رواد مسلم

الأسلحة الأميركية الجديدة تُجهّز إسرائيل لحرب إقليمية

27 كانون الثاني 2024

02 : 01

مقاتلة «أف 35» في إحدى القواعد الجوّية الإسرائيلية (أرشيف)

تواصل الولايات المتحدة تزويد الجيش الإسرائيلي بمختلف أشكال الدعم العسكري والاستخباراتي لتمكينه من تحقيق هدفه المُعلن بالقضاء على حركة «حماس»، ردّاً على عملية «طوفان الأقصى»، كما لزيادة قدراته الدفاعية والهجومية التي تمكّنه من ردع أي خطرٍ على حدوده الشمالية خصوصاً، حيث تتّجه إهتمامات القيادة العسكرية الإسرائيلية، وإمكانية تدهور الوضع الأمني في المنطقة إلى حربٍ إقليمية.

فقد كشفت القناة 12 الإسرائيلية ووسائل إعلام أميركية، أنّ شحنة أسلحة وذخائر بكمية ضخمة ونوعية جديدة ستصل إلى إسرائيل في الأيام المقبلة بموجب صفقة إستثنائية تمّ التوقيع عليها مع الولايات المتحدّة، وتهدف إلى دعم الجيش الإسرائيلي في خضم الوضع المتوتّر في المنطقة. وأضافت القناة أنّ إسرائيل حدّدت أولوياتها من الصفقة، لتشمل 25 مقاتلة من طراز «أف 35» و25 مقاتلة من طراز «أف 15 آي أي» و12 طوافة هجومية من طراز «أي اتش 64 أباتشي»، تتناسب مع تطوّرات حرب غزة وإحتمال تدهور الأمور إلى حرب متعدّدة الجبهات.

تمتلك إسرائيل 39 مقاتلة «أف 35 لايتنينغ 2» أو «أدير»، حسب النسخة الإسرائيلية، ولا يمكن اعتبار الطلب الجديد المدرج في الصفقة إلّا تسريع وصول المقاتلات المتبقية من صفقة وقّعت في 2020، والتي كان من المتوقع وصولها في 2028. وكانت تضمّ أيضاً 25 مقاتلة «أف 15 آي أي» (حسب التسمية الإسرائيلية) أو «أف 15 أي أكس» الأميركية من شركة «بوينغ»، والتي ستجعل إسرائيل أوّل دولة خارج الولايات المتحدة تحصل عليها، علماً أنّ إسرائيل تمتلك سرباً كاملاً من 25 مقاتلة «أف 15 أي» الأميركية أو «رام»، حسب التسمية الإسرائيلية، التي تريد إسرائيل تطويرها في المستقبل لتصبح «أف 15 آي أي» المتطوّرة.

تعتبر مواصفات «أف 15 آي أي» من الأفضل بين المقاتلات المدمّرة التي لا تعتبر «شبح» («أف 35»)، وذلك بسبب سرعة المناورة التي اكتسبتها بفضل خفّة وزنها نسبة لقوّة الدفع التي يعطيها المحركان النفاثان، وهي مقاتلة تُسمّى بـ»الشاحنة» أي أنّها تحمل أسلحة متنوعة وعديدة يصل وزنها إلى 13400 كلغ (10400 كلغ للمقاتلة «أف 15 أي»)، وذلك من خلال قدرتها على حمل 23 قنبلة موجّهة، و12 صاروخ جو - أرض («أي جي أم 158» ذات الوزن 450 كلغ) أو جو - جو من أنواع مختلفة، أو مختلطة، فضلاً عن قدرة عالية على الحرب الإلكترونية، والتحليق لمدى بعيد يصل إلى 3900 كلم بسرعة تفوق سرعة الصوت (1.2 ماخ).

إتخاذ سلاح الجو الإسرائيلي قراراً بتسريع الحصول على المقاتلات «أف 35» و»أف 15 آي أي»، مبنيّ على افتراض أنّه في السيناريوات القتالية المستقبلية ستتمّ حماية الأهداف بواسطة أنظمة دفاع جوي متقدّمة يُمكن أن تكون «أس 400» أو «أس 300» الروسية التي ستُعطيها موسكو لطهران في حال أي هجوم محتمل على مصالحها في المنطقة، وسيتطلّب ذلك موجة أولى من طائرات «أف 35» التي تُسمّى بـ»الشبح» لتحييد أنظمة الدفاع الجوي، ثمّ تتبعها مقاتلات «أف 15 آي أي» التي لا تستطيع الدخول في مناطق مراقبة بأنظمة دفاع جوي، لكنّها محمّلة بالقنابل الموجّهة الثقيلة.

نوعية الأسلحة المرتقب وصولها إلى إسرائيل لن تُستخدم في غزة، فالحرب هناك أصبحت حرب الأنفاق والمدن، حيث لا يُعتمد على سلاح الجوّ بشكل أساسي بل على المشاة والقوات الخاصة والاستخبارات، بل هذه الأسلحة مناسبة لحرب ضدّ أهداف مهمّة بعيدة أو ضدّ «حزب الله» مثلاً، حيث يُمكن استخدام المقاتلات بشكل ثنائي كما أشرنا سابقاً لضرب معامل الصواريخ أو منصّات إطلاق المسيّرات أو المخازن ومراكز القيادة. أمّا الطوافة الهجومية «أباتشي» فستُستخدم للدعم الجوي القريب في حال التوغّل البرّي.

على الرغم من تاريخ الطلب الإسرائيلي القديم للأسلحة النوعية، إلّا أنّ تسريع وصولها يُمكن أن يُشكّل خطراً جدّياً على لبنان، وذلك لأنّ حقيقة نوايا إسرائيل هي أن تكون صاحبة الطلقة الأولى في الحرب ضدّ «حزب الله»، أو أن تكون ضمن الحرب النفسية التي يتقنها الإسرائيليون وموجّهة إلى إيران في المقام الأوّل، كون قدرة المقاتلات الجديدة تفوق قدرة أنظمة الدفاع الجوي الإيراني أو الروسي.

أمّا بالنسبة إلى الدعم الأميركي، فبالرغم من تشنّج العلاقات الإسرائيلية - الأميركية في الفترة الأخيرة، يبدو أنّ الدعم ما زال مستمرّاً، فقد تسلّمت إسرائيل منذ إندلاع الحرب أكثر من 10 آلاف طن من المركبات المدرّعة، والأسلحة، والقنابل الموجّهة، والمعدّات الطبّية، والذخائر المدفعية، ضمن «جسر جوي» أميركي مؤلّف من 250 طائرة شحن عسكرية، فضلاً عن «جسر بحري» مؤلّف من 20 سفينة، لدعم الخطط الهجومية الإسرائيلية، ونوعية الأسلحة الجديدة تبيّن أن الخطر في المنطقة جدّي، وأنّ الولايات المتحدة ستكون الضامن لوجود إسرائيل.

MISS 3