رواد مسلم

القوات الجوّية الباكستانية تتفوّق على نظيرتها الإيرانية

20 كانون الثاني 2024

02 : 00

يظهر التفوّق الجوّي بشكل كبير لصالح باكستان التي تمتلك عدداً أكبر من المقاتلات

أتى ردّ الجيش الباكستاني بقصف المناطق الحدودية في إيران الخميس الماضي، في إطار الردّ بالمثل بعد يومين على الهجمات الإيرانية للمناطق الحدودية في باكستان، الأمر الذي أدّى إلى توتّر العلاقات بين الجارين اللذين تفصلهما حدود بريّة بطول 909 كلم. واقتصر نطاق هذا التوتّر على منطقة بلوشستان الممتدّة في شكل أساسي على جانبي حدود البلدين، حيث تتمركز معسكرات جماعة «جيش العدل» المناهضة للحكومة الإيرانية في الجزء الباكستاني، ومعسكرات المنظّمة الإنفصالية المسلّحة «جيش تحرير بلوشستان» المناهضة لباكستان في الجزء الإيراني.

يكتسب الموقع الجغرافي لمنطقة بلوشستان أهمية استراتيجية كبيرة، ما يُبرّر إمكانية تحوّله بشكلٍ مفاجئ إلى مسرح لصراع عسكري واسع بين الدول الحدودية بشكل مباشر، أو بدعم غير مباشر من الدول الكبرى كالصين والولايات المتحدة والهند. فهذه المنطقة تربط إيران مع أفغانستان وباكستان، وتطلّ حدودها الجنوبية على بحر العرب وخليج عمان، وتعتبر ممرّاً تجاريّاً أساسيّاً ضمن مشروع الممرّ الإقتصادي المشترك الذي يربط الصين وميناء جوادر الباكستاني المطلّ على بحر العرب، كجزء من مبادرة «الحزام والطريق» الصينية.

أي تصعيد عسكري بين الطرفين يُمكن أن يؤدّي إلى حرب مدمّرة، كون الجيشين يملكان قدرات عسكرية ضخمة، فالجيش الباكستاني تاسع أقوى جيش في العالم حسب تقييم عام 2024 لمؤشر «غلوبل فايرباور»، وفي الوقت نفسه، تحتلّ إيران المركز الرابع عشر حسب المؤشّر ذاته.

ويبلغ عدد أفراد الجيش الباكستاني حوالى مليون ومئتي ألف فرد، مقسّمين بين 654 ألف فرد في الخدمة الفعلية، و550 ألف فرد احتياطياً. أمّا من ناحية العتاد العسكري المجهّز به الجيش الباكستاني، خصوصاً عتاد القوات الجوية، فهو بمعظمه من الولايات المتحدة، فرنسا والصين، فضلاً عن امتلاكها مصانع دفاعية بمواصفات عالية.

تمتلك القوات الجوية الباكستانية 1434 طائرة بين مقاتلات، طائرات للمهمات الخاصة ومروحيات لنقل العناصر والعتاد. وتحديداً تمتلك حوالى 75 مقاتلة «أف 16» من الجيل الرابع زائد، و12 مقاتلة «جي 10» الصينية المتعدّدة المهام من الجيل الرابع، و80 مقاتلة «ميراج 3» و90 مقاتلة «ميراج 5» الفرنسية من الجيل الثالث، فضلاً عن 140 مقاتلة إعتراضية من الجيل الثالث من طراز «جي 7».

كما تمتلك القوات الجوية الباكستانية طائرات للمهمات الخاصة، مقسّمة بين 6 طائرات للإنذار المبكّر والسيطرة، 2 من طراز «ساب 2000» السويدية، و4 من طراز «واي 9 زدك 03» الصينية، و3 طائرات مخصّصة للحرب الإلكترونية من طراز «داسولت فالكون 20» الفرنسية.

أمّا في ما يخصّ المسيّرات، فباكستان تمتلك مسيّرات محلّية الصنع مثل «جاسوس 2» و»شاهبار» و»عقاب» للإستطلاع ومساندة المدفعية، ومسيّرات هجومية من طراز «شاهبار 2» و»براق»، بالإضافة إلى مسيّرات مستوردة من الصين وتركيا، مثل المسيّرة الهجومية الصينية «شي 04»، و»بيرقدار تي بي 2» التركية، والمسيّرة الهجومية الإيطالية - الباكستانية «سيليكس».

في المقابل، يبلغ حجم الجيش الإيراني 610 آلاف فرد في الخدمة الفعلية، و350 ألف فرد في الإحتياط. وتمتلك إيران ترسانة أقلّ حداثة في ما يتعلّق بالقوات الجوية، نظراً للحظر الذي فرضته الولايات المتحدة عليها. لكنّ طهران اعتمدت على روسيا والصين بشكل كبير لتحديث تلك الترسانة، كما على المصانع المحلّية لصناعة المسيّرات الإستطلاعية والهجومية.

تمتلك إيران 551 طائرة مقسّمة بين 186 مقاتلة معظمها من الولايات المتحدة من أيام حكم الشاه، و10 طائرات للمهمّات الخاصة، والباقي للنقل والتدريب، وتمتلك 19 مقاتلة متعدّدة المهام «ميغ 29» من الجيل الرابع، و24 مقاتلة «سو 24»، و17 مقاتلة اعتراضية من الجيل الثالث من طراز «جي 7»، و31 مقاتلة «أف 5» الأميركية، و63 مقاتلة اعتراضية وقاذفة «أف 4 فانتوم 2» الأميركية من الجيل الثالث، و41 مقاتلة اعتراضية «أف 14 تومكات» الأميركية من الجيل الرابع، و12 مقاتلة «ميراج أف 1» الفرنسية من الجيل الثالث.

أمّا بالنسبة إلى المسيّرات، فلدى إيران مصانع لإنتاج المسيّرات الإنتحارية من طراز «شاهد 136» و»شاهد 135» و»شاهد 238» التي تصدّرها لروسيا لاستخدامها في حرب أوكرانيا، و»ميراج 521» الصغيرة جدّاً «عراش 54» الأقوى التي يُمكنها حمل 260 كلغ من المتفجّرات، فضلاً عن صناعة عدد كبير من مسيّرات الإستطلاع والهجوم أهمّها «شاهد 149» التي يُمكنها التحليق لمدّة 35 ساعة لمسافة 2000 كلم، وحمل 13 صاروخاً أو قنبلة يصل وزن الواحدة الى 35 كلغ، و»مهاجر 10» التي يُمكنها التحليق لمدّة 24 ساعة لمسافة 1800 كلم، وحمل قنابل يصل وزنها إلى 300 كلغ.

يظهر التفوّق الجوي بشكل كبير لصالح باكستان، التي تمتلك عدداً أكبر من المقاتلات الجوية، بينها طائرات تفوق جوّي مثل «أف 16 بلوك 50 بلاس» من الجيل الرابع زائد، ولكن مشاركة الحدود بين البلدَين يُمكنه أن يفتح مجال إشراك القوات البرّية في أي صراع مسلّح بين الجيشين، لذلك سيُبحث ميزان القوّة في مجال القوات البرّية في موضوع لاحق، خصوصاً المدرّعات والمدفعية وأنظمة إطلاق الصواريخ، وفي المقابل أنظمة الدفاع الجوي المضادّ لها وللأعداد الهائلة من المسيّرات التي يملكها الطرفان.

MISS 3