محمد دهشة

المطران حدّاد لـ"نداء الوطن": أنقِذوا لبنان من الداخل

23 كانون الأول 2023

02 : 00

"حرب الداخل أبشع من حرب الخارج"

يحلّ عيد الميلاد ورأس السنة حزيناً على الجنوبيين في قراهم وبلداتهم الحدودية، إذ تنغّص الاعتداءات الإسرائيلية عليهم فرحهم بعد استهداف منازلهم الآمنة، ما أجبرهم على النزوح إلى مناطق أكثر أمناً، وذلك ارتباطاً بالعدوان على غزة وشعبها ومقاومتها، فحضرت الزينة وغابت فرحة العيد.

وقد قرّر رؤساء الطوائف المسيحية، المارونية منها والكاثوليك والأرثوذكس في صيدا، المطارنة إيلي الحداد، مارون العمار والياس الكفوري الاعتذار عن تقبل التهاني بالأعياد، والاكتفاء برفع الصلوات والدعاء كتعبير عن التضامن مع غزة وشعبها والجنوب، على أمل أن يعمّ السلام والأمان أرجاء المنطقة.

ويقول راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المطران حداد لـ»نداء الوطن»: «لقد قرّر أساقفة صيدا هذا العام عدم تقبل التهاني بالأعياد بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة والجنوب اللبناني، فالأجواء حزينة وهناك كثير من العائلات تذرف الدموع على أبنائها الشهداء»، مؤكداً أنّ هذا القرار المشترك هو تعبير عن وقفة تضامن معهم». وأضاف: «كان لنا زيارة مع غبطة البطريرك الراعي إلى الجنوب للتعبير عن هذا التضامن وتقديم مساعدات للعائلات المسيحية والمسلمة على حدّ سواء».

ولم يخف المطران حداد قلقه على مصير غزة والشعب الفلسطيني «الذي يعاني الأمرّين نظرا للعدوان الإسرائيلي الذي يستهدف كل شيء ولا يمكن السكوت عنه»، متسائلاً: «هل هذه الحرب ستؤدي إلى سلام، وأي سلام بعد هذه الحرب الطاحنة، وأي نوع من الدولتين، دولة ستحمي دولة أم دولة ستسيطر على دولة»؟ وقال: «نحن نتكل على حكمة القيّمين على الجنوب وأمنه حتى يُحيّدوا لبنان من الحرب الواسعة وحتى الآن يبدو أن الأمور تسير بهذا الاتجاه، ونحن نحزن على الشهداء الذين يسقطون كل يوم، وهؤلاء شهداء الضرورة حتى يحيّدوا لبنان عن الحرب الكبرى».

وأكد أنّ «هناك حرباً أبشع من الحرب على الحدود، التي لم تفلّس البلد ولم تقطع الكهرباء ولم تسرق أموال المودعين لا في العام 2006 ولا اليوم، الحرب الداخلية أبشع من ذلك بكثير»، داعياً المسؤولين إلى «عدم اتخاذ الوضع الجنوبي ذريعة للتقصير عن القيام بواجباتهم، لأن حرب الداخل أبشع من حرب الخارج». وقال: «رسالتنا في الأعياد عنوانها واضح، أنقذوا لبنان من الداخل، لأّننا إذا كنّا كتلة واحدة متضامنة لا عدو يستطيع خرقنا ويصبح لدينا موقف دولة وتحترمنا الدول، بينما نحن متفرّقون وليس لدينا رؤية موحّدة، أو قاصرة أو ضبابية نكون عبيداً لأجزاء من الوطن ويتجزأ الوطن، فإذا أرادوا تجزئته فليفعلوا الآن، لماذا المماطلة وكل واحد يهتم بطائفته».

وختم المطران حداد: «يجب علينا الاتفاق ونحن من دعاة المواطنة السليمة التي تؤمّن حقوقنا كطوائف أكثر من الطائفة، عندما يستقيم الوطن يتمّ تأمين حقوق الناس أكثر من الزعيم أو الطائفة، إننا ندعو إلى الوحدة والسلام الداخلي والسلام مع الذات ومع الله، حتى نستطيع تشكيل رؤية واحدة وواضحة».


MISS 3