التعرّف إلى "الرابط المفقود" بين النجوم والثقوب السوداء

02 : 00

حقّق العلماء إنجازاً مدهشاً حين وجدوا أخيراً دليلاً مباشراً على العملية النجمية التي تنتج النجوم النيوترونية والثقوب السوداء.



انطلاقاً من سوبرنوفا انفجرت في مجرة مجاورة، راقب علماء الفلك ظاهرة تحمل آثاراً تشير إلى هذا النوع من الأجسام المتراصة. لم يتّضح نوع الجسم بعد (قد يكون نجماً نيوترونياً أو ثقباً أسود)، لكن تؤكد هذه النتيجة أخيراً على الرابط بين انهيار نجوم ضخمة وإنتاج أجسام أكثر كثافة في الكون خلال أي انفجار هائل للمواد النجمية.

رصد العلماء السوبرنوفا SN 2022jli للمرة الأولى في السنة الماضية، حين انفجرت في مجرة حلزونية اسمها NGC 157، على بُعد 75 مليون سنة ضوئية فقط. ونظراً إلى قلة المعلومات التي نعرفها عن هذه العملية، شعر العلماء بحماس فوري ووجّهوا التلسكوبات نحو تلك المجرة لمراقبة سطوع السوبرنوفا، والمرحلة التي تبلغ فيها ذروتها، ثم تلاشيها خلال الأيام والأسابيع والأشهر اللاحقة.

غالباً ما تكون هذه العملية سلسة وتنتج في النهاية منحنىً ضوئياً متلاشياً على شكل خط متساوٍ. لكن حصل أمر غريب جداً هذه المرة، إذ لم تتلاشَ السوبرنوفا SN 2022jli بالتساوي بعد بلوغ ذروتها، بل تغيّرت درجة سطوعها بشكلٍ دوري. أصبحت السوبرنوفا ساطعة قبل أن تخفت تدريجاً كل 12.4 يوماً على مر مئتي يوم من المراقبة.

يقول توماس مور من جامعة «كوينز» في بلفاست: «إنها المرة الأولى التي نرصد فيها تقلبات دورية متكررة على مر دورات عدة في منحنى ضوء السوبرنوفا».

اكتشف تحليل جديد الآن أن التغيرات في درجة السطوع تنجم على الأرجح عن تفاعل بين بقايا السوبرنوفا SN 2022jli والنجم المرافق لها. عندما قذفت السوبرنوفا مادتها الخارجية، ضخّت الهيدروجين في ذلك النجم.

بعد الانفجار، يوصل مدار الجسمَين بقايا النواة المتراصة إلى الغلاف الجوي المنتفخ في النجم المرافق، حيث يمتصّ كمية من الهيدروجين. وعندما يتساقط الهيدروجين في تلك البقايا، سيسخن وينتج وهجاً.

تُعتبر SN 2022jli أول سوبرنوفا تسمح لعلماء الفلك بمراقبة ظهور جسم مضغوط في الوقت الحقيقي. يأتي هذا الاكتشاف ليتوّج عقوداً من المراقبة والتحليلات والنظريات. لا مفرّ من تطوّر طريقة فهمنا الثقوب السوداء والنجوم النيوترونية بعد هذه المرحلة.

MISS 3