أحمد عياش

السنيورة يوصي ميقاتي

18 كانون الثاني 2024

02 : 00

سيذهب لبنان إلى حرب في المدى القريب إذا بقي «حزب الله» يطلق النار في الجنوب على إسرائيل. ولم يزل الكثير من الأحياء في هذا البلد الذين يحفظون عن ظهر قلب آخر حرب مماثلة نشبت عام 2006 وتسبب بها «الحزب» أيضاً.

في المقابلة التي أجرتها قناة «الحدث» قبل يوميّن مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على هامش منتدى دافوس في سويسرا، قالت المذيعة لميقاتي إنّ حكومته متهمة «بأنّها تتبنى خطاب «حزب الله» بشكل كامل، ولم تفعل مثل سابقتها في حرب 2006 حيث أبقت على التمايز عن «الحزب»، حتى يتمكن لبنان من التفاوض مع المجتمع الدولي». ومضت المذيعة قدماً في اظهار تماهي ميقاتي مع «حزب الله»، فرد قائلاً: «اذا أيّدنا «حزب الله» سنُنتقد. واذا كنا ضد «حزب الله» سننتقد»!

عملياً، هذا ما يقوم به ميقاتي منذ أن وطأت قدماه السراي للمرة الثالثة كرئيس للحكومة في 26 تموز 2021، أي منذ ما يقارب عامين ونصف العام. فهو يحرص على عدم الاعتراض على «حزب الله»، حتى ولو أخذ الأخير لبنان إلى شفير حرب منذ أكثر من 100 يوم. وهذا ما اعترف به ميقاتي عندما قال في المقابلة نفسها: «لاحظنا في الأشهر الثلاثة الماضية أنّ إسرائيل تقوم بالانتهاكات والاستفزارات على الجبهة اللبنانية». فسئل: عندما أتى الرد من لبنان على الاستفزازات الإسرائيلية، هل أتى من الحكومة اللبنانية بقرار سياسي، أم أتى من «حزب الله» لوحده؟ فأجاب: «لا، أتى من «حزب الله».

ماذا لو توجه ميقاتي إلى الرئيس فؤاد السنيورة ليسأله: ما هي نصيحتك لي على مشارف حرب، وأنت كنت على رأس حكومة عام 2006 عندما اندلعت الحرب، وكان «حزب الله» مشاركاً في تلك الحكومة، كما هو اليوم مشاركاً في حكومتي؟

من المؤكد سيجيب السنيورة بما صرّح به سابقاً: «في العاشرة من صبيحة 12 تموز 2006، كنت في القصر الجمهوري في بعبدا مجتمعاً بالرئيس إميل لحود. أثناء الاجتماع تلقى الرئيس لحود اتصالاً هاتفياً أُعلم فيه بأنّ اشتباكاً وقع بين مقاتلي «حزب الله» ودورية إسرائيلية على الحدود الجنوبية قرب بلدة عيتا الشعب، حيث أسر «الحزب» جنديين إسرائيليين. تحادثت مع الرئيس لحود في الأمر، وأبديت قلقي. شاركني الرئيس القلق، وفي حديثنا عما يجب ويمكن أن نفعله، لم يكن أيّ منا على بيّنة من حجم العملية، لأن الأخبار والمعلومات التي وصلتنا عنها، لم تكن وافية ودقيقة، بعد».

أضاف: «أنهيت اللقاء مع رئيس الجمهورية وعدت إلى السرايا الحكومي. فوراً اتصلت بالمعاون السياسي للأمين العام لـ»حزب الله»، الحاج حسين خليل، وطلبت منه أن نلتقي في السراي. ما القصة؟ أخبرْني، قلت له حين وصل، فجاوبني بأنّ «حزب الله» أعلن منذ زمن بعيد عن نيته القيام بعملية أسر جنود إسرائيليين لمبادلتهم بالأسرى اللبنانيين، واليوم سنحت له الفرصة المؤاتية، فنفذ ما كان وعد به. أبديت للحاج حسين خليل قلقي واستغرابي من أن تحدث عملية من هذا النوع والحجم وراء الخط الأزرق الحدودي بين لبنان وإسرائيل، فيما الحكومة والدولة والجيش ليست على علم بالعملية، وغائبة تماماً عما جرى، ولم تُستشر الحكومة أبداً فيه».

هناك تتمة طويلة لهذه الوقائع. فهل ستلقى نصيحة السنيورة آذاناً صاغية عند ميقاتي؟ الشكوك لا حصر لها ولا عد في ردة فعل الأخير على نصيحة سلفه.

MISS 3