مايز عبيد

طرابلس تُلملم جِراحها وحديث عن مُعاقبتها من خلال العتمة

19 حزيران 2020

02 : 00

مسيرات تنديد بالفقر والتجويع وهتاف للثورة

المواجهات العنيفة بين الجيش اللبناني وشبّان مُحتجّين التي عاشتها طرابلس لليالٍ عدّة، هدأت أخيراً، وبدأت المدينة تُلملم أوضاعها، والناس تستعدّ للعودة الى الحياة مجدّداً، على صعوبتها ومآسيها.

وفي وقت تُحاول فيه السلطة تجميل نفسها، وترميم ما تصدّع في جدارها، عبر إعادة إحياء طاولة الحوار السياسي الأسبوع المقبل في بعبدا، فإن هدير الثورة في الشمال، ولا سيما في مدينة طرابلس، يُظهر أنّ المواطنين لا سيما الطرابلسيين هم في مكانٍ آخر، يغرقون بمعاناتهم وهمومهم اليومية التي لا تنتهي. فما ان يخرجوا من هول صدمة ليالي المواجهات، حتى يعودوا إلى الواقع المرّ والمأسوي، مع تراجع الخدمات في المدينة إلى أدنى حدودها، وارتفاع جدار الأزمات المعيشية والإقتصادية اليومية في وجههم.

المسيرات الإحتجاجية اليومية مستمرة، وإلى جانبها الوقفات الاحتجاجية حيث صارت متلازمة مع يوميات المدينة من ساحة النور وفيها. وشهد يوم الأربعاء الماضي وأمس الخميس مسيرات جالت شوارع مدينة طرابلس، ندّدت بسياسة الفقر والتجويع، وهتفت للثورة والحرية والعدالة، (ثوار أحرار حنكمل المشوار).

كذلك، نفّذ عدد من الناشطين اعتصاماً رمزياً قبل ظهر أمس، أمام مبنى قصر العدل في طرابلس، وطالبوا بإطلاق سراح الناشط الموقوف ربيع الزين ورفاقه. وخلال مشاركتها في إحدى المسيرات الطرابلسية، قالت الناشطة لَمى السمّان لـ"نداء الوطن": لم يعد مقبولاً أبداً أن يبقى لبنان بلداً مُستباحاً من هذه السلطة.. هذه سلطة الزعران التي تُحارب الأوادم وتسعى إلى القضاء على المواطن الفقير ولُقمة عيشه. لقد بتنا بلا أمل بالمستقبل وبالحياة كلّها بوجود هؤلاء الفاسدين على رأس السلطة في لبنان".

والمدينة التي استفاقت من هول المواجهات، وجدت ان الأزمات في انتظار أهلها. فمن جديد، أطلّت أزمة الإنقطاع المتواصل في التيار الكهربائي، حيث لم تتعدّ ساعات التغذية في الأيام الأخيرة في طرابلس وأحيائها، وفي البداوي والميناء أكثر من 4 ساعات في النهار والليل. ويعمد أصحاب المولّدات الكهربائية هم أيضاً الى إطفاء مولّداتهم لبضع ساعات، كما ورد إلى "نداء الوطن"، في شكاوى المواطنين الطرابلسيين الذين أكدوا أن "هناك تقنيناً قاسياً يُمارس عليهم سواء من شركة كهرباء قاديشا أو من أصحاب المولّدات الخاصة"، والحجّة دائماً عدم توفر مادة المازوت في محطّات التغذية الكهربائية.

وفي سياق مُتّصل، يجري الحديث في المدينة عن وجود قرار، على مستوى عالٍ، من المعنيين في وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان، بمعاقبة مدينة طرابلس من خلال خنقها بالعتمة وإغراقها في الفوضى. أزمة التيار الكهربائي دفعت بعدد من الناشطين والمواطنين إلى التنديد، عبر صفحات التواصل الإجتماعي، بالسياسة المُتّبعة بحقّ المدينة وأهلها من قِبل مؤسسة كهرباء لبنان، مؤكّدين أن "طرابلس لن تخضع للإبتزاز من قِبل هذه السلطة المارقة". وفي السياق، قالت مصادر معنية في شركة كهرباء قاديشا لـ"نداء الوطن": "ليس هناك أي عقاب أو تجنٍّ كما يجري التسويق له. القصة ليست أكثر من نقص في الفيول، وستعود الأمور في ما خصّ التيار الكهربائي إلى طبيعتها في طرابلس، في الأيام القليلة المقبلة".


MISS 3