شربل داغر

الصورة... ذلك الناقص

6 تموز 2020

02 : 00

لو أنتقل إلى المعاجم العربية القديمة، لما وجدت الكثير من مشتقات الجذر: ص و ر.

لو أنتقل إلى الكتابات المعاصرة، لوجدت اشتقاقات مزيدة له...

مع ذلك تعاني الصورة، لفظاً وتداولاً، مشاكل جمة. لو أفحص ما تعنيه "ثقافة الصورة" في ثقافة العالم، اليوم، لوجدت أن قسماً منها لا يسود في الثقافة العربية، وفي حياة مجتمعاتها.

عددٌ من فنون التصوير وأساليبه ممنوع، محرّم، أو غير مستساغ، مثل: فن "الموديل العاري"، أو تمارينه الاكاديمية، أو فن النحت، حتى إن البعض - إن سمحَ به - أطلقَ عليه تسمية "أشكال جمالية". او مثل غيرها مما له علاقة بـ"التجسيم".

ولو أنتقل إلى فن التصوير السينمائي، لوجدت ان ما كانت تسمح به السينما طوال عقود وعقود ما عادت تسمح بتصويره، بل تقوم بحذف مشاهد من أفلام سابقة...

ولو أنتقل إلى بناء الفيلم السينمائي، سألقى ان الصورة لا تبني مشاهد الفيلم وانتقالاته، بل تتحكم بالصورة الحكايةُ وثقافةُ السمع، لا البصر...

هذا يعني أن "ثقافة الصورة" ضعيفة الارتكاز، مكروهة في جانب منها، وخاضعة لرقابات متعددة ومتشددة.

عدد من الفقهاء ومؤرخي الفن درسوا مسألة الصورة، ولم يجدوا نهياً صريحاً لها في القرآن. أما ما قيل في بعض الأحاديث النبوية فيها، فيعني، في صحيح الأحاديث منها، محاربة الثقافة الوثنية، ليس إلا، لا محاربة الفن في حد ذاته.

هذا النقص المتمادي في ثقافة الصورة، ونبذها، يجعلان عالمنا العربي بمنأى عما يعايشه العالم، وعما تمثله الصورة من قيم وفق معان متعددة.

ألا يزال تفسيرٌ فاسدٌ يتحكم بهذه المسألة؟ أم أن ضعف شرعية الحكومات هو الذي يفسر ديمومة مثل هذه الأحكام، المتروكة لذوي العنف الشديد والثقافة الضحلة؟

ألا يكون شيوع الحجاب بدوره وجها آخر للمسألة عينها؟


MISS 3