لون البول ودلالاته

02 : 00

يتراوح لون البول الطبيعي بين الشفاف والأصفر الباهت. لكن تتعدد العوامل التي تُغيّر هذا اللون من وقتٍ لآخر، منها الأغذية وبعض الأدوية.

لكن قد يشير لون البول غير الطبيعي أيضاً إلى مشكلة صحية كامنة. يصبح البول أبيض اللون مثلاً بسبب التهاب المسالك البولية. حتى أن حصى الكلى أو بعض حالات السرطان وأمراض أخرى تجعل البول أحمر اللون بسبب الدم.



الأعراض

يختلف لون البول الطبيعي بحسب كمية الماء المستهلكة. تُذوّب السوائل الأصباغ الصفراء في البول. بعبارة أخرى، يصبح البول أكثر شفافية مع زيادة السوائل المستهلكة، ويصطبغ البول باللون الأصفر الحاد إذا تراجعت تلك الكمية.

لكن قد يتغير لون البول بطريقة جذرية أحياناً. استشر الطبيب في الحالات التالية:

• ظهور دم في البول: إنها حالة شائعة عند الإصابة بالتهاب في المسالك البولية أو حصى الكلى. غالباً ما تكون هذه المشاكل مؤلمة. لكن قد يشير النزيف غير المؤلم إلى مشكلة أكثر خطورة مثل السرطان.

• بول داكن أو برتقالي: قد تشير هذه الحالة إلى خلل في وظيفة الكبد، لا سيما إذا كان البراز باهتاً واصفرّت العيون والبشرة في الوقت نفسه.

الأسباب

غالباً ما ينجم تغيّر لون البول عن بعض الأدوية، أو المأكولات، أو الأصباغ الغذائية، أو مشكلة صحية. ما هي ألوان البول غير المألوفة وما سبب ظهورها؟

البول الأحمر أو الزهري

لا يشير البول الأحمر أو الزهري إلى مشكلة صحية خطيرة في جميع الحالات، فقد يرتبط بالعوامل التالية:

• الدم: تتعدد المشاكل الصحية التي تفسّر ظهور الدم في البول، منها تضخم البروستات، وأورام غير سرطانية، وحصى الكلى، والتكيّسات. قد ينجم ظهور الدم عن بعض الحالات السرطانية، لكن يتعلق هذا النزيف أيضاً بالتمارين الجسدية الشاقة، مثل الركض لمسافة طويلة.

• الأغذية: قد يصبح البول أحمر أو زهري اللون عند تناول الشمندر، وتوت العليق الأسود، وعشبة الراوند.

• الأدوية: قد يميل لون البول إلى الأحمر أو البرتقالي بسبب دواء للسل اسمه ريفامبين (ريفادين، ريماكتان). كذلك، يعطي دواء فينازوبيريدين (بيريديوم) لألم المسالك البولية هذا الأثر، وقد يتغير لون البول أحياناً بسبب أدوية الإمساك التي تحتوي على عشبة سينا.

البول البرتقالي

قد يصبح البول برتقالي اللون بسبب العوامل التالية:

• الأدوية: يصبح البول برتقالياً عند أخذ الفينازوبيديرين وبعض أدوية الإمساك، أو دواء السولفاسالازين (أزولفيدين) الذي يُستعمل لتخفيف التورم والتهيّج، أو حتى بعض أدوية العلاج الكيماوي للسرطان.

• الفيتامينات: يميل البول إلى الاصفرار أو يصبح برتقالياً بسبب فيتامينات مثل A وB12.

• مشاكل صحية: قد يشير البول البرتقالي إلى مشكلة في الكبد أو القناة الصفراوية، لا سيما إذا أصبح البراز فاتح اللون في الوقت نفسه. يُعتبر جفاف الجسم عاملاً مؤثراً أيضاً.

البول الأزرق أو الأخضر

ينجم البول الأزرق أو الأخضر عن العوامل التالية:

• الأصباغ: قد يصبح البول أخضر اللون بسبب بعض الأصباغ الغذائية الملوّنة، أو أزرق اللون بسبب أصباغ تُستعمل في بعض فحوصات الكلى أو المثانة.

• مشاكل صحية: قد يصبح لون البول أزرق لدى الأولاد بسبب مرض نادر يُعرَف باسم فرط كالسيوم الدم الحميد العائلي، أو أخضر اللون بسبب التهاب المسالك البولية المرتبط بنوع معيّن من الجراثيم.

البول الداكن

قد يصبح البول بنّياً بسبب العوامل التالية:

• الطعام: الإفراط في أكل الفول الأخضر، أو الراوند، أو الصبار، قد يجعل البول بنّياً.

