روي أبو زيد

Cache Cache... رحلة البحث عن الدولار المفقود

4 تموز 2020

02 : 00

فرقة Police Voleur (بوليس- حرامي) هي فرقة موسيقية تطرح في أغنياتها مواضيع شبابية قد تكون شائكة في بعض الأحيان. لكنّ عرض فكرة العمل يتمّ بطريقة مرحة تزرع الأمل بدل الألم وتُنسي المشاهد ولو في دقائق قليلة الواقع المتردّي الذي يعيشه أخيراً. وأطلقت الفرقة أخيراً أغنية "Cache Cache" التي يطرح فيديو كليبها الأوضاع الراهنة بطريقة سوريالية "مهضومة" إذ نرى اتّصالاً بين مؤسّسي الفرقة الغنائية سكارليت سعد وكريستيان أبو عنّي و"الدولار" الذي يبحثان عنه، فهل سيجدانه؟

"نداء الوطن" التقت أبو عنّي وسعد وكان هذا الحوار المشوّق:

"ذكريات الطفولة التي تكتسبها في لبنان ستؤثّر عليك كفنان. فلعبة Police Voleur (بوليس- حرامي) مثلاً، ليست إلّا مثالاً عن ذكريات رسمناها ونحن نلعب هذه اللعبة البسيطة. من هنا انبثقت فكرة فرقتنا Police Voleur". هذا ما أكده سعد وأبو عنّي. وأضافا في حديث لـ"نداء الوطن" الى أنّ "روح الطفولة تترسّخ في موسيقى الفرقة"، موضحين أنها "بوب بديل مستوحى من الموسيقى الغربية مع كلمات لبنانية".

واشارا الى أنه "ثمّة مفارقة تجدر الإضاءة عليها هنا، وهي التعامل مع الموسيقى بجدية لكن من دون الإفراط في أخذها على محمل الجد. الأغاني بحدّ ذاتها جديّة، تحمل في سياقها عواطف نقية مرتبطة بالإنكار والألم والحب وغيرها. رغم ذلك هناك نهج جامع لا تتخلى عنه الفرقة وهو الحفاظ على الطفل داخلها، ما يضمن بالتالي عامل "المرح" في الموسيقى".

وأطلق سعد وأبو عنّي أخيراً أغنية "Cache Cache" أو (غمّيضة)، وتتناول بطيّاتها الأزمة الإقتصادية التي نعيشها في لبنان.

ولفتا الى أنّ "Cache Cache" هي الأغنية الرئيسة في الألبوم، كاشفين أنها "مرحة الإيقاع وواقعية في المضمون أيضاً".

وأكدت لنا سعد أنّ "الأغنية كُتبت قبل الأزمة الاقتصادية وكان الهدف الأساسي منها هو تسليط الضوء على حياة الـCOUPLE والمشاكل التي يعانيان منها خلال خوضهما غمار العلاقة".





وأضافت أنّ "قصة الأغنية مختلفة بطبيعة الحال، خصوصاً وأنّها كُتبت على قاعدة سؤال "هل كلّ شيء على ما يرام؟"، موضحة أنّ "كل ثنائي يعيش حالة مماثلة. إذ تتأزم الأمور بين الطرفين من دون أن يتفوّه أحدهما بكلمة خشية التطرّق إلى ما يعرف بالـ"فيل في الغرفة". وأردفت سعد: "بين حين وآخر يشعر المستمع بأنه معني بالسؤال فلا ينحصر الحوار بين الطرفين. في هذه الحالات، يقولان إنّه لا يوجد أي مشكلة، ويحاولان بالتالي أن يقنعا بعضهما البعض بأن كل شيء على ما يرام".

وتشدّد سعد على أنّنا "نفّذنا الكليب بمساعدة أصدقائنا وأمضينا ليالي طويلة بالسهر ليولد العمل بهذا المستوى". وتضيف قائلة: "الفيديو ممتع ويحتوي على مشاهد تعكس تناقضاً صارخاً بين موضوع الأغنية التشاؤمي نوعا ماً، وسحر التقديم. لماذا؟ لأن هذه هي روحية فرقة Police Voleur: فرقة تناقضات".

من جهته، اعتبر أبو عنّي أنّ "نمط الأغنية السمعي متفائل نسبياً، خصوصاً بفضل إضافة إيقاع من الهيب-هوب وخلفية صوتية من البوب ما يزيد الموسيقى غنىً ويضفي جاذبية على اللحن". وأضاف: "هذه الأغنية تلخّص نهج فرقتنا في ابتكار أغنية بوب جيّدة".





وأشار أبو عنّي الى أنّ "الفيديو الموسيقي هو لعب على الكلام والصور والمشهديات الملصقة والتي تعكس الأوضاع المترديّة التي نعيشها أخيراً، على الصعيدين الصحّي بسبب فيروس "كورونا" والاقتصادي في ظلّ ما يشهده لبنان أخيراً". وأردف: "يحتوي الفيديو المصوّر أيضاً على ورقة نقدية نرى فيها وجه بنجامين فرانكلين يغني، ما يضفي بُعداً جديداً على العمل يتمثّل بالبحث المستمر عن المال الضائع".

وختم قائلاً: "هذا اللعب على الكلام يتناسب تماماً مع الوضع الراهن، وما كان ليعطي هذا التأثير لو تمّ اطلاقه العام الماضي، نظراً إلى أزمتنا الاقتصادية. هناك سخرية من خلال استخدام الدولار، كوننا حالياً في لعبة غميضة حقيقية بحثاً عن الدولار المفقود".