"طوفان حنين"... يُغرق لبنان

02 : 00

في أربعة أيام، عرّت العاصفة «حنين» الرؤوس الحامية لزجّ لبنان في مستنقعات الحروب. كشفت المعلوم والمعروف؛ لا بنى تحتية قادرة على استيعاب أي نوع من المتساقطات، ولا بنى فوقية تُجيد الحدّ الأدنى من التعامل مع المتغيّرات المناخية أو الإقليمية. غداً ترحل «حنين» وتعود مياه السلطات المركزية والمحليّة إلى مجاريها، إستعداداً لمسلسل جديد من الغرق والعواصف على أنواعها. من دون إغفال مسؤولية المواطنين والمواطنات عن الحفاظ على نظافة الطرقات ومجاري الأنهر. وتجدر الإشارة إلى المهمات الكبيرة التي يقوم بها عناصر الدفاع المدني والصليب الأحمر والجيش اللبناني في عمليات الإنقاذ والإغاثة.

في حين تشتدّ المعارك حدوداً، تكفّلت الأمطار الطوفانية والسيول باجتياح المناطق اللبنانية كافّة، إذ أدّت إلى انهيارات للتربة في مناطق عدّة، وعمل الدفاع المدني على انقاذ مواطنين علقوا في سياراتهم في خلدة وإنقاذ مواطنين من منازلهم في العبدة - منيارة والكنيسة في عكار. وخلّف فيضان مجرى النهر الكبير أضراراً في الأراضي الزراعية. واقتحمت السيول ممتلكات المزارعين ومنازلهم. في طرابلس، سُجّل انهيار سقف منزل في منطقة ساحة الدفتردار على قاطنيه ما أدى الى سقوط جريحة وصفت حالتها بالمستقرّة. وفي الديمان، ألحقت الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة، المزيد من التصدّع في أحد منازل البطريركية المأهول من إحدى العائلات المزارعة. وتحرّكت السّيول الجارفة للحصى والأتربة من السلسلة الشرقية لتستقرّ في مجاري الأنهر، مخلّفة الأضرار على ضفتي نهر العاصي وتسبّبت غزارة الأمطار بغرق مخيّم حسني الزعيم للنازحين السوريين بالمياه.

إلى ذلك، أنقذ فريق من مركز برج رحال التطوعي عائلة من أربعة أفراد سقطوا في نهر الليطاني. وتم إنقاذ موظف يعمل في مصلحة الليطاني بعد أن سحبته المياه في أثناء عملية صيانة في سدّ الليطاني - الزرارية. وشهد طريق ضهر البيدر، زحمة سير خانقة نتيجة انجراف التربة ما أدّى إلى قطع الطريق الدولية. كذلك شهدت مناطق كسروان والمتن والشوف أضراراً كبيرة. وشهدت مغارة جعيتا ومحيطها فيضاناً للمياه، وأدتّ أمطار «حنين» إلى فيضان نهر أنطلياس. وعلى الطريق الساحلي، أُعيد فتح السّير على بعض الطرقات المؤدّية إلى الكرنتينا بعد الإنتهاء من تنظيفها.

MISS 3