السلطة الفاسدة".

بدوره الناشط محمد الشوباصي قال:"أمس تحرّك الثوار وقطعوا الطرق في حوش الحريمة البقاع الغربي ومفرق المرج برّ الياس الدولية، ومفرق قب الياس وفي سعدنايل وزحلة، وجب جنين وكامد اللوز، اعتراضاً على ما آل اليه الوضع"، ليردف: "عاد الثوار بعد 6 حزيران متفاهمين على أن سلاح "حزب الله" ليس نقطة خلاف، بل الخلاف على التوقيت، كذلك تمّ التأكيد على أنه ليس سلاحاً وفاقياً"، وقال:"الوضع المعيشي السيّئ هو المشترك بين جميع اللبنانيين بمختلف أطيافهم، وعلينا تعزيز لقاءاتنا بناء على المشترك الذي يوحّدنا".

وأوضح الناشط ملحم الحشيمي لـ"نداء الوطن" انهم يركّزون اليوم على مطلب إسقاط الحكومة التي أثبتت فشلها واستمرارها في نهج سلطة الفساد. وقال: "من المُعيب أن نبقى في بيوتنا وكأنّ الوضع طبيعي، ماذا ننتظر لنتحرّك؟ هل ننتظر كي يصبح الدولار بـ 10 آلاف أو بـ29 الفاً"؟ وأكد اتّفاق المجموعات الثورية على الإستمرار في التظاهر وقطع الطرق في تعلبايا وسعدنايل، وقطع اوتوستراد زحلة بالسواتر الترابية حتى إسقاط حكومة تهريب المازوت والعملة".


MISS 3