انتقادات غربية حادة للصين أمام مجلس حقوق الإنسان بسبب قمع الحريات

02 : 00

ناشطون تيبتيون يتظاهرون في جنيف أمس (أ ف ب)

واجهت الصين انتقادات شديدة من الدول الغربية في شأن سجّلها الحافل في مجال حقوق الإنسان أمام مجلس حقوق الإنسان أمس، لكنّها تلقّت في المقابل دعماً قويّاً من حلفائها التقليديين.

وخضعت بكين في جنيف للمراجعة الدورية الشاملة، وهي آلية فريدة خاصة بمجلس حقوق الإنسان، تواجه بموجبها كلّ دولة من الدول الأعضاء البالغ عددها 193، انتقادات وأسئلة وملاحظات من أقرانها.

ومثّل الصين وفد كبير شدّد على أن بكين تخطو خطوات كبيرة لتحسين حياة شعبها والقضاء على الفقر وحماية حقوق الإنسان. وأكد السفير الصيني لدى الأمم المتحدة في جنيف تشن شو أن «الصين تعتبر احترام حماية الحقوق مهمّة رئيسية في حوكمة الدولة».

وبعد هذه الكلمة، أُتيحت للديبلوماسيين من كلّ أنحاء العالم الفرصة لإبداء قلقهم وطرح الأسئلة وتقديم التوصيات. وشدّد الديبلوماسيون الغربيون بشكل خاص على قمع الحرّيات المدنية وقانون الأمن القومي المُطبّق في هونغ كونغ منذ عام 2020 لقمع المعارضة.

كما أعربوا عن قلقهم إزاء القمع في شينجيانغ والجهود المبذولة لمحو الهوية الثقافية والدينية لسكان التيبت، التي تُتّهم بكين بارتكابها، فيما أكد السفير الإيرلندي نويل وايت أن بلاده «تشعر بقلق عميق إزاء القمع المستمرّ للمجتمع المدني في الصين، بما في ذلك مضايقة المدافعين عن حقوق الإنسان، والقيود المفروضة على حرّية التعبير، لا سيّما في هونغ كونغ، ومعاملة المجموعات العرقية والدينية».

وقد تمّ إيلاء اهتمام خاص للوضع في شينجيانغ، وهي منطقة في شمال غرب الصين، حيث تُتّهم بكين بالأدلّة، بسجن أكثر من مليون من الأويغور والأقليات المسلمة الأخرى.

ومنذ ذلك الحين تراكمت الأدلّة، سواء من خلال منظّمات غير حكومية أو من خلال تقرير نشرته المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في آب 2022.

ويُشير هذا التقرير الذي رفضته الصين بشكل قاطع، إلى «جرائم ضدّ الإنسانية» محتملة، لكن تحت ضغط صيني كبير، رفض أعضاء مجلس حقوق الإنسان فكرة مناقشة هذه الوثيقة. وأعرب المدافعون عن حقوق الإنسان عن أملهم في أن توفر المراجعة الدورية الشاملة فرصة لدعم نتائج التقرير، في حين دعا السفير الدنماركي ايب بيترسن بكين إلى «التنفيذ الفوري لتوصيات تقييم (مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة) في شأن شينجيانغ».

وتسجّل ما مجموعه 163 بلداً للتحدّث خلال الجلسة التي استمرّت لنصف يوم، ما ترك لكلّ متحدّث 45 ثانية فقط لتوضيح وجهة نظره. وقبل المراجعة الدورية الشاملة، تساءل أحد الديبلوماسيين الغربيين: «كيف يُمكننا تلخيص قلقنا في شأن الصين في 45 ثانية؟».

MISS 3