روي أبو زيد

"ساعد تسعد"... مبادرة لدعم العائلات الأكثر فقراً في لبنان

24 حزيران 2020

02 : 00

الفنانة هبة القواص على المسرح خلال الاحتفال (فضل عيتاني)

بيروت لا تعرف الانهزام فقد صمدت في ظلّ المحن الطبيعية والبشرية وكانت في كلّ مرّة تنفض الركام وتحلّق مجدداً كطائر فينيق. اليوم، في ظلّ الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تضرب لبنان مع أكثر من 60 بالمئة من اللبنانيين تحت خط الفقر وانتشار فيروس "كورونا" المستجد، شرّعت بيروت ابوابها للحب والثقافة والتعاضد.

اتّجهت الانظار مساء أمس نحو الزيتونة باي. عاش اللبنانيون فرح لقاء ولو "افتراضياً" أنساهم لثلاث ساعات من الوقت تقريباً همومهم الحياتية. فرقصوا من شرفاتهم وغنّوا من بيوتهم مشاركين بحفلة خيرية مباشرة حملت عنوان "موسيقيون في مهمّة (Musicians on a Mission) " .

نُقِل المهرجان الخيري مباشرة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي منها "يوتيوب" و"إنستغرام" و"فايسبوك" ومحطات محلية.

أطلق الفكرة الموسيقي مروان المصري فطرحها على جمعية "ساعد تسعد" كبادرة دعم منه. ضمّت الحفلة مزيجاً فنياً منوّعاً مؤلفاً من الموسيقية ومغنية الأوبرا هبة القوّاس والملحن الموسيقي العازف غي مانوكيان، فضلاً عن الفنانين ألبرت بويادجيان وDJ Royo وأندره سويد وخوسيه كارلوس. ويبقى الهدف الرئيس من الحفلة دعم جمعية "ساعد تسعد" في تقديم المساعدات للعائلات الأكثر فقراً في المناطق اللبنانية كافة.





من جهتها، أطلقت قوّاص مشروعاً إنسانياً يحمل عنوان "هبة القواس تغنّي للإنسانيّة ضمن الحفلة الخيرية. وتشير في حديث الى "نداء الوطن" الى أنّ "لهذه الحفلة رمزية خاصة"، مردفة أنّ "السياسة فرّقتنا ولكن ما يجمعنا هو العطاء والحب". وتضيف: "على الناس الالتزام بالحجر المنزلي لتجنّب الإصابة بالكورونا"، مؤكدة على أنّ "الفن يساعدها على قضاء حجرها المنزلي". وستطلّ القوّاس على جمهورها المتعطّش لأعمالها الفنية الراقية حيث ستقدّم أعمالاً ألّفتها خلال الحجر، وتقول: "سأقدّم حفلتي الفنية من دون فرقتي الأوركسترالية بسبب "كوفيد-19"، لكنّ الموسيقى ستكون مسجّلة وفق تقنيات متخصّصة لهذه المناسبة".

وإذ تكشف أنّ أهم أعمالها سيحمل عنوان "لبنان" و"بيروت"، تلفت القوّاص الى أنّنا "نعيش وضعاً متردّياً صعباً من النواحي كافة، لكن لا يجب الاستسلام بل علينا إظهار إبداعنا الثقافي والفني كلبنانيين. ومن هذا المنطلق، وحبّنا لبيروت ينطلق من تعاضدنا وتعاوننا لتحقيق أهداف هذه الحفلة".

وتشدد القواس على ضرورة "التعاون والتعاضد للحفاظ على الفن والثقافة في بيروت للإبقاء على هويتها الحقيقية".

وتشير المؤسسة المشاركة في جمعية "ساعد تسعد" شيرين صمدي الى أنّ "الهدف من هذا المهرجان هو دعم العائلات الأفقر في المناطق اللبنانية كافة"، مضيفة أنّنا "سنجمع التبرعات كي نتمكّن من الاستمرارية في أعمالنا لنكون بارقة أمل في هذا اليأس الذي نعيشه".





وتشدّد صمدي على أنّنا "نتّكل على هذه الحفلة الخيريّة لتأمين المزيد من الحصص الغذائية"، مردفةً أنه "في ظلّ هذا الوضع الاقتصادي الصعب لا تتمكّن المبادرات الفردية من تحقيق الأهداف المطلوبة".

وتشير الى أنّ "جمعية "ساعد تسعد" بدأت نشاطها عند بداية السنة الحالية ووزّعت مهامها على المناطق اللبنانية كافة من بيروت الى عكار، الهرمل، البقاع والجنوب"، مضيفةً أننا "تمكنّا من تأمين 3500 حصة غذائية في الأشهر الأربعة الأخيرة وبمبادرات إنسانية نقترب إلى 5000 حصة".





وتعرب صمدي عن أملها في تأمين الدعم الكافي من الحفلة لتغطية المناطق اللبنانية، خصوصاً وأنّ المبادرة هي إنسانية بحت". وتشدد على أنّ "مهمّتنا تكمن في البحث عن حلول مستدامة لتحويل المجتمعات المحرومة إلى منتجة، كتشغيل اليد العاملة عبر مشاريع تنموية وإنتاجية". وتوضح صمدي: "تقوم جمعيتنا بدراسات عدة في المناطق الفقيرة، عدد سكانها وطبيعتها". وختمت أنّ "الشعب اللبناني بطبعه يحب الحياة وسنتعاون سويّاً لتأمين الأفضل كي نتمكّن من الاستمرار وتخطّي الصعاب كافة".




MISS 3