"جرم ذهبي" غريب يحيّر العلماء في قاع المحيط

02 : 00

على عمق 3300 متر تحت سطح الماء قبالة ساحل ألاسكا، وهو موقع يعجز ضوء الشمس الدافئ عن اختراقه، كان قسم استكشاف المحيطات في «الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي» يتحكّم بمركبة تحت الماء عن بُعد حين صادفت جرماً ذهبياً غريباً. كان ذلك الجسم يلتصق بإحكام بصخرة فيها اسفنج أبيض، ويبلغ حجمه حوالى 10 سنتيمترات، وفيه ثقب على جهة واحدة.



لم تتضح طبيعة ذلك الجسم الغامض بالكامل. تشير أولى فرضيات الباحثين الذين راقبوا عملية الغوص إلى ظهور غلاف بيضة من فصيلة غامضة: اسفنجة ميتة أو نوع من الشعاب المرجانية.

يقول أحد الباحثين: «لا أعرف ما يمكن استنتاجه مما حصل. يشمل ذلك الجسم ثقباً كبيراً وقديماً بكل وضوح، ما يعني أن كائناً حاول اختراقه أو الخروج منه. أتمنى ألا يخرج شيء مخيف منه حين نحاول العبث به. الأمر أشبه ببداية فيلم رعب».

بغض النظر عن ذلك الاحتمال المرعب، لا بد من التعمق بالموضوع. تذكر صحيفة «ذا غارديان» أن الفرضية التي يؤيدها معظم العلماء تتعلق بخروج كائن معيّن من الغلاف الذهبي، وهو جسم كبير على ما يبدو.

يقول عالِم البيئة المتخصص بقاع البحار، كيري هاول، من جامعة «بلايماوث» في المملكة المتحدة: «نحن ندعم الفرضية المرتبطة بالبيضة بسبب تركيبتها. بدا ذلك الجسم ممتلئاً من دون أن يتّسم بتركيبة بنيوية واضحة. هو يشمل ثقباً يشير إلى دخول أو خروج كائن منه. لكنه لا يشبه البيض الذي نعرفه. إذا كان ذلك الجسم بيضة فعلاً، يتعلق السؤال الأساسي بمصدره. هي ليست بيضة سمك صغيرة، بل إنها كبيرة».

استعمل الباحثون ذراعاً آلية للكز ذلك الجسم بهدوء، فاستنتجوا أنه ناعم جداً قبل جمعه عبر اجتذابه لدراسته على نطاق أوسع. من المنتظر أن يخضع حمضه النووي للتحليل لتحديد طبيعة الكائن المسؤول عن إنتاجه.

يبدو وجود تلك «البيضة» بحد ذاته مثيراً للاهتمام بقدر حجمها. في الحالات العادية، تضع الحيوانات البيوضة بيضها جماعياً.

إذا كان ذلك الجسم من فصيلة البيض إذاً، هو يحمل خصائص غير مألوفة، ما يعني أننا أمام ظاهرة مدهشة بمعنى الكلمة. بغض النظر عن طبيعة هذا الجرم، هو يحمل ميزة جديدة قد تعطينا معلومات إضافية عن عمق المحيط والحياة المتنوعة فيه.

تكثر الظواهر التي لا نفهمها بالكامل بعد في أعماق المحيطات العدائية. قد تكون الضغوط الساحقة ودرجات الحرارة المتجمدة مجرّد عاملَين لم يسمحا للبشرية باستكشاف العالم على نطاق واسع. لكن في ظل استعمال المركبات العاملة عن بُعد، بدأ المحيط يكشف عن أسراره الدفينة بوتيرة تدريجية، بما في ذلك طريقة إنجاب الأجناس الغامضة في عمق المحيط.

في النهاية، يتساءل مُنسّق عمليات الاستكشاف في «الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي»، سام كانديو: «ألا يبدو عمق البحار غريباً على نحو ساحر؟ تمكّنا من التقاط ذلك «الجرم الذهبي» وجلبه إلى السفينة، لكننا نعجز حتى الآن عن تحديد طبيعته ونعرف بكل بساطة أن أصله بيولوجي. لن نجمع أي معلومات إضافية على الأرجح قبل أن نتمكن من إيصاله إلى المختبرات حيث نستطيع الاستفادة من خبرات الأوساط العلمية الجماعية ونستعمل أدوات متطورة تفتقر إليها السفن. يأتي هذا الاكتشاف ليذكّرنا بقلة المعلومات التي نعرفها عن الكوكب الذي نعيش فيه وكمّ الظواهر التي تستحق الاستكشاف والتقدير في محيطاتنا».

MISS 3