تثبيت "نظام الحزب الواحد" في بنغلادش

02 : 00

السفير الصيني يُقدّم باقة زهور إلى حسينة أمس (أ ف ب)

كما كان متوقّعاً، أعلنت مفوضية الانتخابات في بنغلادش أمس فوز رئيسة الوزراء الشيخة حسينة بولاية خامسة مع حصول حزبها على أكثر من ثلاثة أرباع مقاعد البرلمان في انتخابات تشريعية قاطعتها المعارضة ووصفتها بأنها «صورية».

وفي أوّل تعليق لها بعد فوزها، أكّدت الشيخة حسينة أن الانتخابات كانت «حرّة وعادلة»، معتبرةً أنّ من يُريد «الانتقاد يُمكنه أن ينتقد». وبحسب الأرقام الأولية، فإنّ المشاركة في الانتخابات كانت ضعيفة وتقارب نسبتها 40 في المئة.

وأوضح نائب أمين المفوضية منير الزمان تالوكدر أن حسينة فازت بـ222 مقعداً من أصل 300 في البرلمان، فيما قد توسّع حسينة غالبيّتها أكثر مع حصولها على دعم نواب آخرين، ولا سيّما من أحزاب حليفة.

وقال علي رياض من جامعة إيلينوي الأميركية لوكالة «فرانس برس»: «إنه برلمان من حزب واحد»، مشيراً إلى أنّه «فقط حلفاء رابطة عوامي تمكّنوا من المشاركة».

بدوره، أوضح الخبير السياسي في جامعة أوسلو في النروج مباشر حسن أن حزب «جاتيا» الذي فاز بـ11 مقعداً، حليف منذ وقت طويل لرابطة عوامي بزعامة الشيخة حسينة، وكذلك عدد كبير من المرشّحين المستقلّين الـ61.

ورأى مباشر حسن أن «هذه الانتخابات أضفت شرعية على نظام الحزب الواحد في البلد، في غياب معارضة فاعلة وذات صدقية في البرلمان»، معتبراً أن «المرشّحين المستقلّين الذين فازوا بمقاعد ينتمون جميعهم تقريباً إلى رابطة عوامي».

ونظّم ناشطون من المعارضة تظاهرة في دكا أمس، واضعين كمّامات سوداء على أفواههم للإشارة إلى مقاطعة الانتخابات، بينما لم يواجه حزب رابطة عوامي أي خصوم تقريباً في الدوائر الانتخابية التي ترشّح فيها، لكنّه أحجم عن تسمية مرشّحين في عدد منها، في خطوة تهدف إلى تفادي اعتبار البرلمان أداة يتحكّم بها حزب واحد.

ودعا الحزب القومي البنغلادشي، حزب المعارضة الرئيسي الذي شهد موجة توقيفات واسعة في صفوفه، إلى عدم المشاركة في الانتخابات التي وصفها بأنها «صورية». وبعد الإدلاء بصوتها الأحد، دعت حسينة المواطنين للاقتراع، واصفةً الحزب القومي البنغلادشي بأنه «منظّمة إرهابية».

وندّد رئيس الحزب القومي البنغلادشي طارق رحمن من منفاه في لندن حيث يُقيم منذ 2008، بعمليات تزوير. وكتب عبر مواقع التواصل: «ما جرى ليس انتخابات، بل هو عار للتطلّعات الديموقراطية في بنغلادش»، لافتاً إلى أنه شاهد «صوراً ومقاطع فيديو مقلقة» تُساند اتهاماته.

وكان ممثلون عن الصين وروسيا والهند المجاورة من بين الأوائل الذين زاروا حسينة في منزلها أمس، لتهنئتها على «فوزها التام»، وفق ما أفاد مكتبها. وأشاد سفير بكين ياو وين بـ»صداقة طويلة» مع دكا، مشدّداً في بيان على ترسيخ العلاقات في عهد حسينة الممتدّ منذ 15 عاماً. وأشاد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بفوز «تاريخي» لحسينة وبـ»انتخابات ناجحة».

MISS 3