البشر في أفريقيا ينشرون الرعب أكثر من الأسود

02 : 00

تخشى معظم الحيوانات مواجهة الأسد، فهو أكبر حيوان برّي مفترس في العالم ويُفترض أن يكون الأكثر إثارة للخوف. لكن وفق أكثر من 10 آلاف سجل عن الحياة البرية في السافانا الأفريقية، يبدو أن 95% من الأجناس ترتعب من صوت وحش مختلف بالكامل: الإنسان.



في تجربة جديدة، شغّلت عالِمة البيئة ليانا زانيت وزملاؤها من جامعة «وسترن» سلسلة من الأصوات والألفاظ على مسامع حيوانات موجودة في آبار مياه، في حديقة «كروغر» الوطنية الكبرى في جنوب أفريقيا، وسجلوا ردود أفعالها.

تشمل تلك المحمية أكبر أسد في العالم، ما يعني أن الثدييات الأخرى تدرك مخاطر هذا الحيوان المفترس.

شغّل الباحثون أصوات محادثات بشرية بلغات محلية وأصوات صيادي بشر مع كلاب نابحة وطلقات نارية. حتى أنهم شغّلوا أصوات أسود وهي تتواصل في ما بينها.

بدت الثدييات التسع عشرة التي خضعت للمراقبة في هذه التجارب أكثر ميلاً إلى التخلي عن آبار المياه عند سماع أحاديث البشر مقارنةً بأصوات الأسود أو حتى أصوات الصيد. شملت تلك الثدييات حيوانات مثل وحيد القرن، والزرافة، والفهد، والضبع، والحمار الوحشي.

نادراً ما يمنعنا الخوف من هذه الكائنات من تقرير مصيرها، إذ يخوض البشر جميع أنواع التحديات منذ زمن بعيد، بدءاً من مهاجمة حيوانات الماموث الضخمة وصولاً إلى استهداف أخطر الديناصورات الحديثة. وبما أن الإنسان أصبح أخطر كائن في العالم وأكبر مؤثر على مسار التطور، يبدو أنه نجح للأسف في بث الرعب لدى جميع الكائنات الأخرى.

نظراً إلى انتشار البشر في كل مكان، يبقى الهرب منهم وضعاً مؤقتاً، ما يعني أن تلك الثدييات لن تكف عن عيش تجارب مخيفة. هذا الوضع ينعكس سلباً على عدد كبير من الأجناس المنتشرة في السافانا، علماً أن عددها بدأ يتضاءل منذ الآن، بما في ذلك الزرافات. كان بحث سابق قد ذكر أن استمرار الخوف وحده قد يُخفّض أعداد الفرائس على مر أجيال متلاحقة.

لكن قد يتمكن علماء الأحياء المتخصصون بحماية البيئة من استعمال هذه المعلومات لمساعدة الأجناس المُهددة أيضاً. من خلال تشغيل محادثات بشرية في مناطق معروفة بممارسات الصيد الجائر في جنوب أفريقيا، قد ينجحون في إبقاء وحيد القرن الأبيض الجنوبي المُهدد بالانقراض في مكان بعيد وآمن.

MISS 3