حلّ لغز الثقوب الغريبة في قاع المحيط

02 : 00

يبدو أن العلماء اكتشفوا أخيراً اللغز الكامن وراء الثقوب الغريبة في قاع بحر الشمال. لا تنجم هذه المنخفضات الغامضة دوماً عن تسرّب الميثان من الرواسب في قاع البحر، كما ظنّ الكثيرون سابقاً، بل إنها تشتقّ أحياناً من الفوضى التي تنشرها خنازير البحر وثعابين الرمل في تلك المنطقة.

في دراسة أشرف عليها عالِم الجيولوجيا ينس شنايدر فون ديملينغ من جامعة «كيال»، أثبت العلماء أن تلك الثقوب تشتق من هذين النوعَين من الحيوانات. تتجوّل خنازير البحر وسط رواسب قاع البحر، ما يؤدي إلى اضطراب ثعابين الرمل المقيمة هناك، فتخرج من ثقوبها أو تتعرّض للافتراس وتُخلّف تلك الحُفَر وراءها.

يوضح شنايدر فون ديملينغ: «تكشف نتائجنا للمرة الأولى أن تلك المنخفضات ترتبط مباشرةً بموائل خنازير البحر وثعابين الرمل، وهي لا تشتق من ارتفاع مستوى السوائل. تطرح بياناتنا الدقيقة تفسيراً جديداً لطريقة تشكيل عشرات آلاف الحُفَر في قاع بحر الشمال، ونحن نفترض أن تكون الآليات الكامنة وراء هذه الظاهرة منتشرة في أنحاء العالم، لكننا نغفل عنها حتى الآن».

أطلق الباحثون دراسة شاملة لاكتشاف حقيقة ما يحصل، فاستعملوا خليطاً من أجهزة رسم خرائط قاع البحر عبر مسبار الصدى، وعلم الأحياء السلوكي، وخرائط الموائل، والتحليل الأوقيانوغرافي، والتصوير بالأقمار الاصطناعية، لدراسة شكل قاع البحر، والبحث عن آثار الميثان، وتحديد الحيوانات الناشطة في أماكن ظهور الثقوب. تبيّن أن تلك الحُفَر تقع عموماً في بيئة خنازير البحر التي تقيم على مقربة من موائل ثعابين الرمل.

تكشف البيانات الجديدة أن الثدييات البحرية تترك حُفَراً ضحلة في قاع البحر، على عمق 11 سنتيمتراً تقريباً، تزامناً مع بحثها عن ثعابين الرمل. هي تشبه بشكلها الثقوب الأكثر عمقاً ونتوءاً كتلك الموجودة في مواقع أخرى حول العالم.

مجدّداً، تبيّن أن الكائنات الحيّة تُحدِث فرقاً كبيراً في شكل قاع البحر. يفترض الباحثون أن دراستهم تؤكد استخفاف الكثيرين بتأثير الفقاريات البحرية على قاع المحيط.

MISS 3