فريدريك العاشر ملكاً للدنمارك

02 : 00

مارغريت الثانية خلال توقيعها قرار تنازلها عن العرش (أ ف ب)

حيا فريدريك العاشر، البالغ 55 عاماً، حشداً غفيراً حضر ليشهد اعتلاءه عرش الدنمارك أمس بعد تنحّي والدته الملكة مارغريت الثانية، لتطوي بذلك فترة حكم دامت أكثر من نصف قرن. وصاحت رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن خلال تقديم فريدريك العاشر من شرفة قصر كريستيانسبورغ أمام حوالى 100 ألف شخص: «عاش جلالة الملك فريدريك»، وصفّق الحضور طويلاً للملك الجديد الذي كان يرتدي زيّاً عسكريّاً. وقبل 52 عاماً وتحديداً في 14 كانون الثاني 1972، كانت مارغريت الثانية قد تولّت العرش عقب وفاة والدها فريدريك التاسع.

وفي هذا الصدد، أكد فريدريك العاشر أن «والدتي نجحت في توحيد مملكتها مثل قلائل آخرين وآمل في أن أصبح ملكاً موحداً للمستقبل»، فيما كان يمسح دموعاً ذرفها خلال أوّل لقاء مع رعيّته. وشدّد الملك على أن منصبه الجديد «مسؤولية أتحمّلها باحترام وفخر وكثير من الفرح». وقبل مغادرته الشرفة، قبّل العاهل زوجته الملكة ماري التي تتحدّر من أصل أسترالي وتعتبر أوّل ملكة للبلاد لا تنتمي إلى أسرة ملكية.

وقبل نحو ساعة من ذلك، خلال انعقاد مجلس الدولة الذي شاركت فيه الحكومة، وقّعت الملكة مارغريت الثانية قرار تنازلها عن العرش، في حدث تشهده المملكة الإسكندنافية للمرّة الأولى منذ 900 سنة، لإبنها البكر. وأظهرت الصور التي عرضت على شاشة التلفزيون بُعيد هذه اللحظة التاريخية، مارغريت وهي توقع الوثيقة قبل أن تنهض وتُشير إلى فريدريك كي يجلس على مقعدها. ثمّ تركت المجلس متحرّرةً من دورها كملكة ورأس للدولة، قائلةً «ليحمي الله الملك» وهي تحبس دموعها.

وغادرت سيّارتها القصر وسط هتافات المتفرّجين الذين كان كثيرون منهم يضعون تاجاً من الورق أو البلاستيك وبعضهم يرتدي ملابس التزلّج والبعض الآخر لفّ نفسه بالأعلام الدنماركية وقد أتوا من كلّ أنحاء البلاد لرؤية العائلة المالكة، حتّى وصل بعضهم قبل أكثر من 5 ساعات. ويعكس البروتوكول المُعتمد في هذا اليوم تقليد تسليم العرش في الدنمارك، الذي لا تتمّ فيه دعوة أي شخصية أجنبية، في حين أنّ الملك لا يضع تاجاً ولا يعتلي عرشاً بالمعنى الفعلي.

ولقي قرار الملكة التي خضعت لعملية جراحية كبيرة في الظهر العام الماضي، تقبّلاً سريعاً لدى العائلة والشعب، إذ يؤيّد أكثر من 80 في المئة من الدنماركيين قرار الملكة التي ستحتفظ باللقب الملكي وستستمرّ في تمثيل العائلة الملكية خلال الاحتفالات الرسمية.

وسيُتيح تنحّي الملكة لنجلها البكر الذي زادت مسؤوليّاته خلال السنوات القليلة الفائتة، فرصة البروز كملك، بحسب الخبراء. ويحظى فريدريك، وهو وليّ العهد مذ كان في الثالثة، بشعبية خاصة، ومن المتوقّع أن يفرض أسلوبه على الملكية الدنماركية التي يعود تاريخها إلى ملوك الفايكينغ في القرن العاشر. وبينما يُعدّ دور الملك في الدنمارك تمثيليّاً وفخريّاً، فإنّ الملك يتولّى توقيع القوانين ويُشرف رسميّاً على تشكيل الحكومة التي يجتمع بها دوريّاً.

MISS 3