حبشي: أصبح لبنان جزءاً من سياسة كبرى يُديرها "حزب الله"

15 : 36

إعتبر عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب انطوان حبشي انه "قبل العام 2005 لم يكن هناك انخراط فعلي لـ"حزب الله" في العمل السياسيّ اللبنانيّ بالمعنى الفعليّ، لكن بعد العام 2005، إنخرط على المستوى التنفيذيّ وأصبحت الدولة بالنسبة له جزءاً من الضرورة للعمل السياسي. لكن هذا الانخراط لم يحدث وفق قواعد الحياة السياسية اللبنانية والنظام الديمقراطي، انما حدث وفق حاجة "حزب الله"، ما يعني أنّه بالصورة يقترب من "اللبننة" ولكن بالعمق لا يزال يحمل مشروعه السياسي نفسه".


وقال في حديثٍ تلفزيونيّ: "إن ركائز هذا الانخراط ظهرت أولاً، من خلال بقاء السلاح في يده خارج إطار شرعيّة الدولة. وثانياً، عبر إقامة اقتصاد موازٍ يكمل بتمويل "حزب الله" في المكان الذي لا يستطيع الاستفادة منه من الدولة. وكأن لديه فيدرالية خاصة به، وبالتالي تحولت الدولة الى حاجة لتكون قناعاً له، حيث لا يُمكنه أن يظهر بشكل مباشر، واكبر دليل على ذلك موضوع الترسيم البحري وما يحصل أخيراً في الجنوب".


ولفت إلى أنّ "الكاتب ولي نصر المتخصص في المجال الشيعي واحد من أهمّ الاكاديميين السياسيين في هذا المجال، يقول في كتابه "الصحوة الشيعية" إنّ الثورة الاسلامية في ايران لم تكن لتنجح لولا جناحان، الحرس الثوري في ايران، و"حزب الله" في لبنان، اذاً هما جسم واحد بالمعنى الإيديولوجي، وبالتالي، لبنان يُشكّل بالنسبة له جزءاً من مسرح كبير يوظفه في خدمة هذا المسرح ويتصرف انطلاقاً من هذا الواقع. من هذا المنطلق، لم يعُد لبنان وطناً نهائياً تديره السياسة اللبنانية، بل أصبح جزءاً من سياسة كبرى يديرها "حزب الله".


وقال: "من يتابع المسار منذ العام 2005 لغاية اليوم يظهر له قضم "حزب الله" للدولة اللبنانية، فأي أحد في لبنان يريد اليوم السيادة، ويطالب بتطبيق القرارات الدولية يتحول تلقائياً في سرديات "حزب الله" الى خائن وصهيوني. لذا، بوجود هذا السلاح الذي يستعمل بشكل مباشر في الداخل فإنه حتى الانتخابات تعتبر غير ديمقراطية، لأنه لولا وجوده لكان الشعب اللبناني انتخب اليوم رئيساً للجمهورية".

MISS 3