لبنان يغرق والقصف يدمي جنوبه

تقاذف مسؤوليات بين السياسيين... والرّاعي: ترتكبون جرماً بحقّ الرئاسة

02 : 00

من الأحبّ على قلب الناس أن يكون جو الميلاد دافئاً بالداخل، تزامناً وتساقط المطر أو الثلوج، حسب كل منطقة، بالخارج، ولكن قدر اللبنانيين أن يعيشوا في بلد غابت عنه أدنى مقومات العيش الكريم، ليأتي المنخفض الجوّي المصحوب بأمطار غزيرة، فتفضح فساد المسؤولين فيه وتغرق لبنان وطرقاته ومستشفياته وناسه بالمياه.


الراعي في رسالة العيد

الفساد السياسي نفسه لم يغب عن رسالة الميلاد، التي وجّهها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي شدّد على أننا في أدق وأخطر مرحلة من تاريخ لبنان، مؤكداً أن المسؤولين السياسيين يرتكبون جرماً بحق رئاسة الجمهورية والمؤسسات الدستورية والضحية هما الدولة والشعب.


وتابع الراعي: "ما أحوج المسؤولين السياسيين عندنا إلى نور كلمة الله الذي ينير الضمائر كي يخرجوا أحراراً من ظلمة مصالحهم الخاصة والفئوية ويخرجوا البلاد من نفق الفراغ الرئاسي".


وتطرّق الراعي في رسالته الى القانون الرامي الى فرض ضريبة على المدارس قائلاً: "القانون الذي أصدره المجلس النيابي أثار اعتراضاً شديداً من المدارس على بعض بنوده الأمر الذي أدّى الى إعلان إضراب مفتوح نحن بغنى عنه، داعياً المعنيين الى جلسة حوار".


الطرقات "غرقانة"

وفيما البلاد تغرق بالأزمات على اختلاف انواعها، خطفت الأضواء مشاهد الفيضانات الصادمة التي اجتاحت طرقات لبنان.


فقد غمرت المياه أوتوستراد الكرنتينا بشكل شبه كامل، وغرقت عشرات السيارات في نهر جارف عند تقاطع الدورة، كما سقط جزء من الرصيف قبالة صخرة الروشة... والمشهد تكرّر في بدادون، وحي السلم وبرج البراجنة، وطريق صيدا القديمة، وبسابا، ونهر الكلب وجونية، نهر الموت وجل الديب، كفرحباب والمنصورية، برمانا وبسكنتا، بيت شباب وزغرين، بولونيا والقنيطرة... وغيرها العديد من المناطق اللبنانية التي شهدت سيولاً جارفة، وكوارث طبيعية متنقّلة على مشارف العيد.


تقاذف المسؤوليات


وجرياً على العادة في لبنان، يبدأ المسؤولون بتقاذف المسؤوليات، حيث أكد وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حميّة أن وزارة الطاقة والمياه، هي المعنيّة بتعزيل مجاري مياه الانهر وتصحيحها، وقياس كمية سيلان المياه، وتقاعسها أدى الى ما شهده نهر بيروت، معتبراً أن صلاحيات وزارته تقع على الاوتوسترادات الرئيسية.


وسرعان ما ردّ وزير الطاقة وليد فياض مؤكداً ان مصبّ نهر بيروت يقع ضمن حدود الاملاك البحرية تحت عناية وزارة الاشغال. أما مجاري الانهر فهي من مسؤولية وزارة الطاقة خصوصاً بما يتعلّق بالمشاكل الطبيعية.


وشدّد فياض على ان وزارته قامت بواجباتها وحمية ليس على حق.


كذلك، تفقّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أعمال فتح الطرق التي أقفلتها السيول في منطقة الكرنتينا ومجرى نهر بيروت، مؤكداً أنّ ما حصل سيكون محور ملاحقة إداريّة وقضائيّة لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المقصّرين.


وطلب وزير الداخلية بسام مولوي من محافظ بيروت مروان عبود ورئيس بلديتها عبدالله درويش تفقد المبنى الذي انهار جزء منه في منطقة زقاق البلاط، والتأكد من سلامة الأبنية المحيطة وفتح الطريق، وكذلك العمل على معالجة آثار العاصفة على الكورنيش في منطقة الروشة والطرقات المحاذية لنهر بيروت.


القصف على الجنوب اللبناني

صقيع الشتاء والأمطار يقابله نار القصف والدمار في الجنوب، حيث يتواصل القصف الإسرائيلي على القرى والبلدات الجنوبية بالتوازي مع صواريخ حزب الله، فطاول القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة والعلام، ومنطقة رأس الظهر غرب بلدة ميس الجبل، كما وألقى الجيش الإسرائيليّ قذائف فوسفوريّة على منطقة طوفا، عند أطراف بلدة الناقورة.


كذلك، تعرّضت أطراف بلدة الجبين لقصف مدفعيّ، ونجا فريق الدفاع المدني التابع لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية بعد سقوط قذائف مدفعية قرب مركز الجمعية، في مجمع اللإمام الرضا جنوب شرق بلدة ميس الجبل.


ردود الحزب

من جهته، أعلن "حزب الله" استهدافه موقع ‏جل العلام بصواريخ بركان، وتجمعاً لمشاة العدو في نقطتَي تلة الطيحات وجبل نذر، وموقع بياض بليدا، وانتشاراً لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط موقع بركة ريشا، كما واستهدف "الحزب" مواقع إسرائيليّة في مزارع شبعا بصاروخَين.


ولم يسلم الجسم الإعلامي من القصف بطبيعة الحال حيث أصيب المصور في قناة "المنار" خضر مركيز، بجروح في عينه اليمنى جراء إصابته بشظايا صاروخ إسرائيلي، وكان مركيز برفقة المراسل علي شعيب عندما أغارت المقاتلات الإسرائيلية بمحاذاة طريق مرجعيون -النبطية وصودف مرورهم مع العديد من السيارات المدنية وبينهم أيضاً مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في مرجعيون ألين سمعان ومراسل قناة MTV في مرجعيون روجيه نهرا.


المزيد من القتلى

الى ذلك، أعلن الناطق باسم "كتائب القسام" أبو عبيدة، فقدان الاتصال بمجموعة مسؤولة عن خمسة من الأسرى الإسرائيليين نتيجة قصف الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، من بينهم: حايم جيرشون بيري ويورام إتاك ميتزجر وأميرام إسرائيل كوبر، مرجحاً فرضية مقتلهم ليعود ويؤكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.


السيسي ورئيسي

في الغضون، ناقش الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والإيراني إبراهيم رئيسي أحدث التطورات في غزة وإعادة العلاقات الديبلوماسية بين بلديهما في مكالمة هاتفية، وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بأن رئيسي "قال إن إيران مستعدة لتقديم كل إمكاناتها لوقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام الصهيوني وإرسال المساعدات إلى الفلسطينيين".

MISS 3