إطعام اللحم النيء للكلاب ينشر الجراثيم

02 : 00

تكشف دراسة مؤلفة من 600 كلب سليم رابطاً قوياً بين إطعام اللحوم النيئة للكلاب وانتشار جرثومة الإشريكية القولونية التي تقاوم المضاد الحيوي واسع الطيف «سيبروفلوكساسين».



قد تتنقل جراثيم خطيرة يصعب القضاء عليها بين البشر وحيوانات المزارع عبر اللحوم النيئة التي تستهلكها الكلاب. إنه استنتاج مثير للقلق برأي باحثين من جامعة «بريستول» في المملكة المتحدة.

يقول عالِم الأوبئة الوراثية، جوردن سيلي، من جامعة «بريستول»: «لم نكن نهدف إلى التركيز على الأغذية النيئة التي تتناولها الكلاب، بل أردنا استكشاف العوامل التي تجعل الكلب أكثر ميلاً إلى إفراز جرثومة الإشريكية القولونية المقاوِمة في برازه. تكشف دراستنا رابطاً قوياً جداً بين إفراز الإشريكية القولونية التي تقاوم دواء السيبروفلوكساسين وإطعام أغذية نيئة للكلاب».

استناداً إلى تحليل لعيّنات البراز واستطلاعات ملأها أصحاب الكلاب عن الحمية الغذائية، ورفاق الحيوانات الآخرين، وعادة التنزه، وبيئات اللعب، تبيّن أن استهلاك اللحم النيء هو عامل الخطر الأكثر تأثيراً على إفراز الإشريكية القولونية المقاوِمة للمضادات الحيوية.

كذلك، كانت سلالات هذه الجرثومة، التي تنتشر بشكلٍ أساسي وسط الكلاب الريفية، مطابقة لتلك الموجودة في المواشي. في المدن، بدت الكلاب أكثر ميلاً إلى حمل سلالات شائعة لدى البشر، ما يعني وجود خليط أكثر تعقيداً من وسائل نقل العدوى.

دعا الباحثون أصحاب الكلاب إلى التفكير بإعطاء حيواناتهم الأليفة حميات مليئة بمنتجات غير نيئة، وطلبوا من أصحاب المواشي اتخاذ الخطوات اللازمة لتخفيف استعمال المضادات الحيوية في المزارع التي تشكّل مصدراً لأغذية الكلاب، لأن هذا النوع من الممارسات يعزز مشكلة مقاومة المضادات الحيوية.

يوضح سيلي: «تتعدد التدابير الفردية التي تسمح بتقليص احتمال أن تفرز الكلاب جراثيم مقاوِمة للأدوية، بما في ذلك الانتقال إلى أغذية غير نيئة أو اختيار لحوم نيئة ذات جودة عالية وطبخها لاحقاً. لا تتمتع معظم المنتجات النيئة المُعدة للكلاب بجودة تسمح بطبخها، لذا قد تُسبب مخاطر صحية خطيرة للكلاب عند طبخها».

تُعتبر الإشريكية القولونية جزءاً من الميكروبيوم المعوي الصحي لدى البشر والحيوانات. تكون معظم السلالات حميدة بشكل عام، لكن قد يُسبب بعضها المشاكل لدى أصحاب المناعة الضعيفة. قد تطرح العدوى خطورة على الحياة بعد التقاطها، لا سيما في أنسجة مثل الدم. تستلزم المشكلة في هذه الحالة علاجاً سريعاً بالمضادات الحيوية. إذا لم تتأثر الإشريكية القولونية بمضادات حيوية مثل السيبروفلوكساسين، قد تزيد صعوبة معالجة الالتهابات. لمحاربة هذه المشكلة، يجب أن يفهم العلماء طبيعة الروابط بين صحة البشر والحيوانات والبيئة.

في النهاية، يقول عالِم البكتيريا الجزيئية، ماثيو أفيسون، من جامعة «بريستول»: «لا بد من تشديد القيود المفروضة على أعداد الجراثيم المسموح بها في اللحوم التي تباع ليتم استهلاكها من دون طبخها، مقارنةً باللحوم التي تكون مُعدة للطبخ قبل تناولها».

نُشرت نتائج البحث في مجلة «ون هيلث».


MISS 3