بلينكن يعتبر ساحل العاج "نموذج قوي" ويعلن دعماً أمريكياً بـ45 مليون دولار لغرب أفريقيا

02 : 00

وتارا مصافحاً بلينكن في أبيدجان أمس (أ ف ب)

في سياق جولته التي كان بدأها من الرأس الأخضر ويسعى خلالها إلى تعزيز العلاقات مع دول «ديموقراطية» رئيسية في أفريقيا في ظلّ التنافس المتزايد على مناطق النفوذ بين القوى العظمى، أشاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أبيدجان أمس بجهود ساحل العاج في محاربة التطرّف في مناطق شمالية محاذية لمالي وبوركينا فاسو، وموقف ساحل العاج من انقلاب النيجر العام الماضي ونهجها في «تحقيق الأمن معاً».

وفي هذا الصدد، أكد بلينكن وإلى جانبه رئيس ساحل العاج الحسن وتارا أن «اتباع ساحل العاج نهج العمل مع المجتمعات المحلّية والإصغاء إليها والتأكد من أن قواتها الأمنية تتفهم احتياجات واهتمامات المجتمعات المحلّية، يُمكن أن يكون بمثابة نموذج قوي جداً لدول أخرى»، حيث لم تشهد ساحل العاج هجوماً إرهابيّاً كبيراً على أراضيها منذ عامَين، رغم محيطها المضطرب.

ومع ذلك، وعد بلينكن بتعزيز التعاون مع ساحل العاج، مشيراً إلى تدريب قواتها الأمنية. وأعلن أن الولايات المتحدة ستُقدّم مبلغ 45 مليون دولار إضافية لدول في غرب أفريقيا في إطار خطّة لمحاربة عدم الاستقرار، ما يرفع إجمالي التمويل بموجب البرنامج الذي بدأ قبل عام إلى 300 مليون دولار تقريباً.

من جهته، عبّر وتارا عن تقديره للمساعدة الأميركية، مبدياً القلق إزاء عدد من الانقلابات في غرب أفريقيا. وأكد أنه «على غرار الولايات المتحدة، نحن ملتزمون بالديموقراطية والعدالة»، متعهداً أن تبذل حكومته «كلّ ما في وسعها لتحسين حياة الناس». وفي المحطة الثالث ضمن جولته في «القارة السمراء»، توجّه بلينكن إلى أبوجا للقاء الرئيس النيجيري بولا تينوبو الذي انتُخب العام الماضي بعد حملة تركّزت على برنامجه للإصلاح الاقتصادي. ومن غير المتوقع توجيه بلينكن إشادة مماثلة لتينوبو لنهجه في التصدّي للتطرّف، لكن الولايات المتحدة رحّبت بدعوة تينوبو لإجراء تحقيق بعدما أدّت غارة بمسيرات تابعة للجيش النيجيري إلى مقتل 85 مدنيّاً عن طريق الخطأ.

وبينما وقفت نيجيريا وساحل العاج إلى جانب الولايات المتحدة إلى حدّ كبير، وكذلك كينيا الشريك الرئيسي الآخر، رغم توتر تشهده مناطق واسعة من القارة على خلفية تركيز الغرب على تسليح أوكرانيا ودعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها مع حركة «حماس»، أتت مواقف تلك الدول على نقيض قوّة أخرى هي دولة جنوب أفريقيا التي تتّهمها الولايات المتحدة بالسماح بإرسال إمدادات أسلحة إلى روسيا والتي أزعجت واشنطن أخيراً برفعها دعوى أمام محكمة العدل الدولية تتّهم إسرائيل بالإبادة. على ضوء ذلك، لن يتوجّه بلينكن إلى جنوب أفريقيا في هذه الجولة، لكنّه سيزور أنغولا التي انتقلت من الحرب إلى الديموقراطية ولعبت دوراً محورياً في التوسّط لوضع حدّ للاضطرابات في جمهورية الكونغو المجاورة.

MISS 3