جورج الهاني

"بيّ الرياضة"

22 حزيران 2020

10 : 41

بالأمس كان عيدُ الأب، عيدُ مَن سهرَ وتعبَ وضحّى في سبيل أبنائه كي يكونوا سعداء وناجحين في محيطهم ومجتمعهم ووطنهم، وقدوة في أخلاقهم وأقوالهم وأفعالهم، وقبلة أنظار القريبين والبعيدين على السواء.

في السياسة أُطلق على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقب "بيّ الكلّ"، وفي الدين أُطلقَ على البطريرك المارونيّ الراحل مار نصرالله بطرس صفير لقب "بيّ الكلّ"، أمّا الرياضة عندنا فلا أبَ فعلياً لها ينال ثقة الوسط الرياضيّ ويجمعُ تحت عباءته كلّ من يمتّ الى هذا الوسط بصلة، حتى وزارة الشباب والرياضة منذ تأسيسها في العام 2000 لا تُعتبر أباً ولا أمّاً للرياضيين، إذ إنها في معظم الأحيان غائبة عن أحلامهم وأهدافهم ومشاكلهم، والحجّة دائماً أنّ موازنتها السنوية تلامس الصفر، وهي لا تكفي لسدّ عجز إتحاد رياضيّ نشيط واحد، فكيف بالحريّ إتحادات كبيرة ورئيسية، وفي مقدّمها كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة؟

أما اللجنة الأولمبية اللبنانية فلا يمكن بطبيعة الحال أن تقوم بمهام الوزارة "العاجزة"، على رغم أنها تضع كلّ ما يدخل الى صندوقها من أموالٍ ومساعدات في خدمة الأبطال والبطلات الذين يحققون الإنجازات لوطن الأرز، ويرفعون علمه عالياً في المحافل العربية والآسيوية والدولية البارزة، لكنّ يداً واحدة لا تصفّق، والمطلوب في هذا السياق تضافرُ جميع الجهود والإمكانات والتضحيات من أجل النهوض بهذا القطاع الحيويّ مجدداً وتحقيق الأهداف الرياضيّة الكُبرى.

على أمل ألا تبقى الرياضة "يتيمة" لوقتٍ طويل وتجد في نهاية هذا النفق المظلم أباً صادقاً وعطوفاً قادراً على احتضان أبطالها بعيداً من الأهواء الشخصيّة والمصالح الخاصّة، فلا ييأسون ولا يُحبطون في هذه الحقبة الصعبة من تاريخ لبنان، بل يثابرون ويواصلون تمارينهم ويُكملون طموحاتهم للوصول الى أعلى منصّات التتويج محلياً وخارجياً.