حتّي إلى روما... دعوة أم استِدعاء؟

01 : 45

يُفترض بحتّي أن يكون أعدّ كلّ الإجابات عن أسئلة ساندري

كان لافتاً الخبر الذي وزّعته وزارة الخارجية والمغتربين، عن مغادرة وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي بيروت مُتجهاً الى روما، في زيارة يلتقي خلالها اليوم عدداً من المسؤولين، على رأسهم وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، ووزير الدفاع لورنزو غوريني.

واللافت ايضاً، إضافة الى لقاءات مع السفراء العرب المُعتمدين في روما ورئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية IFAD جيلبير أنغبو، وعدد من الشخصيات السياسية والديبلوماسية الإيطالية، المدعوين الى العشاء الذي تُقيمه سفيرة لبنان في روما ميرا ضاهر على شرف الوزير حتي، أنه وجد مُتّسعاً من الترف لإقامة حفل عشاء في بلد ينحدر سريعاً نحو الجوع والفقر المُدقع، ويُعاني أزمة اقتصادية ومالية ونقدية خطيرة جداً، اذ كان من أبسط البديهيات عدم تضمين الخبر هكذا اشارة تُظهر عدم التحسّس بالمسؤولية.

اما الثلثاء، فيجتمع حتّي مع كل من وزير خارجية الفاتيكان رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر، ورئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ساندري.

وفي الفقرة الأخيرة من الخبر، تكمن القطبة المخفية التي يبدو ان الخارجية اللبنانية تجهد في إخفائها، وعدم تسرّبها الى الإعلام.

ففي معلومات خاصة لـ"نداء الوطن" من مصدر ديبلوماسي اوروبي كشف عن ان "دوائر الفاتيكان هي التي أرسلت بطلب حضور وزير الخارجية اللبناني، مُتخطّية السفير اللبناني لدى حاضرة الفاتيكان فريد الخازن، الغائب عن أي حركة ديبلوماسية منذ تعيينه في هذا الموقع الديبلوماسي الحسّاس والمهمّ جداً للبنان، بالرغم من أنّ المخاطر التي تتهدّد لبنان كبيرة جداً، والفاتيكان هو السند الدائم لبلد "الدور والرسالة" في تجاوز الصِعاب والمخاطر. وبالتالي، فإن طريقة دعوة وزير الخارجية عبر تجاوز السفير في الفاتيكان أتت وكأنها استدعاء، وهذا غريب في التعاطي الديبلوماسي".

ويقول المصدر انه "مع وجود سفير لأي دولة لدى حاضرة الفاتيكان، فإنّه من النادر دعوة وزير خارجية البلد للحضور، وبذلك تكون حاضرة الفاتيكان قفزت فوق السفير كلياً، من دون أي اعتبار له من جهة، ومن جهة أخرى، فإنّ وزير الخارجية اللبناني سيلتقي نظيره في الفاتيكان وليس أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، وهذا الأمر بالعُرف الديبلوماسي غير لائق، لأنّه عادة، من هو في مستوى وزير وما فوق، يلتقي أمين سرّ الدولة بحضور نظيره، وكون تعاطي وزير الخارجية في الفاتيكان بوجود أمين سرّ الدولة يكون تعاطياً إدارياً مع البعثات الديبلوماسية، بينما كلّ ما يتعلّق بالسياسات الخارجية، وكلّ التفاصيل، هي بيد أمين سر الدولة".

وأوضح المصدر أنّ "المُلفت تحديد موعد للوزير حتي مع رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ساندري، الذي يعرف لبنان جيداً جداً، ويعلم كلّ نقاط الضعف والوهن والمصائب التي يُعاني منها، سواء في الكنيسة او في السياسة، وهو على مُتابعة دقيقة للوضع اللبناني الروحي والزمني، وبالتالي فإنّه يُفترض بالوزير حتي أن يكون قد حضّر فرضه جيداً، وأعدّ كلّ الاجابات على الأسئلة والإستفسارات التي سيوجّهها اليه الكاردينال ساندري".


MISS 3