"معركة المنافذ الحدوديّة" انطلقت لضرب "فساد الميليشيات"

"حزب الله" العراقي يُهدّد بحرب ضدّ القوّات الأميركيّة

02 : 00

ثائر عراقي خلال تظاهرة عند مدخل "المنطقة الخضراء" في بغداد أمس (أ ف ب)

هدّدت «كتائب حزب الله» أمس بحرب ضدّ القوّات الأميركيّة، إذ أعلن المسؤول الأمني في «حزب الله» العراقي أبو علي العسكري أنّ التنظيم الذي يدور في فلك طهران على «كامل الجهوزيّة للعمل العسكري الواسع»، في وقت نزل فيه الآلاف في مسيرة حاشدة من «ساحة التحرير» إلى مدخل «المنطقة الخضراء» في بغداد، مطالبين بحصر السلاح بيد الدولة العراقيّة وبحلّ الميليشيات الموالية لإيران.

وقال أبو علي العسكري عبر «تويتر»: «ليعلم الأميركيّون أن قرار إخراجهم لا رجعة فيه ولا تساهل ولا تجزئة»، مضيفاً: «لن يستطيع أي كان تطمينهم أو حمايتهم، ولا بدّ من استمرار الضغط الشعبي والسياسي والإعلامي والأمني»، في حين يُعتبر «حزب الله» من أبرز الذين تتّجه صوبهم أصابع الاتهام في اغتيال الخبير الأمني والاستراتيجي هشام الهاشمي أمام منزله في بغداد.

تزامناً، أفاد مصدران حكوميّان ومصادر خاصة لقناة «الحرة» بأنّ عمليّة «المنافذ الحدوديّة» التي تُجريها القوّات الأمنيّة العراقيّة سبّبت ضرراً محدوداً، حتّى الآن، بالموارد الماليّة لعدد من الفصائل العراقيّة المسلّحة التي تُسيطر على تلك المنافذ.

وأوضح مصدر حكومي مطّلع أن أهمّ تلك الجهات هي «كتائب حزب الله»، و»ثأر الله»، ومجاميع من حركتَيْ «النجباء» و»عصائب أهل الحق»، وحركات مسلّحة محلّية في البصرة وديالى. وكشف المصدر، الذي شارك في إعداد دراسة قُدّمت إلى رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي في شأن المنافذ الحدوديّة، أن «موانئ العراق على سبيل المثال، مسيطر عليها من قبل الأحزاب والميليشيات التي تؤسّس شركات كواجهة لها، وتقوم بالسيطرة على أرصفة في الموانئ للاستفادة من الواردات الكبيرة التي تؤمّنها».

من جهته، ذكر مصدر حكومي آخر أن «منظّمة «بدر» و»عصائب أهل الحق» و»سرايا السلام» تُسيطر على غالبيّة المنافذ الحدوديّة الممتدة من العمارة إلى الكوت وديالى، فيما تُحاول «كتائب حزب الله» السيطرة على منفذ القائم». وتقع تلك المنافذ على حدود العراق مع إيران، باستثناء منفذ القائم، الذي يقع على الحدود العراقيّة - السوريّة، وتابع المصدر: «القوّة الحقيقيّة لعمليّات الميليشيات تكمن في المنافذ غير الرسميّة التي تُسيطر عليها، والتي تقوم من خلالها بتهريب العملة والنفط الخام وحتّى البشر والأسلحة»، فيما لفت الصحافي العراقي مهند الغزي إلى أن هناك منافذ غير رسميّة تُستخدم للتهريب وتُسيطر عليها جهات نافذة، معتبراً أن «إغلاق هذه المنافذ هو بأهمّية السيطرة على المنافذ الرسميّة».

وأشار مصدر من مدينة القائم الحدوديّة العراقيّة إلى أن «كتائب حزب الله تمتلك منفذَيْن، هما منفذ السكك البرّي الذي يوصل إلى سوريا، ومنفذ السنجك عبر النهر إلى الباغوز السوريّة». وانتشر جهاز مكافحة الإرهاب العراقي قرب منفذ القائم الحدودي الرسمي، قبل أن تقوم «كتائب حزب الله» بالهجوم على المخفر قبل نحو أسبوعَيْن وتعتقل أحد موظّفيه. وتحدّث المصدر، وهو من أهالي المنطقة، عن أن «ميليشيا الكتائب وميليشيات أخرى أصغر شيّدت سواتر عسكريّة لحماية منافذها غير الرسميّة من أي قوّات قادمة من جهة بغداد». وافتتح رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي السبت منفذ مندلي على الحدود مع إيران، وقال خلال الافتتاح إنّ «زيارة المنفذ رسالة واضحة لكلّ الفاسدين ومن يُحاول أن يبتزّ المواطنين، بأنّه ليس لديكم موطئ قدم في المنافذ الحدوديّة أجمع وسوف نُعيد هيبة الدولة»، معتبراً أن «الأشباح الموجودين في الحرم الجمركي يستفزّون ويبتزّون التاجر الوطني العراقي أو رجل الأعمال»، فيما أفاد مصدر حكومي بأنّ قوّات مكافحة الإرهاب وقوّات حرس الحدود بدأت بتأمين المنافذ الحدوديّة الرسميّة، بسبب التخوّف من ردود فعل الميليشيات الموالية لإيران على الإجراءات الحكوميّة.


MISS 3