جورج بوعبدو

Insomnia على مسرح "District7"

المخرج مارسيل غصن: أعمالي تستحقّ أن تُعرَض على المنصّات

14 كانون الأول 2023

02 : 02

درس الإخراج في الجامعة اليسوعيّة في بيروت، حيث حاز «ماستر» في السينما ودكتوراه في المسرح. إكتسب خبرات قوّية تمثيلاً وإخراجاً خلال جولاته في دول أوروبية وعالمية، فكوّن خبرة كبيرة في إيطاليا مع المخرج ماركو بالياني.

شارك في ورش عمل كثيرة مع بعثات مسرحية دولية تعلّم خلالها نهج المخرج البولوني جيرزي غروتوفسكي معتمداً طريقته بكافة أعماله المسرحية والسينمائية.

كتب ومثّل وأخرج الكثير من الأعمال، فكانت له مسرحيات «Psy» عام 2013، و»Psy Carlos» عام 2014، و»Invitation The» عام 2015، و»Likes & Lies» عام 2016، و»قاصص قيصر» عام 2017، وفيلم «Follower» و «Warning».

«نداء الوطن» التقت المخرج مارسيل غصن على هامش عرضه مسرحيته الجديدة بعنوان «Insomnia» على مسرح «District7»، فدار هذا الحِوَار المشوّق.

في المسرحية محاكاة للذات وفحص للضمير كيف تشرح هذا الأمر؟

المسرحية محاكاة فعلية لإنسان يعاني ترسّبات علاقة عاطفيّة قديمة أوصلته إلى درجة عالية من الهستيريا، ما أدى لبقائه وحيداً في غرفة حيث كان يخضع لساعات من تأنيب الضمير وآلام الروح، ولم يكن من مصغٍ له سوى دمية صغيرة تذكّره بأيام الماضي، شاكياً لها همّه وعلاقته بحبيبته السابقة وطفله منها وكيف وصل به الأمر إلى حالته هذه. عبثاً كان يحاول مداواة ألمه، فالدمية مجرد دمية وبات ابتلاع العقاقير العلاج الوحيد الذي يأمل عبره العودة إلى طبيعته.

المسرحية شبيهة بحالات يمر فيها كل واحد منّا إذا حاول الغوص في أعماقه أو القيام بما يسمّى فحص الضمير فيجد أشياء دفينة تذكره بحادثة معيّنة تؤذيه من الداخل وتجعله يفقد صوابه.

كيف ولدت فكرة المسرحية؟

تتمثل الفكرة في كيفية محاكمة الإنسان لضميره والعكس، وما الذي يدور من أحاديث بين الإثنين، فالموضوع مأخوذ من فيلم «ثريلر» من كتابتي وإخراجي. كنت مصمماً منذ بداية التصوير على اقتطاع هذا المقطع من الفيلم ومعالجته مسرحياً، مع تعديل بعض النواحي، كزيادة نسبة الجرأة في التمثيل والذهاب في الشخصيّة إلى أبعد حدود الشرّ فيبدو المرض النفسي واضحاً والهستيريا متحكمّة؛ بالإضافة إلى اللعب بالصوت لتجسيد الانفصام، فكان لكل صوت أصدرته أسلوب خاص اتّبعته في التمارين، ترافق مع عمل مضنٍ وشاق يستهلك كامل طاقتي الجسدية والفكرية والروحية.

ولماذا اخترت هذا النوع من الأدوار المعقدة؟

كنت أحلم دائماً بأداء هذا الدور، اي الغوص في الأعماق وإظهار الذات البشرية بكامل تفاصيلها من بكاء وصراخ وتخبّط وألم وجنون أمام أعين الجميع. ترجمت امنيتي على أرض الواقع، مختبراً نفسي أولاً ومدى قدرتي على تحمّل ساعة من الهستيريا على المسرح، ومدى قدرة الجمهور على تقبل هكذا شخصية. الدور صعب جداً ويتطلب جهداً كبيراً لإيصاله بموضوعيّة وجماليّة.

أخبرنا عن طريقة غروتوفسكي التي تتبعها.

كل الذي شاهدته في المسرحية يعود إلى مدرسة البولوني جيرزي غروتوفسكي وهو مخرج ومدرب مسرحي، صاحب نظرية «المسرح الفقير»، ومؤسس «المختبر المسرحي»، إذ يعتمد على الممثل وما يبتكره هذا الأخير وحيداً على المسرح، دون الاعتماد على ديكور باهظ الثمن أو مؤثرات بصرية أو موسيقى.

من جهة أخرى وجدت هذا النمط ملائما جداً لي، فأنا أتّبعه في كافة أعمالي. وحين قررت اختيار المكان لتقديم هذا العمل، وقعت على مسرح «District 7» الذي مكّنني من اداء العرض قريباً من الجمهور من دون حاجز فاصل بيننا ومن دون ستارة. وهذا الامر ساعدني كثيراً في الابتعاد عن شخصيّتي الأساسية وتجسيد الدور كما يجب.

أخذتنا في المسرحيّة إلى بعدٍ لم نعتده بسوداويتها.

ترجمت هذه الفكرة بالذات لإظهار كميّة الكراهية والنوايا السيّئة التي وصل اليها هذا الشخص ما أدى به إلى قتل حبيبته السابقة، وفقدان نجله وانزوائه. استعراض الحقيقة دون مواربة غالباً ما يكون قاسياً بعض الشيء. ولكنها الحقيقة وأردت إظهارها بكامل تفاصيلها وما ينتج عنها من مشاكل نفسية تصيب الفرد في حال اقترافه جريمة ما. لا أريد الحكم على الجميع ولكن هذه الحالة قائمة في كافة المجتمعات والأذية والشر موجودان في نفوس كثيرين.

لماذا لا نجد أعمالك على «نتفليكس»؟

أظن أن أعمالي جيّدة بشكل كافٍ كي تعرض على منصات كـ «نتفليكس» مثلاً، ولكن تنقصني العلاقات لذلك. أطمح إلى هذا الأمر والعمل عليه جارٍ على قدم وساق.

أخبرنا عن الشق التعليمي في حياتك

أحب أن أتشارك خبرتي مع الآخرين فذلك يفرحني كثيراً، لذلك أحاضر في جامعة الـ LGU وجامعة الحكمة، وأعطي دروساً في الـPerforming Arts في مسارح كثيرة. اكاديمياً أعطي تلامذتي وأكتسب منهم في الوقت عينه، ما يساعدني في الاستمرار بالعطاء.

ماذا بعد «Insomnia»؟

صوّرت فيلماً جديداً أتمنى أن يبصر النور قريباً، وأتطلع لمشاركة خبراتي في الإنتاج السينمائي والتلفزيوني المحلّي.





MISS 3