المرتضى شارك في افتتاح "متحف دير سيدة البلمند البطريركي" وقرّر ادراجه على لائحة المتاحف الوطنية اللبنانية

13 : 16

شارك وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال محمد وسام المرتضى قبل ظهر اليوم الاحد في افتتاح "متحف دير سيدة البلمند البطريركي" برعاية وحضور غبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذوكس، وايضاً بحضور عدد من الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية، وكان للمرتضى كلمة جاء فيها:


"صاحب الغبطة أنطاكيا،الأحرفُ السبعةُ مِنِ اسْمِها أعمدةٌ للحكمةِ سبعة، على تيجانِها المحفورةِ بإزميلِ التاريخ ارتفعَ مُتحفُ الزمان.


مدينةٌ..... هي أيضاً سائرُ المشرق، جعلتْ سلطانَها الروحيَّ أوسعَ من مَقامِها على مصبِّ عاصٍ في حضن خليج، وعمَّقت في فضاءِ أزمنتِها المتعاقبة جذورَ الانتماءِ إلى الحقِّ والإيمان، والوطن والإنسان.

إنّها التراثُ والفكر وعبق الزمان والأوان، ومساحة الرجاء التي ما برحت تتجدَّدُ على مرِّ الزلازلِ التي أتت اليها وعليها، بفعل الطبيعة... أو بفعل التاريخ....لا فرق. لأنَّ الروح الذي هبَّ فيها ما زال هو هو حاضراً ملء جراحها إلى اليوم، ومن آياتِه أنْ نصَّبَ على كرسيِّها من يقطعُ كلمةَ الحقّ باستقامةٍ، ويتعهَّدُ الناسَ على مثال الراعي الصالح، ويرفعُ عصاه في وجوه الذئابِ الخاطفة التي تَعِيثُ الفرقة والفساد في الأرض.


أضاف: "ولأنّ اليوم ابن البارحة، كانت ندوةٌ منذ وقتٍ قريب في جامعة البلمند، أقمتموها يا صاحب الغبطة عن مرحلةٍ من عمر الكنيسة. واليوم تفتتحون متحفَ البلمند الذي يضمُّ كنوزًا من التراث الأنطاكي، فكأنَّكم فيما تفعلون، تغرزون مداميكَ الحاضرِ في أساساتِ التاريخ، لتؤكّدوا، من هذا الصرحِ الروحي والثقافي، ما حفِظتْه الحياةُ على امتدادِ أربعةَ عشر قرنًا: أنَّ هذه الأرضَ المشرقيةَ ليست إلا مختبَرًا إنسانياً حيًّا تتجلّى فيه إرادة الله تعالى، بأن يكون الناسُ على تنوُّعٍ بديعٍ كفسيفساء الكنائس، يتعارفون ويتعاضدُون وينشرون السلام فيما بينهم، وفي جميع الأمم، فيصير عيشهم الواحد في تعدّدٍ، والمتعدّد في وحدةٍ، على شبه هذا المتحف، ذاكرةً لبلادِنا كلِّها، ناطقةً بفعلِها الضخم في مسيرة الحضارة الإنسانية".


وتابع المرتضى: "نحن يا صاحب الغبطة بجوارِ عيد ميلاد يسوع، سيّدِ الرجاء والسلام. وإنَّه ليوجِعُنا جدًّا أن نتلفَّتَ شِمالًا فلا نُبصرَ ضوءَ رجاءٍ يبعث أملًا في معرفة مصير مطرانَي حلب بعد انقضاء عقد من الزمان على اختطافِهما الأثيم. وأن نتلفَّت جنوبًا فنرى السلامَ مستباحًا، ومهدَ المسيح محتلًّا، وملاعبَ طفولتِه مدمرةً بقنابل أعداء الإنسانية. ويُدمي منا القلوبَ والعيونَ أن نشاهدَ الأطفالَ الذين دعاهم أن يأتوا إليه، ودعانا إلى التشبّه بهم لنرثَ الملكوت، وقد أصبحوا أشلاءً على يد هيرودس هذا الزمان. ألا إنَّ الأرواحَ التي حلَّتْ بِفِناءِ خالقِها في غزّةَ وفلسطين وجنوبِ لبنان، وكلِّ أنطاكيا وسائر المشرق، ستنتصرُ حتمًا على الظلم والاحتلال والمجازر والعدوان وسائر ما ترتكبه الغدّة السرطانية التي زرعتها يدّ الشرّ في ارضنا المقدّسة".


وللمناسبة قال وزير الثقافة: "مباركٌ يا صاحب الغبطة هذا المتحف. وإلى سنينَ عديدةٍ تزرعُ فيها أرجاءَ الكرسيّ الأنطاكي خيرًا وإنجازات ونحن على الدوام بين أيديكم وفي خدمتكم لما فيه خير الإيمان والإنسان وخلاص وطننا الحبيب لبنان".


معلناً ادراج المتحف على لائحة المتاحف الوطنية ووزير الثقافة يا صاحب الغبطة، اذْ وقف اليوم على ما يحتويه متحف هذا الدير من مخزونٍ بهيّ يُمثّل جزءاً عزيزاً ومباركاً من موروثنا الثقافي اللبناني، وبما له من حقٍّ في التقدير، يُقرّر إعلان إدراج هذا المتحف على لائحة المتاحف الوطنية اللبنانية مع ما يستتبعه هذا القرار من مكانةٍ وميّزات، على أن يستوفى لاحقاً أيّ نقصٍ قد يكون قائماً لجهة الإجراءات الإدارية أو الضوابط اللوجستية المفروضة قانوناً.


كما حضر نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، والنواب: جميل عبود، جورج عطالله، أديب عبد المسيح، رئيس جامعة البلمند الياس وراق، القنصل مارك غريب،المرشح السابق على المقعد الارثوذكسي في الكورة الاستاذ غسان كرم ،رئيس دير سيدة البلمند الارشمندريت جورج يعقوب، عميد معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي الارشمندريت يعقوب خليل، الدكتور جاد عاصي نقيب الناشرين المدرسيين ،عدد من الأساقفة والاباء.


كما تحدث رئيس الدير عن غنى المتحف الذي يشهد لحضور وثبات المسيحيين في هذا البلد، متمنيا أن يكون شاهدا على دور التاريخ في خدمة الانسان والمجتمع والكنيسة، شاكراً فرع الاثار في جامعة البلمند الذي ساعد في تحقيق هذا الحلم.



بدوره، اكد البطريرك يوحنا ان الكلام قيل ولم يبقى الا رفع الشكر للرب والعذراء مريم، مؤكداً ان من ليس لديه تاريخ لا مستقبل له، مشيراً الى "أننا ككنسية أنطاكية لنا تاريخنا وصدرنا القيم والمبادئ والأخلاق التي خلقت في هذه الأرض".



ودعا البطريرك الى التكاتف لنهوض البلد مما يمر به في هذه الظروف والتحديات الداخلية والخارجية في ظل الوضع المعيشي والهجرة إلى الخارج خاصة الشباب والذين يحققون النجاح هناك، شاكراً وزير الثقافة محمد المرتضى ومؤكدا غنى لبنان على الصعد كافة.


وختم: "عسى أن يكون هذا المتحف من أجل خير لبنان".

MISS 3