رسالة تايوانية لـ"التنّين الأصفر": واجِهوا الواقع!

02 : 00

إنتصار لاي كان عنوان الصفحات الأولى للصحف في تايبيه أمس (أ ف ب)

دعت تايوان «التنّين الأصفر» أمس إلى «مواجهة الواقع» واحترام نتائج الانتخابات الرئاسية التي انتهت بفوز مرشّح الحزب الديموقراطي التقدّمي ونائب الرئيسة تساي إنغ وين، لاي تشينغ تي، المؤيّد للاستقلال السبت، حيث حضّت وزارة الخارجية التايوانية بكين على «التخلّي عن قمع تايوان من أجل عودة التفاعلات الإيجابية عبر المضيق إلى المسار الصحيح». من جهتها، حذّرت الصين من عقاب «قاسٍ» لأي توجهات استقلالية في الجزيرة، غداة تأكيدها بعد فوز لاي أن «إعادة التوحيد» مع تايوان «حتمية».

وفي هذا الإطار، رأى وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال مؤتمر صحافي في القاهرة أن «تايوان لم تكن يوماً بلداً... لم تكن كذلك في الماضي وبالتأكيد لن تكون كذلك في المستقبل»، مشيراً إلى أنه «أيّاً تكن نتائج الانتخابات لا يُمكنها أن تُغيّر الواقع الأساسي بوجود صين واحدة وتايوان هي جزء منها».

ويأتي ذلك بعدما كان لاي قد تعهّد السبت بعد فوزه على أقرب منافسيه، مرشّح الحزب القومي «كومينتانغ» هو يو إيه، بأكثر من 900 ألف صوت، الدفاع عن الجزيرة في مواجهة «تهديدات الصين المستمرّة وترهيبها»، مهنّئاً الشعب بـ»نجاحه في مقاومة جهود قوى خارجية للتأثير على هذه الانتخابات». وسيتولّى لاي منصبه في 20 أيار مع نائبته هسياو بي خيم وهي الممثل السابق لتايوان في الولايات المتحدة.

وفي إطار تأثير نتائج الإنتخابات على العلاقات الأميركية - الصينية، وبعدما كان الرئيس جو بايدن قد أكد أن بلاده لا تدعم «استقلال» تايوان وذلك ردّاً على سؤال في شأن فوز لاي، أشاد وزير الخارجية أنتوني بلينكن بـ»صلابة النظام الديموقراطي وبالعملية الانتخابية» في تايوان وتقدّم بالتهاني للاي، الأمر الذي انتقدته بكين بشدّة، حيث اعتبر متحدّث باسم الخارجية الصينية أن ذلك «يُرسل إشارة خاطئة جدّاً إلى القوى الانفصالية المطالِبة باستقلال تايوان»، مؤكداً تقديم «احتجاجات قوية لدى الجانب الأميركي».

ولكن مع ذلك، وصل وفد أميركي إلى تايوان في زيارة غير رسمية أمس، على ما أعلن مكتب التمثيل الأميركي في تايبيه. وسيُجري الوفد المكلّف من إدارة بايدن محادثات مع «عدد من الشخصيات البارزة» اليوم، بحسب المعهد الأميركي في تايبيه. ورحّبت الخارجية التايوانية بالزيارة، لافتةً إلى أن الوفد سيلتقي «مسؤولين كباراً» ضمنهم الرئيسة تساي، على أن تستمرّ زيارته حتّى الغد.

وتواصلت أمس تهاني الدول الغربية لتايبيه، حيث هنّأت وزارة الخارجية الفرنسية «من جرى انتخابهم»، من دون ذكر لاي بالإسم، مشدّدةً على أهمّية «احترام الوضع القائم في تايوان من قبل كلّ الأطراف واستئناف الحوار بين ضفّتَي المضيق». كما اعتبرت برلين أن أي تغيير في الوضع القائم في الجزيرة يجب أن يكون «سلميّاً وباتفاق بالتراضي». وصدر ترحيب بفوز لاي من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا واليابان وأطراف أخرى.

وأظهرت نسبة الاقتراع التي بلغت 72 في المئة، حماسة الناخبين على التصويت. وصوّت أكثر من 40 في المئة من السكان لصالح لاي. لكن من بين 113 مقعداً في البرلمان، نال الحزب الديموقراطي التقدّمي 51 مقعداً فقط، بينما فاز بـ52 منها خصمه «كومينتانغ». وحصد حزب الشعب التايواني 8 مقاعد، فيما فاز مرشّحان مستقلان بمقعدَين.

وخلال يوم الاقتراع، رصدت وزارة الدفاع التايوانية 4 سفن عسكرية صينية في المياه المحيطة بالجزيرة، إضافةً إلى تحليق منطاد صيني على علو مرتفع فوق أراضيها. ورأت الصين في لاي «عاملاً عنيداً» من أجل استقلال تايوان و»مخرّباً للسلام»، محذّرةً من أنه سيكون سبب «الحرب وانحدار» الجزيرة.

MISS 3