ريتا ابراهيم فريد

مبادرات تحوّل مواقع التواصل الإجتماعي الى منصّة دعم ومساعدة

3 تموز 2020

02 : 00

في ظلّ كل المصائب التي باتت تُلقى تباعاً على كاهل اللبنانيين، من أزمة الدولار الى الغلاء الهستيري في أسعار السلع الى تقنين الكهرباء الى أزمة الخبز الى ما لا نهاية من صعوبات يومية في الوضع المعيشي، أدرك البعض أن لا أمل إلا بالتضامن بين بعضنا البعض كشعب لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه. فبادر البعض الى إنشاء مجموعات على "فيسبوك" بهدف التكافل وتقديم المساعدة المادية والمعنوية. "نداء الوطن" تواصلت مع مؤسّسي عدد من هذه المجموعات، حيث شرحوا أكثر عن الأهداف، وعن أهمية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتقديم الدعم والتكافل.




مجموعة LibanTroc

هلا دحروج: فلنستخدم مواقع التواصل للتغيير الفعّال والإيجابي


تضمّ مجموعة LibanTroc أكثر من خمسين ألف مشترك على فيسبوك، وهي فسحة لتبادل الخدمات وتقديم المساعدة لكلّ من هو بحاجة. بدأت فكرة التأسيس "بعد أن أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي صلة التواصل الأهمّ، وبشكل خاص في ظلّ الوضع المأساوي الذي نعيشه، والظلم اللاحق بعدد كبير من الناس"، بحسب ما تشير مؤسسة المجموعة هلا دحروج. وتضيف أنها قرّرت إنشاء هذه المنصّة كي يصل صوت أكبر عدد ممكن من الناس من جهة، وكي يتواصل المشتركون بين بعضهم البعض من جهة أخرى.

وأضافت أنّ مواقع التواصل لعبت دوراً مهماً وإيجابياً أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة، مثلاً بعد أن انتشرت صورة لشاب مبتور القدم يقوم بتنظيف شوارع طرابلس، بادر أحد الأطباء وتبرّع بتكلفة جراحة تركيب رجل اصطناعية له. واستطردت: "فلنستخدم هذه المواقع كسلاح بين أيدينا بغية الوصول الى التغيير الفعّال والإيجابي في المجتمع". وشرحت دحروج أكثر عن هذه المجموعة وقالت: "هدفنا الأساسي هو مساعدة أكبر عدد من الناس. وهذه المساعدة ليست بالضرورة أن تكون دوماً على شكل هبات. فيمكننا مثلاً أن نشجّع سيدات المنازل عبر نشر الأطباق التي يحضّرنها في منازلهن. نحن ضدّ مبدأ التجارة وتبادل الأموال، لكن في المقابل عندما نكون أمام حالة شخص فقد وظيفته ولجأ الى الأعمال اليدوية كي يستطيع أن يؤمّن لقمة عيشه، لا يمكن إلا أن نشجّعه وندعمه. لكننا في الوقت نفسه نحاول أن نشجّعهم على مبدأ المقايضة بدلاً من التعامل بالنقود، ونحاول الحدّ من الطلبات التي تطلب المال إلا في الحالات المستعصية. اليوم تطوّر فريق عملنا وبتنا قادرين على الحدّ من كل أنواع الغش والتأكّد من كل منشور قبل نشره للمحافظة على الشفافية المطلقة".


ولفتت هلا الى أنّهم يومياً يساعدون تقريباً أكثر من عشرين حالة. والحالات التي تؤثر فيها أكثر من غيرها هم الأشخاص المسنّون أو الذين انقلبت حياتهم بشكل مفاجئ وأصبحوا فقراء، بعد أن كانوا يشكّلون الطبقة المتوسطة من المجتمع، لكنّهم تعرضوا الى ظلم كبير في الفترة الأخيرة. ورأت أنّ هؤلاء هم الأكثر عرضة للإقدام على الانتحار بسبب تغيّر وضعهم المستجدّ، وبالتالي المجموعة تساعد أيضاً على متابعتهم مع اختصاصيين نفسيين. كما أنّ بعض الأشخاص الذين يتلقون مساعدة، يبادرون فوراً كي يساعدوا بدورهم، "كمن يقول لنا أنه سيقدم نصف راتبه لمساعدة آخرين، أو الأشخاص الذي فور أن يتلقوا المساعدة الغذائية يقدّمون لنا ملابس أولادهم التي أصبحت صغيرة لنقدّمها بدورنا للمحتاجين". وشدّدت دحروج على ضرورة استخدام "هذه الأداة المجانية التي بين أيدينا بطريقة تراعي مشاعر وكرامة الأشخاص، فنبتعد عن نشر صور الوجوه، ونتأكد من كل المعلومات المتعلقة بهم لتكون المساعدة دقيقة". 









