بشارة سماحة

إثبات وجود!

1 آب 2019

10 : 28

اذا كان التشجيع هو الأساس، فنحن أوّل من يشجّع الرياضيين اللبنانيين، خصوصاً عندما يشاركون في الاحداث والبطولات العالمية.

أما اذا كانت المشاركة من أجل إثبات الوجود، فلا حاجة لذلك، لأنّ وجود لبنان على الخريطة الرياضية العالمية مثبّت وممهور بأختام من ذهب لا تشوبها شائبة.

لكن أن يُقال إنّ المشاركة كانت لاكتساب الخبرة، مع تسجيل أرقام قياسية لبنانية، وتحديداً في السباحة، فلا حاجة لتكبّد مشقّة السفر الى كوريا الجنوبية من أجل أرقام يمكن تحطيمها في المسابح المحلية، وشتّان بين المشاركة والخبرة.

لسنا هنا في وارد التقليل من شأن اتحاد السباحة، أو من السبّاحين الذين مثّلوا لبنان في بطولة العالم الأخيرة، ولن أرضى أن تأخذ كلمتي هذا المنحى.

لكن اذا نظرنا الى الارقام والأوقات المسجلة، والمراكز التي احتلّها السبّاحون اللبنانيون، تماماً كما وزّعها اتحاد اللعبة، لوجدنا الفوارق الكبيرة مع السبّاحين العالميين.

فأن يكون سبّاح مثلاً، حلّ في المركز 38 من أصل 41، أو في المركز 35 من أصل 35، فهذا أمر يثير الحيرة.

أما أن يكون الرقم اللبناني الجديد في سباق الـ200 م متنوعة مثلاً، يبتعد بفارق اكثر من 13 ثانية عن الرقم العالمي، فهذا أمر "يثبّت" الحيرة التي وقعنا بها آنفاً.

ولن أغوص أكثر في الاوقات والمراكز، لكن ما يحصل في اتحاد السباحة ينطبق على غيره من الاتحادات. الّا أن ما يشفع لاتحاد السباحة هنا "الشفافية" في التعاطي مع نتائج سبّاحيه.

دائماً ما كنا ندعو الى عدم المشاركة من أجل المشاركة فقط، والى عدم تكرار "معزوفة" اثبات الوجود، بل أن يكون وجود الرياضيين اللبنانيين فعّالاً في المحافل الدولية. ولم لا؟ طالما الارادة متوفّرة، وطموح اللبناني لا تحدّه حدود، والأمثلة كثيرة على ذلك ولا مجال لذكرها.

مع كامل محبتي وتقديري لعائلة السباحة.


MISS 3