أولى الشاحنات التجارية تدخل القطاع

أوستن يُؤكّد دعم تل أبيب ويُناقش مستقبل غزّة

02 : 00

آثار دمار القصف الإسرائيلي على مستشفى ناصر في خان يونس (أ ف ب)

فيما تواصل «آلة» الحرب الإسرائيلية عملياتها العسكرية في قطاع غزّة، تتسارع وتيرة الجهود السياسية والدبلوماسية في محاولة لوقف «حمّام الدمّ» المستمر. وبعد مغادرة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا تلّ أبيب متوجّهة إلى بيروت، يُجري وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن جولة في الشرق الأوسط في ظلّ تزايد المخاوف بشأن توسّع الحرب في المنطقة.

وخلال زيارته لإسرائيل أمس، أكد أوستن أنّ «الحرب في غزة عملية إسرائيلية»، وقال خلال مؤتمر صحافي إلى جانب نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت إنه لا يريد أن يفرض على إسرائيل «جدولاً زمنيّاً أو شروطاً».

وأشار إلى «أننا ناقشنا مستقبل غزة بعد حماس، وجدّدنا الدعوات الأميركية لحلّ الدولتين». وحثّ «إسرائيل على حماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وكذلك، شدّد على ضرورة أنّ «تتوقف هجمات المستوطنين المتطرفين على الفلسطينيين في الضفة الغربية»، وأكد أنّ بلاده ستواصل «تزويد إسرائيل بالمعدّات التي تحتاج إليها للدفاع بما في ذلك الذخائر الحيوية والمركبات التكتيكية وأنظمة الدفاع الجوي».

من جهته، قال غالانت «إنّ العمليات العسكرية في غزة ستستمر كما هي»، لكنه لفت إلى أنّ «إسرائيل ستنتقل تدريجياً إلى المرحلة التالية من العمليات في حرب غزة قد يتمكن فيها السكان من العودة إلى شمال القطاع الساحلي»، مضيفاً «أننا سنستطيع قريباً التمييز بين مناطق مختلفة في غزة».

في الغضون، أرجئ تصويت مجلس الأمن الدولي حول الوضع في غزة والذي كان مقرراً أمس إلى اليوم، لإفساح المجال أمام استمرار المفاوضات حول النص. وطرحت الإمارات العربية المتحدة مشروع قرار جديداً يهدف إلى وقف العمليات العسكرية من أجل السماح بإيصال المساعدة الإنسانية.

أما على خطّ المفاوضات، فأعلن موقع «أكسيوس» الأميركي أمس، عن لقاء يجمع مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس جهاز «الموساد» الإسرائيلي دافيد بارنياع في وارسو، لمناقشة صفقة جديدة لتبادل المحتجَزين بين إسرائيل و»حماس». في السياق، بثّت «كتائب عزّ الدين القسّام»، أمس، مقطعاً مصوّراً يُظهر ثلاثة إسرائيليين مسنّين أحياء، من ضمن الرهائن الذين تحتجزهم في القطاع. وفي الفيديو الذي حمل عنوان «لا تتركونا نشيخ»، يبدو الرجال الثلاثة الملتحون جالسين على كراسٍ ويوجّه أحدهم رسالة إلى السلطات الإسرائيلية مطالباً إياها بالقيام بما يلزم لضمان الإفراج عنهم.

ميدانياً، احتدم القتال خلال الشهر الثالث من الحرب الأكثر دموية في قطاع غزة حيث أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» عن مقتل 110 أشخاص في غارات على مخيّم جباليا بالقرب من مدينة غزة. كما أدّت الغارات في الجنوب إلى تصاعد سُحب الدخان فوق مدينة خان يونس. وأشارت إلى ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين جرّاء الهجمات الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من تشرين الأول إلى 19 ألفاً و453 قتيلاً. وأضافت في إحصاء دوري أن عدد المصابين بلغ 52 ألفاً و286 مصاباً. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية أمس، بمقتل عدد من المواطنين وإصابة آخرين جرَّاء قصف الطائرات الإسرائيلية مبنى الجراحات التخصصي في مستشفى الشفاء في مدينة غزة.

إنسانيّاً، وعلى رغم التنديد المتزايد من الأسرة الدولية جرّاء الحصيلة البشرية التي وصلت إلى 20 ألف قتيل، أشارت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقريرها إلى أنّ «الحكومة الإسرائيلية تستخدم تجويع المدنيين أسلوباً للحرب في قطاع غزة المحتل، ما يُشكّل جريمة حرب». إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أمس، دخول شاحنات محمّلة بضائع تجارية إلى قطاع غزة، هي الأولى منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس». وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر «إنها خطوة أساسية نحو تحسين حياة الشعب الفلسطيني في غزة بحيث لا يقتصر ما يتمّ إيصاله على المساعدات الإنسانية، بل أن يشمل البضائع التجارية التي يمكن بيعها في المحالّ والأسواق».


MISS 3