أحمد الأيوبي

المشاركة اللبنانية في مؤتمر "إتحاد العلماء المسلمين"

29 كانون الثاني 2024

02 : 00

الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مؤسسة إسلامية شعبية تضمّ أعضاء من بلدان العالم الإسلامي ومن الأقليات والمجموعات الإسلامية خارجه، وهي مستقلّة عن الدول، ولها شخصية قانونية وذمّة مالية خاصة. تأسّس في العام 2004 بمبادرة من العلّامة الراحل الشيخ يوسف القرضاوي بالتعاون مع الأمين العام الأسبق لـ»الجماعة الإسلامية» في لبنان الشيخ الراحل فيصل مولوي ونخبة من علماء العالم العربي والإسلامي والمغتربات، وقد احتضنت قطر مقرّه الرئيس ثم تتالت الفروع في تركيا وفي أكثر من 40 دولة لكنّ حضوره تأثّر بالثورات المضادة للربيع العربي كما حصل في مصر وتونس على سبيل المثال.

بين السادس والحادي عشر من شهر كانون الثاني 2024 عقدت الجمعية العامة للاتحاد دورتها السادسة في مقرّه في قطر حيث جرت انتخابات الرئاسة ومجلس الأمناء فحظي الشيخ علي القرداغي بإجماع أعضاء مجلس الأمناء بـ95% من الأصوات مع نوّابه الذين توزّعوا على إندونيسيا وسلطنة عمان وتركيا وموريتانيا والسودان وهم يشكّلون المكتب الرئاسي في الاتحاد. أمّا مجلس الأمناء المؤلّف من 31 عضواً فانتخبوا الدكتور علي الصلّابي (المؤرّخ الليبي)، ومن لبنان فاز الشيخ أحمد العمري بعضوية الأمانة العامة ورئاسة لجنة القدس وفلسطين بألف صوت من أصل ثلاثة آلاف هم أعضاء الجمعية العامة الذين شاركوا في العملية الانتخابية.

«نداء الوطن» حاورت الشيخ العمري الذي بدأ حديثه بتأكيده حرص الاتحاد على ألا يأخذ لوناً حزبياً أو فكرياً معيناً بل يريد أن ينضوي فيه علماء رسميون ورؤساء جمعيات ومفكّرون، ويؤكّد «على الصلح والمصالحة بين الحُكّام والعلماء والشعوب لتحصين الدول العربية والإسلامية وتفعيل دورها، ونقدِّم كامل النصح للحكّام أن يتصالحوا مع علمائهم وشعوبهم وننادي بالإفراج عن العلماء والدعاة المعتقلين، ونعتقد أنّ دور الاتحاد يتكامل مع المؤسسات الرسمية الدينية في دولنا العربية والإسلامية حيث نسعى لإبعادها عن كلّ أجواء التشاحن التي تعصف بها».

يشير العمري إلى دور الاتحاد في العمل الدعوي في دول أفريقيا وفي صياغة التفاهمات والإصلاح مع حركة طالبان في أفغانستان التي زارتها قيادته وكانت موضوع ترحيب على مستوى الإمارة والدولة.

يؤكّد العمري أنّ الأولوية للقيادة الجديدة للاتحاد هي مواصلة مواجهة موجات التطرّف والفِرَق التي شوّهت صورة الإسلام من خلال جهوده الدعوية وبإصدار «لجنة الثوابت الفكرية» موسوعة متخصِّصة. وأضاف العمري: «في رأس أولويات الاتحاد أيضاً قضية فلسطين وما يحصل في غزة، لذلك شكّل لها لجنة طوارئ من مكتب الرئاسة ومكتب الأمانة لاستنهاض الساحة من أجل فلسطين وطرحت قيام وفد علمائي كبير بالقدوم إلى معبر رفح لتأكيد التضامن مع أهل غزة وتسهيل المرونة السياسية لمساعدتهم، ومن أولوياتنا كذلك الدفاع عن الفطرة في وجه موجات الشذوذ والدفاع عن الدين في مواجهة الإساءات التي يتعرّض لها وسبل الحفاظ على الأسرة».

كان الحضور اللبناني هو الأكبر بين الوفود المشارِكة وبلغ عدد العلماء اللبنانيين المشاركين في الدورة السادسة 40 عالماً استوفَوا شروط الانتخاب وقد أجمعوا على ترشيح الشيخ أحمد العمري الذي نال ألف صوت من الهيئة العامة وفاز بعضوية مجلس الأمناء ورئاسة لجنة القدس وفلسطين.

وأعلن الشيخ العمري أنّه «سيكون هناك فرعٌ جديد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في لبنان وأنّ الاتحاد يدرك قيمة التنوّع الديني في بلدنا ولذلك زار الدكتور القرداغي لبنان السنة الماضية مرتين وجال على الكثير من المؤسسات التربوية والفكرية»، كاشفاً عن زيارة مقرّرة للقرداغي إلى لبنان خلال الأشهر الثلاثة المقبلة سيجول فيها على المؤسسات وسيلتقي فاعليات رسمية للمساهمة في تفعيل دور الاتحاد في لبنان.

عن الواقع اللبناني يقول العمري إنّ «الاتحاد يدرك وجود حالةٍ من التغوّل لدى بعض الأطراف اللبنانية وحالة الإقصاء والتهميش التي تتعرّض لها الساحة السنية، لكنّه عبر العلماء اللبنانيين يبعث برسائل تؤكّد عدم القبول باستمرار التهميش والتغوّل في لبنان كما حصل في سوريا والعراق واليمن وكما يحصل من تهديد لدول الخليج، وهو لا يقف مكتوف الأيدي أمام هذه المخاطر، ولذلك، بعث برسائل قاسية جداً لمن كانوا يرفعون شعار الوحدة الإسلامية بأنّ هذا السلوك مرفوض وإقصاء أهل السنة لا يمكن أن يتوافق مع الذي يزعم حمل شعار الوحدة الإسلامية».

وبسبب موقف الاتحاد من حقوق أهل السنة، فإنّ «حزب الله» ذهب لإنشاء ما يسمّى «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة» فانفصل المشايخ المحسوبون عليه عن الاتحاد بعد أن كانوا موجودين فيه بعد أن كان يعتبر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مرجعية جامعة، «ومع ذلك يقول العمري: «نحن نفتح قلوبنا وأبوابنا للتفاهمات عندما يكون هناك مسار يخدم القدس والأقصى ولكن ليس على حساب أهل السنة في لبنان والمنطقة فلا يمكن أن يكون هناك تفاهم إلا بعد أن يأخذ كلُّ ذي حقٍّ حقّه في هذا الأمر».

MISS 3