جورج الهاني

إعادة توزيع مناصب أو إنقلاب؟

10 تموز 2020

01 : 30

كما يبدو، فإنّ الصحافة الرياضية في لبنان ستظلّ تدفع ثمن التخبّط والعشوائية اللذين يسودان عمل القيّمين عليها، والذين يغلّبون دائماً مصالحهم الخاصّة على مصالح الصحافيين والإعلاميين الرياضيين الذين يجدون أنفسهم في كلّ مرة من دون سقفٍ يأويهم أو سندٍ يتكئون عليه.

بالأمس، "وعلى غفلة"، إنقلبَ فريقٌ على آخر داخل اللجنة الإدارية لجمعية الإعلاميين الرياضيين تحت ما سُمّي "إعادة توزيع المناصب"، بينما العملية في الواقع جاءت تصفية لحسابات شخصية إثر خلافات نشبت منذ أكثر من عام في مؤتمرٍ رياضيّ مهمّ خارج لبنان، فانقسم الوفد اللبناني فجأة الى قسمَين أمام أعين المؤتمرين وشاشات التلفزة، فكانت "جرصة" ما بعدها "جرصة" على رغم أنّ رئيس الجمعية حاول وقتها تدارك "البهدلة" قدر الإمكان، لكن بعد فوات الأوان.

للأسف، لم تنجحْ أية جمعيّة تُعنى بالإعلام الرياضي، لا في الماضي ولا في الحاضر، في تأمين أدنى مقوّمات العيش الكريم للصحافيين أو المصوّرين الرياضيين الذين يتعرّضون بشكل دائم للإتهامات والشتائم والإعتداءات اللفظية والجسدية، وكأنهم "مقطوعون" من شجرة، لا أحد يسأل عنهم أو يدافع عنهم، فماذا سيأتيهم اليوم إذاً في حال وصل فلانٌ أو علتان الى رئاسة الجمعيّة؟ وما القيمة المعنوية التي سيُضيفها وصول هذا أو ذاك الى ذلك المنصب، ما دام لن يتطلع أحدٌ منهم الى هموم الصحافيين الرياضيين ومشاكلهم ومآسيهم؟

إنّ الإنقلاب الذي حصل بالأمس لن يكون في مصلحة أيّ من الطرفَين المتنازعَين، بل سيزيدُ الشرخ بين أفراد البيت الواحد والجسم الواحد، وبهذه النفسية الحاقدة السائدة حالياً سيخرج الجميع مهزومين ومُنهكين، أما الخاسر الأول والأكبر فهي الصحافة الرياضيّة بالتأكيد.


MISS 3