د. هادي مراد

الوليّ الفقيه المستقبليّ يصطدم بجبال مجتبى الخامنئي

مقتل الرئيس الإيراني "آية الله العظمى المستقبلية" إبراهيم رئيسي يعد ضربة نووية مزدوجة، إذ حقق مكاسب لمجتبى الخامنئي، الذي يعتبر الوريث الشرعي لوالده علي الخامنئي، وللولايات المتحدة في معركتها ضد قادة محور الممانعة، كما أشار الصحفي الأميركي توماس فريدمان. إن هذا الحدث يكشف عن التحولات العميقة التي يشهدها الشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة.


من يتابع كتابات توماس فريدمان في السنة الأخيرة، يدرك تمامًا تبعات ما يحدث الآن في المنطقة. فريدمان، المعروف بتصريحاته وتحليلاته اللاذعة، يعكس وجهة نظر الدولة العميقة في الولايات المتحدة. لقد ألمح بشكل متكرر إلى ضرورة تغيير القيادات الشرق أوسطية، وهي التوجهات التي بدأت تتجسد بوضوح في الأشهر الثمانية الماضية.


سلسلة العمليات العسكرية والأمنية التي بدأت باغتيال رئيس الحرس الثوري في لبنان وسوريا، وصولاً إلى الحادثة الجوية "المنفلوطية" التي أودت بحياة قادة الجمهورية الإسلامية فوق أذربيجان، تشير إلى استراتيجية ممنهجة تستهدف قيادات المحور الإيراني.


فما هي حظوظ اصطدام مروحية عمرها أكثر من ٤ عقود في سلسلة جبال الدولة الحليفة للكيان الصهيوني في الشرق الأدنى- أذربيجان؟ هل هي صدفة من "الليل والرعد والبرق والريح"، أم هي صَدقة جارية من الإمبرياليين لتغيير خارطة القيادات الممانعة في شرق آسيا.


إلى جانب هذه العمليات العسكرية، تشهد إسرائيل تحركات قضائية قد تكون لها تداعيات كبيرة. دعوة المعارضين في إسرائيل للمحكمة الجنائية الدولية في أميركا لاستدعاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خلفية #جرائم_الحرب، تطرح تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التحركات جزءاً من حملة لتصفية قادة المنطقة.


ويبذل زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، جهدًا كبيرًا لتحقيق هذا الهدف، مما يعزز فرضية أن هناك خطة لتغيير المشهد السياسي في المنطقة من خلال القضاء على القادة البارزين، سواء بالاغتيال كما حدث مع رئيسي، أو بالسجن كما يسعى مع نتنياهو.


في هذا السياق، يبدو أن يحيى السنوار، زعيم حركة حماس في غزة، قد يكون أحد الضحايا المستهدفة مستقبلًا.


إن حادثة تحطم المروحية التي قتل فيها رئيسي ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أثبتت أنه لا يوجد "خيمة زرقاء" تضمن حماية أحد. إذا كان قرار التصفية يمكن أن يطال "الكبار"، فماذا ستخبئ الأحوال الجوية لـ"الحجّاب" في فلسطين ولبنان؟


من الواضح أن المنطقة تتجه نحو مزيد من الفوضى والتحولات الدراماتيكية.


والمرحلة الحالية تشبه قنبلة ذرية سياسية قد تؤدي إلى سلسلة مذهلة من الاغتيالات الجوية. والله أعلم أين ستسقط المروحية القادمة في المستقبل؟