فيزياء الكمّ مجال غريب لدرجة أن نحتاج إلى تجارب واستعارات عميقة للبدء بفهم قوانينها. لكن حتى في عالمنا الكلاسيكي، حيث تبدو الفيزياء أكثر سهولة من مجالات أخرى، يمكن تمثيل مظاهر من السلوك الكمّي عبر استعمال سيناريوات بسيطة نسبياً.
إختبر الباحثون قطرات صغيرة من الزيت الذي يسيل نحو قناتَين متجاورتَين داخل حوض من السائل المتذبذب، واكتشفوا أن سلوكها متطابق مع تجربة كمّية شهيرة.
يقول جون بوش، خبير في ديناميات السوائل من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «تبيّن أن هذه التجربة الهيدرودينامية تحمل خصائص مستوحاة من أنظمة كمّية كان يستحيل فهمها بطريقة تقليدية».
في التجربة الجديدة، أخذت القطرات مكان الفوتونات، وتحركت التموجات السائلة التي أنتجتها بما يشبه احتمالات التراكب.
من الناحية التقنية، تحمل هذه التجربة قواسم مشتركة مع تفسيرات تجارب كمّية اسمها «نظرية الموجة التجريبية»، حيث تُوجّه التموجات المتفاعلة التي تحمل جزيئات صغيرة وعائمة خصائص الأجسام.
على المستوى الإحصائي، كانت التجربة الكلاسيكية متطابقة مع جهاز «اختبار قنبلة إليزور-فايدمان». يظن الباحثون أن تجربتهم تثبت وجود صلة وصل بين العالم الصلب والثابت للفيزياء الكلاسيكية والعالم الكمّي الأكثر غموضاً.
قد يساعدنا هذا الجانب على فهم معلومات إضافية حول السبب الذي يجعل السلوكيات الكمّية تبدو وكأنها «تنهار» وتنتقل إلى حالات منفصلة.
أخيراً، اكتشف الباحثون أن هذه الظاهرة ليست خارقة بمعنى الكلمة، بل إنها مثال آخر على السلوك الكمّي الذي يمكن فهمه من وجهة نظر موضعية وواقعية.
