ستيفاني غصيبه

أوّل عربيّة تشارك في Pre-COP...

إلسي ميلان: للشباب قدرة على مكافحة تغيّر المناخ

6 كانون الثاني 2024

02 : 06

خلال مؤتمر باريس للسلام
أخضر بدل الأسود. هذا هو همّ العالم في السنوات الأخيرة حيث تُعقد القمم الواحدة تلو الأخرى للتخفيف من التلوّث لا سيّما إنبعثات الكربون الأسود للحفاظ على المناخ وصحّة الأرض والبشر على حد سواء. وبين قمم الدول تسأل «نداء الوطن» عن أهميّة دور الشباب في هذا المجال مع الشابة الناشطة في البيئة والمهندسة في الكيمياء إلسي ميلان أوّل شابّة عربيّة شاركت في الاجتماعات التحضيريّة لقمة المناخ COP.

ما الذي دفعك الى اختيار المجال البيئي والمحاربة باستمرار من أجله؟

عندما التحقت بـ»الجامعة الأميركيّة في بيروت» كنت أرغب بدراسة الطب، والمنهج الأميركيّ يفرض دراسة الكيمياء أو علوم الحياة لثلاث سنوات قبل الغوص في هذا المجال؛ فاخترت الكيمياء. لكن في السنة الأخيرة من دراستي، أصيبت والدتي بمرض السرطان فاضطررت إلى إمضاء وقت طويل في المستشفيات والعيادات، واكتشفت أنّ هذه المهنة لا تشبهني وأنّه ينبغي عليّ أن أجد مهنةً تشبع شغفي. وهكذا تخصّصت في الهندسة الكيميائيّة. تزامناً مع هذه التغيّرات في حياتي، كانت أزمة النفايات في لبنان في أوجها، فأصبحت ناشطةً في أحد النوادي البيئيّة في الجامعة (Nature Conservation Center) حيث تطوّعت في نشاطات بيئيّة عدّة وألهمني في هذه المسيرة أساتذتي وأفراد بادروا على طريقتهم الخاصّة لبيئة أفضل محليّاً. وبما أنّني أعمل في مجال الطاقة، وبما أنّ لبنان يقع في صلب هذه المعادلة، والمنطقة تتوجّه نحو حلول أكثر استدامة في هذا القطاع، قرّرت خوض المغامرة حاملةً شعار: «إذا كان لا بدّ لأحد أن يحارب، فسيكون أنا».



وفي COP28 - دبي



ما خطورة انبعاثات الكربون التي تذكرينها دائماً في مداخلاتك؟

انبعاثات الكربون موضوع محرم في القمم البيئية نوعاً ما، وهذه أول سنة يُذكر الوقود الأحفوري كأحد أبرز أسبابه في التوصيات النهائيّة لـCOP. ورغم الاعتراف العالميّ بتسبب تصنيع الحديد والإسمنت والقماش وبعض المأكولات بهذه الانبعاثات، يوجد اختلاف في كيفيّة توقيف هذا التلوّث، السبب الرئيس في الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة، أي التغيّر المناخي.

وبالرغم من أنّ الكثير من الدول والأفراد يتّجهون نحو الطاقة المتجدّدة، إلّا أنّ الدول النفطيّة والصناعيّة كالصين أو المملكة العربيّة السعوديّة تشكل المشكلة الأكبر، اذ أنه لا يمكنها التخلّي عن جزء من قواها الجيوسياسيّة بسهولة لصالح المناخ.

هل يمكننا الاتّكال على قمم المناخ لنتائج ملموسة؟

تَرَؤس الإمارات COP28 كان في الواقع مثيراً للجدل، لكنّ وجود الشركات النفطيّة الى طاولة الحوار أمر بغاية الأهميّة إذ تشكل هذه المؤسّسات «اللوبي» ذات رأس المال والقدرات والتقنيّات العالية، وإقصاؤها عن المناقشات غير متّصل بالواقع ويصعب تنفيذ التوصيات.

إضافةً إلى ذلك، على كلّ دولة الالتزام بمساهمات معيّنة سنويّاً، وبمراجعة الأهداف التي تحدد كلّ عشر سنوات(Global Stock Take) (المرّة الأخيرة كانت عام 2015 في ما يعرف بالـParis Agreement) ليتحمّل كلّ منها مسؤوليّته ويعاد النظر في الأهداف المستقبليّة لنتائج ملموسة أكثر.



في مقرّ الاتّحاد الأوروبي ـ بلجيكا



ما دور الشباب في التخفيف من حدّة التغيّر المناخي؟

يملك الشباب وخصوصاً في لبنان، مسؤوليّة كبيرة، قليلون يدركونها. وغالباً ما يقع الطالب تحت وطأة هموم تأمين قسط جامعته أو حتّى الوصول إليها، ما يمنعه من الانخراط في النوادي الجامعيّة أو الاستفادة من الفرص التي تمنحها المؤسّسات للشباب كالـYouth Leadership Program أو EU Neighborhood South Initiative أو EU Jeel Connectors. ومن غير الضروري، أن يلتحق الجميع بمبادرات بيئيّة، فإذا ساهم كلٌّ واحد في تطوير مجال تخصّصه، ننتقل إلى مجتمع أفضل وإلى دولة وبيئة أفضل. هذه المسؤوليّة الاجتماعيّة تقع على عاتق الجميع من دون أي استثناء، وكل الحجج لعدم المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مرفوضة.

بعدما شاركت في مؤتمرات عالميّة، ما الذي ينقص لبنان ليكون على المستوى المطلوب بيئيّاً؟

أجيب بلا أي تردّد: الانتماء إلى الوطن. خلال المؤتمرات والقمم العالميّة التي شاركت فيها التقيت قادة ورؤساء دول يجسّدون مفهوم الوطنيّة جليّاً. ولو كنت غير مقتنع بسياساتهم، يفرضون عليك احترام حسّهم الوطنيّ. وأبسط مثال على غياب الانتماء في بلدنا، هو تقلّص غابات الأرز تدريجاً وغياب الخطوات الجدّيّة والجذريّة في هذا الإطار، رغم كلّ ما تحمله الأرزة من مضامين رمزيّة. أمّا على المستوى الفرديّ، فأؤمن أنّ كائناً من كان في السلطة، يجب أن أعمل معه أو ضدّه لتحسين الواقع.

عمليّاً، ما هي الخطوات التي يمكن القيام بها على المستوى الفرديّ؟

أوّلاً، أن نطوّر مستوى وعينا في المواضيع البيئيّة من خلال الانضمام إلى مجموعات تعنى بالبيئة، أو بالاطّلاع على تقارير «البنك الدولي» البيئيّة ومتابعة توصيات القمم المناخيّة. ثانياً، القيام بخطوات صغيرة كالفرز. ثالثاً، دعم الصناعة المحلّيّة على أنواعها ما يخفّف من تكاليف الاستيراد وأثره البيئي وانبعاثات الكربون الناتجة عنه. وأخيراً، تشجيع السياحة الخضراء. فزيارة المحميّات والمعالم الطبيعيّة تدفع نحو الاهتمام بها وقد تمنع المخالفات بحقّها إذا كان المواطنون على بيّنة من أهمّيّتها.

MISS 3