• الأدوية التالية تجعل البول داكناً:

o كلوروكين وبريماكين لمعالجة الملاريا أو الوقاية منها.

o مضادات حيوية مثل الميتروندازول (فلاجيل، ميتروكريم) والنيتروفورانتوين (فورادانتين، ماكروبيد).

o أدوية الإمساك التي تحتوي على عشبة سينا (سينوكوت، إكس لاكس).

o ميثوكاربامول (روباكسين) لإرخاء العضلات.

o فينيتوين (ديلانتين، فينيتيك) لمعالجة الصرع.

o أدوية الستاتين لتخفيض الكولسترول.

• مشاكل صحية: قد يصبح البول بنّياً بسبب اضطراب الكبد والكلى، أو بعض التهابات المسالك البولية، أو نزيف داخل الجسم، أو أمراض «بورفيريا» التي تؤثر على البشرة أو الجهاز العصبي.

• تمارين جسدية شاقة: قد يصبح البول بلون الشاي أو المشروبات الغازية الداكنة بسبب إصابة عضلية مرتبطة بالرياضة المفرطة، وقد تؤدي هذه الإصابة إلى تضرر الكلى.



عوامل خطر مؤثرة

قد ينجم تغيّر لون البول غير المرتبط بالأغذية أو الأدوية عن مشكلة صحية. تتعدد الاضطرابات الصحية التي تؤثر على لون البول بسبب العوامل التالية:

• العمر: تصبح الأورام في المثانة والكلى أكثر شيوعاً لدى كبار السن، وهي مسؤولة عن ظهور الدم في البول. يظهر الدم في بول الرجال بعد عمر الخمسين بسبب تضخم غدة البروستات.

• تاريخ عائلي: إذا أصيب أي من أقاربك (لا سيما الأبوين أو الأشقاء أو الأجداد) بمرض في الكلى أو بحصى الكلى، ستصبح أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض. قد يظهر دم في البول بسبب هذه الاضطرابات.

• التمارين الجسدية الشاقة: يكون العداؤون الذين يقطعون أطول المسافات الأكثر عرضة للخطر. لكن يظهر الدم في بول كل من يمارس تمارين مفرطة أيضاً.

التشخيص

خلال الموعد الطبي، يسألك الطبيب عن وضعك الصحي ويجري لك فحصاً جسدياً. قد تحتاج أيضاً إلى إجراء الفحوصات التالية:

• تحليل البول: يبحث هذا الاختبار عن مؤشرات محتملة على وجود مشاكل في المسالك البولية أو الكلى. قد يراجع الطبيب أيضاً عيّنة من البول بحثاً عن جراثيم قد تُسبب الأمراض.

• فحوصات دم: يقيس عدد من فحوصات الدم مستوى المخلفات المتراكمة في مجرى الدم حين تضطرب وظيفة الكلى. قد يبحث الطبيب أيضاً عن أي مؤشرات على وجود مشاكل كلوية أو اضطرابات صحية أخرى مثل السكري.

علاجات محتملة

يتوقف العلاج، عند الحاجة، على طبيعة المشكلة الصحية التي تغيّر لون البول. إذا كنت مصاباً بجفاف الجسم، قد يصبح لون البول داكناً. تعني هذه الحالة أنك تحتاج إلى استهلاك سوائل إضافية. احرص إذاً على تناول ما يكفي من السوائل يومياً للحفاظ على ترطيب جسمك وحماية صحتك.

استعد لموعدك الطبي مسبقاً

قد تحتاج على الأرجح إلى أخذ موعد من الطبيب لتقييم وضعك. في بعض الحالات، قد يحيلك الطبيب إلى أخصائي في أمراض المسالك البولية. في ما يلي بعض الخطوات الفاعلة للاستعداد للموعد المرتقب.

حين تأخذ موعداً من الطبيب، استفسر مسبقاً عن المعطيات التي تحتاج إلى تقديمها وحضّر قائمة بالمعلومات التالية:

• الأعراض وتوقيت بدايتها.

• معلومات طبية أساسية، بما في ذلك أي مشاكل صحية أخرى لديك أو أي أمراض وراثية في المثانة أو الكلى.

• جميع الأدوية أو الفيتامينات أو المكملات التي تأخذها مع تحديد الجرعات المستهلكة.

• الأسئلة التي تريد طرحها على الطبيب.

للاستفسار عن لون البول، اطرح الأسئلة التالية:

• ما سبب الأعراض؟

• ما هي الفحوصات الضرورية؟

• هل من حاجة إلى علاج محدد؟

الأسئلة المنتظرة من الطبيب

قد يطرح عليك الطبيب الأسئلة التالية:

• ما هو لون بولك؟ هل يتغير لونه بهذا الشكل طوال الوقت أو في مناسبات عابرة؟

• هل تلاحظ دماً أو جلطات دموية في البول؟

• رائحة بولك غير مألوفة؟

• ما وتيرة تبولك وهل تشعر بالألم أثناء التبول؟

• هل تغيرت شهيتك أو نسبة عطشك في الفترة الأخيرة؟

• هل واجهت أي مشاكل بولية في السابق؟

• هل أنت مصاب بنوع من الحساسية؟

MISS 3