مجموعة Barter Lebanon… Let’s help

ريشار زغيب: الحلّ الوحيد أن نتعاون بين بعضنا


 بدوره، أطلق ريشار زغيب منذ فترة أيضاً مجموعةBarter Lebanon… Lets help، بهدف تقديم المساعدة في ظلّ الظروف الصعبة التي نمرّ بها في لبنان. يستطيع المنضمّون الى هذه المجموعة أن يقوموا بعرض وبيع وشراء وتبادل الخدمات أو السلع، كما يمكنهم المساعدة عبر وهب أغراض أو خدمات مجانية، إضافة الى عرض وظائف أو طلبات عمل. وأشار زغيب الى أنّ الموضوع ليس جديداً، حيث أنّه منذ أكثر من خمس سنوات كان ناشطاً في مجموعات عدّة أنشأها للبيع والشراء والمقايضة، وقام بتبديل اسم أحدها حديثاً. وأضاف أنّ المجموعة تلاقي تفاعلاً كبيراً، وأوضح: «مثلاً قمتُ بكتابة منشور عن حاجة مريض لأدوية معينة، وعلى الفور بادر عدد كبير من الأشخاص الى الاتصال بي من أجل تقديم المساعدة. وبالفعل استطعنا خلال فترة قصيرة أن نساعد عدداً لا بأس به من الحالات. وهذا هو هدفنا البعيد كل البعد عن التجارة، كما أننا لا نضع شروطاً على أي منشور، ولا نتعاطى باستنسابية مع أي حالة». وتابع ريشار: «اليوم في ظلّ الظروف التي نمرّ بها، وجدتُ أنّ الناس بحاجة الى أن تبيع وتسوّق لمنتجاتها حتى لو كان ذلك بأسعار متدنية. كما أنّ هناك ضرورة كي نتساعد جميعنا، وبالتالي تكون هذه المجموعات على الفيسبوك صلة وصل لتسهيل هذه الأمور». زغيب يرى أن مواقع التواصل الإجتماعي هي سيف ذو حدّين، فالبعض يستغلّها لنشر الأحقاد والتحريض وبثّ الإشاعات، في مقابل البعض الآخر الذي يستخدم هذه المواقع بالطريقة الصحيحة لمساعدة أكبر عدد ممكن من الناس. وأضاف: «نحن مقتنعون اليوم أننا نعيش في بلد من دون دولة، وأنّ الأخيرة لن تساعدنا بأيّ شيء، إنما على العكس، الدولة تسرقنا ولا تهتمّ لمصيرنا. والحلّ الوحيد أن نتعاون بين بعضنا». 










مجموعة «مساحة حب ودعم للنساء»


فرح أبي مرشد: مساحة نسوية للتعبير بحرّية وجرأة


طاقة إيجابية غريبة تتسلّل الى كيان معظم الشابات فور انضمامهنّ الى هذه المجموعة. «مساحة حب ودعم للنساء»، كما يدلّ اسمها هي فسحة تستطيع المشتركات فيها أن يعبّرن بكلّ حرية وجرأة عن أي شيء يرغبن بمشاركته، حيث سيلاقين إثره دعماً كبيراً. هذه المجموعة تضمّ اليوم أكثر من ستة آلاف شابة، ويقتصر الانضمام إليها على النساء فقط. في هذا الإطار تشير مؤسسة المجموعة فرح أبي مرشد ملاعب الى أنّ هناك مجموعات كثيرة تهتمّ بشؤون النساء على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن محتوى القسم الأكبر منها مهين لهنّ، وقد يكون بمعظم الأحيان محتوى جنسي غير لائق أو يحمل وصمة جنسية مهينة للعاملات الأجنبيات وغيره. ومن هُنا فالمحتوى الذي تقدّمه هذه المجموعة هو نقطة التميّز الأكبر لها، فهو محتوى نسوي متعاطف مع النساء، يبدي كل احترام وتقدير لهنّ وللتجارب التي مررن بها. المحتوى أيضاً يطال النساء البعيدات عن الحيّز العام وغير القادرات على الوصول الى الخدمات وغير الناشطات على الأرض. فأنا أؤمن أن كل إمرأة تمتلك طاقة رهيبة في مجتمعها». وأوضحت: «وجدنا أنه لا بدّ من خلق مساحة للنساء بمحتوى ذي قيمة، والأهمّ ألا يكون هذا المحتوى نسوي راديكالي، إنما يكون مرتكزاً على الحب والدعم المعنوي الذي نفتقده في مجتمعنا الذكوري». وتابعت: «أعتقد أن «مساحة حبّ» هو إطار يسعى لأن يخلق دوراً جميلاً وفعّالاً للنساء، ومن هنا، فالمحتوى الذي نقدّمه مدروس، وممنوع فيه أن يتمّ نشر أي منشور مهين للنساء. فعندما نتحدّث عن معاناتنا ونكتشف أننا جميعنا نعاني من فكر أبوي واحد، سواء الأبوي الديني أو الإجتماعي أو العائلي أو التربوي، فهذا الأمر يرفع من نسبة التعاطف بين بعضنا البعض».

وعن الحلول للمشاكل التي يتمّ عرضها، قالت فرح: «نحاول أن نحيل الحالات الى الجهات التي يمكن أن تقدّم المساعدة، أو التعاون مع اختصاصية نفسية من أجل الدعم النفسي الإجتماعي، كما أننا نتعاون مع «جمعية كفى» التي أبدت مديرتها اندفاعاً وتعاوناً كبيرين».











MISS 3