كل ليلة قبل خلود رياض سلامة إلى النوم، لا يصلي مسبحة الوردية بالتأكيد بل ينصبّ تركيزه على فكرة واحدة ويروح يردد: مين بعد معو دولار كاش يا رياض مين؟ يستعرض الأسماء والمؤسسات والصناديق ويجفل حين تمر برأسه صورة السيد حسن نصرالله متوعّداً بسلاحه المقدس بالرد على حرب الدولار.
وقد يكون عنّ على بال سعادة الحاكم الحزين سؤال أساسي: لمَ لا ترفع حكومة البروفسور الوسيم الدعم عن المازوت والقمح، على أن تحوّل المبالغ المرصودة لهذا الدعم الغبي إلى الأسر الأكثر فقراً ؟ مرة جديدة خشي أن يغضب عليه مرشد الجمهورية ويرسل إليه علي عمّار لتلقينه درساً في علم المال وإدارة الكوارث وطرائق التعامل مع المؤسسات الدولية.
ليلة مبارح كانت صعبة على سعادة الحاكم، فأمضى هزيعها الأول يتقلب على جمر النار. وفي الهزيع الثاني قام من سريره ووضع اسطوانة للسيد مكاوي، يؤدي "ليلة مبارح ما جانيش نوم" وشعر كما لو أن الفنان المصري يناجيه من عليائه، وتحسّر على هذا الزمن الذي صار فيه مضطراً لسماع تأنيب وزيرة العدل ماري نجم، ناهيك عن الإنتقادات القاسية ومن البروفسور دياب... فليشكر الحاكم ربه أنه، حتى الساعة، لا يزال دميانوس مطوّل بالو عليه.
في الهزيع الثالث فكر سعادة الحاكم بالإستقالة بعد تشديد الحصار عليه بتعيين نواب له لم يُستشر بأي واحد منهم. ثم تراجع. ثم فكر بالمواطن التعيس الذي يمثل كل يوم أمام موظف المصرف الذي يحتجز تحويشة عمره وأعمار عيلته كما يمثل المدّعى عليه أمام قاضي التحقيق في سراي بعبدا وقوفاً ومن دون قيود. بسيطة شدّة وتزول في الـ 2028 في نهاية عهد باسيل الأول. طرد الحاكم الأفكار العاطلة من رأسه وانصبّ تركيزه على إصدار تعميم جديد يقضي بإنشاء منصة إلكترونية خلانج ترحرح الناس أكثر وأكثر بعد سلسلة التعاميم التي جعلت الوصول إلى ميلاني ترامب أسهل من الوصول إلى الدولار، كمثل التعميم المتعلّق بالمنصة الإلكترونية لعمليات الصرافة وتوزيع tablets تحمل تطبيق Sayrafa على الصرّافين من فئة A. وقريباً سيرعى الحاكم تدشين منصة للصرافين من فئة B وتوزع عليهم ألواحاً إلكترونية، بعد ذلك سيكون هناك منصة للفئة AB وللـ O نيغاتيف. ومنصة لتجار السوق السودا الميامين، وكل حامل تابلت ولديه حق الدخول على المنصة بيطلعلو مضخة تضخ ريالات إيرانية وبوليفارات فنزويلية.
في الهزيع الرابع نام سعادة الحاكم على قلق وشاهد من عليائه نائباً في كتلة الوفاء للمقاومة يركب منصة صواريخ لتدمير منصات سعادة الحاكم وموتورات الضخ.
