عماد موسى

سبت مايا وحسّان دياب

15 حزيران 2020

09 : 52

توقع اللبنانيون من الوزير الأول حسّان دياب أن يعلن عن إلقاء شعبة المعلومات القبض على الشبيحة الذين استباحوا وسط بيروت ليلة الجمعة، محطّمين واجهات المحلات وعلى كل من رشق حجراً وعلى كل موستيكل بلا أوراق وعلى كل من حرّض وخطط ونفّذ، لا أن يتحدث بالعموميات عن انقلاب عليه متجنباً ذكر الرؤوس المدبرة والأدوات التنفيذية، لا عن حكمة، وهو ليس حكيماً، بل خشية أن ينفخ عليه "حزب الله" فيطيّره من "بيته" في السراي الحكومي.

توقّع اللبنانيون أن يبلّغهم ذو الشكل الحسن يوم السبت عن إنجاز فعلي، لا أن يتهم الفاعلين المجهولين بأنهم "يريدون طمس الحقائق"، ولا أن يخبرهم عن "حملة مبرمجة تنظّمها جهات معروفة بالإسم، والهوية، والصورة، والخلفية، وطريقة التفكير..."أعطِنا أول حرف من اسم الجهات المعروفة، ونحن بدل أن نتسلى بحل الكلمات المتقاطعة نتسلى باكتشاف أولاد...آدم وحوا".

توقع اللبنانيون أن يزف إليهم "مسيو لو بروفسور" بُشرى اكتشاف كنز تحت "هيكل الفساد" بعد بدء عملية إزالة الركام، لا أن يمارس، كخليفة لهاريسون فورد بالنسخة البوليودية، التشويق البوليسي على هذا النحو "علموا أننا بدأنا نكتشف غرفاً كثيرة من هذا الهيكل، وأننا عثرنا على مفاتيح غرف عديدة من ذلك البنيان الأسود الذي تخرج منه روائح الصفقات والسمسرات والسرقات المغطاة بقشرة السلطة". يبدو أن الرئيس دياب يعد، بعد "المعبد الملعون"، لنسخة جديدة من مغامرات أنديانا جونز، ويشارك أخانا البروفسور في بطولة فيلمه الجديد بترا خوري مع إطلالة خاصة للممثلة القديرة منال عبد الصمد.

وما توقع اللبنانيون القلقون على جنى عمرهم، والمتفرّجون على مقدمات حرب "أهلية بمحليّة "، مزاحاً سمجاً من رئيس حكومتهم بتأكيده "أن حقوقهم محفوظة، عند المصارف، وعند المصرف المركزي… والدولة هي الضمانة". ماذا؟ "ضحّكتني وانا عيّان" على حد تعبير إخواننا في مصر. هي أموالنا محفوظة على ما يبدو و"مفرّزة" على خمس سنوات على الأقل. في المحصّلة إتسمت كلمة البروفسور بإنشاء رديء وتواضع كاذب وإرادة صلبة في مواجهة طواحين الهواء.

لم يخفف من وقع كلمة حسّان دياب المتلفزة إلى اللبنانيين يوم السبت، سوى طلّة الحسناء الكاملة الأوصاف مايا دياب في الليلة نفسها في إحدى الحلقات المستعادة من "هيك منغني": قامة فرس تعشقها الكاميرا، ضحكة ترن. فستان جريء جريء إلى آخر حدود الجرأة، جريء إلى درجة لا تستطيع فيها أن "تشيل" نظرك عن صوتها. عندما تطل مايا دياب على اللبنانيين بحيويتها وإغرائها، تتراجع صورة فتى الحكومة الأول وتبهت، لا بل تغيب وتصبح خيال ظل لعاجز يتخيل بطولات.


MISS 3