روي أبو زيد

تأهل فيلمها "سكون" لمهرجان Palm Springs International Film Festival

فرح الشاعر: الثورة أنثى وفيلمي عن صراع المرأة العربية

23 حزيران 2020

02 : 00

فرح الشاعر، ممثلة، كاتبة ومخرجة. ترشّح فيلمها القصير الأخير "سكون" الى مهرجان Palm Springs International Film Festival ، وهو الأرقى في الولايات المتحدة الأميركية، ويعتبر بمثابة "أوسكار الأفلام القصيرة". تُعتبر الشاعر كذلك من الثائرات اللواتي يسعين الى التغيير عبر المشاركة بالتظاهرات والدفاع عن حقوق اللبنانيين عامة والنساء خاصة. "نداء الوطن" التقت الفنانة الثائرة وكان هذا الحوار المشوّق:


ما الرسالة التي أردتِ إيصالها من خلال فيلم "سكون"؟


تدور أحداث الفيلم حول امرأة متزوجة تعاني من علاقة زواج فاشلة، تدفعها الى الانعزال والانفصال عن المجتمع والحياة. وفي ظل هذا الوضع تجد نفسها حاملاً، فتعيش السيدة صراعاً بين الإنجاب أو عدمه.

الفيلم يعكس حالات تعيش بيننا في المجتمع، ويطرح علامات استفهام عدّة كي نفكّر فيها كمشاهدين وكلبنانيين.

لذا، بُعد القصة يدور حول حرية المرأة مع جسدها، إذ للأسف لا يضمن مجتمعنا للمرأة حرية في التعامل مع جسدها كما يفعل مع الرجل كارتداء الملابس، الإنجاب، وغيرها..





لماذا اخترتِ أن تكون بطلة قصّتك منقّبة؟


لم أتطرّق للجانب الديني من الشخصية، بل أردتُ القول بطريقة غير مباشرة إنّ مجتمعنا بات يتخطّى المفاهيم الدينية للمرأة. لكنّه يتدخّل بحياة المرأة المتديّنة التي تعيش في صراع بين العادات، التقاليد، الدين وكينونتها الشخصية.

قد يدفع المجتمع الذكوري المرأة الى اتّخاذ خيارات لا تُحمد عقباها لكنها تفضّلها على العيش في ظلّ تقاليد تتحكّم بها أفكار ذكوريّة قد تكون بالية في أحيان كثيرة. للأسف، نساء كثيرات يسعين الى التغيير لكنهنّ يبقين عالقات كالفئران في الأقفاص بسبب طغيان الرجل في مجتمعاتنا العربية.


الى أي مدى قد تكون المرأة جريئة كي تتخطّى الرجل من دون التعرّض للعنف وحتى القتل في بعض الأحيان؟

المرأة في فيلمـــــي منتفضة، تتساءل عن سبل التغيير وتحاول اتّباع نمط حياة مختلف. قد تنجح أو تفشل لكنها تحاول ولا تستسلم. لذا من هذا المنطلق أرى أنّنا نعيش في منظومة سياسية، إجتماعيــــة، إنســـانية كاملة ومتكاملة بحاجة الى "نفضـــــة" وتغيير وتجدّد.


هل الثورة "أنثى"؟


الثورة هي "أنثى" بفضل ارتفاع عدد النساء المشاركات في القرار، التنظيم، التظاهـرات والتغيير. حين بدأنا حملة "طلعت ريحتكن" العام 2015، كان عدد المشاركات خجولاً مقارنة بالتظاهرات الأخيرة في ثورة 17 تشرين.


ونلحظ أخيراً أنّ صوت النساء بات يرتفع في قضايا عدّة كموضوع الحضانة والقمع والمحاكم الدينية، فضلاً عن العنف وحق إعطاء الجنسية. أضحت المرأة ثائرة على قضاياها وساعية الى التغيير.





برأيك، هل هذه التظاهرات ستؤدي الى نتيجة؟


بالطبع إن تحلّى الشعب بالإرادة للنضال والسعي للتغيير. إن فقدنا الأمــل بوطننا من سيغــــيّر إذاً هذه الأنظمة؟

أعتبر أنّ التغيير قد بدأ منذ خمس سـنوات وثورة 17 تشرين كانت ناضجة، لكن لا يجب أن ننسى أننا في مواجهة "مافيا" متجذّرة في الحكم!

نحـن نحقق انتصـارات ولو صغيرة في مواقعنا، لــذا علينا عدم الاستسـلام وإبقاء الثورة ولو فكرة في رؤوسنا مستعدّين لخوضها حين نكون بحاجة الى ذلك.


لكنّ البعض يشدّد على ضرورة توحيد قيادات الثورة وتنظيمها كي تأتي بثمار أفضل. ما رأيك بهذا الموضوع؟


هذه ليست مشكلة الثورة، بل مشكلة النظام الذي نحاربه. إذ شعار "كلّن يعني كلّن" لم ينتشر سهواً في التظاهرات.

قبل أن يتّهمنا البعض بعدم التنظيم أود أن أسأل السلطة: هل أنتم منظمّون؟ أحزابكم نظام عملها واضح؟ هل أنتم متفّقون على نقاط موحّدة لإنقاذ البلاد؟

نحن لا نطالب باختراع الذرّة، بل نريد تحقيق حقوقنا الاساسية التي يتّفق عليها الشعب كلّه، ولمسنا هذا الموضوع لمس اليد خلال الثورة.


ما هو المشهد الذي أثّر بك خلال مشاركتك في التظاهرات؟


أنا مواطنة منتفضة تطالب بحقوقها، والمشهد الذي أثّر بي يوم 29 آب 2015. تأثّرتُ حينها بارتفاع عدد المشاركين بالتظاهرة في ساحة الشهداء. بكيتُ حينها من الفرح. وفي السياق عينه فرحتُ كثيراُ باتحاد الشعب في الأيام الأولى من ثورة 17 تشرين. علينا ألا ننسى أنّ مطالبنا واحدة وأن نفكّر بمستقبل أولادنا في هذا البلد.شهدنا خلال التظاهرات الأخيرة احتراق وتمزيق صور زعماء مهمّين في لبنان، لقد تمّ كسر زعامات لأشخاص دفعوا ثمنها الكثير! صرخ الشعب بصوت واحد "كلّن يعني كلّن" مطالباً بإزالة هذا النظام الفاسد الذي نعيش فيه.


كلمة أخيرة لقرّاء "نداء الوطن"؟


سنصل الى التغيير عاجلاً أم آجلاً! علينا عدم الاستسلام بل المكابدة للعيش في بلد نحلم فيه. سنتعب كثيراً لأننا في مواجهة "مافيات" لكننا سنحقق أهدافنا في نهاية المطاف، إذ كما يقول الشاعر ابو قاسم الشابي:

"إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر".


MISS 3