كويكب غريب جزءٌ من عالم مفقود!

02 : 00

بدأ العلماء في وكالة «ناسا» للتوّ بتحليل أجزاء من كويكب «بينو»، وتشير الأدلّة الأوّلية إلى انبثاق المواد التي يحتويها من عالم محيطي قديم.



يرتكز هذا الافتراض على قشرة فوسفات رصدها العلماء على ذلك الكويكب. لم يسبق أن ظهر الكالسيوم ومعدن الفوسفات الغنيّ بالمغنيسيوم على النيازك يوماً.

تحمل تركيبة المعدن الكيماوية قواسم مشتركة غريبة مع كيمياء البخار المتصاعد من تحت القشرة الجليدية على قمر زحل، «إنسيلادوس».

الفوسفات عنصر أساسي من عناصر الحياة، وهو يدعم الفرضيّة القائلة إن الحياة على كوكب الأرض انتشرت للمرّة الأولى عبر مادة أنتجتها الكويكبات حين اصطدمت بسطحها في بداية تاريخ الأرض المضطرب.

يظنّ العلماء أن العالم الذي تواجد فيه كويكب «بينو» سابقاً كان يشبه قمر «إنسيلادوس» لكنه يساوي نصف حجمه. حين تطوّر النظام الشمسي، دمّره على الأرجح اصطدام بجسم آخر، فتشكّلت آلاف الكويكبات.

تُعتبر هذه الأبحاث مثيرة للاهتمام بالنسبة إلى العلماء لأن فرص دراسة عينات من الكويكبات تبقى نادرة جداً. سمحت مهمّة «أوسيريس ريكس» بجمع أجزاء من كويكب والعودة بها إلى كوكب الأرض للمرة الثالثة فقط في التاريخ.

في ما يخص كويكب «بينو»، امتدّت الرحلة الفضائية على سبع سنوات وقطعت حوالى 6.21 مليارات كيلومتر. عادت الكبسولة المُحمّلة بالعيّنات إلى الأرض بكل أمان في أيلول 2023.

بدأت فِرَق علمية من جميع أنحاء العالم تستكشف أجزاء الكويكب. في جامعة «أريزونا» مثلاً، يراجع العلماء آلاف الجزيئات ويصل عرض أكبر جزيئة منها إلى 3.5 سنتم.

تتعدّد التقنيات المستعملة لتحليل عينات الكويكب، منها حيود الأشعة السينية، حيث تخضع أنماط الأشعة الكهرومغناطيسية للتحليل لفهم طبيعة المادة التي تحتكّ بها.

يظنّ البعض أن كويكب «بينو» يمثّل بقايا المواد المنبثقة من تشكيل النظام الشمسي منذ 4.5 مليارات سنة تقريباً. من خلال فهم مصدره، قد نجمع معلومات إضافية عن أصل البشر أيضاً.

لا يزال هذا البحث في مراحله الأولى وتتعدّد الاكتشافات المتوقّعة مستقبلاً في هذا المجال، بما في ذلك التأكيد على نوع الكواكب المصغّرة التي أنتجت كويكب «بينو».

من المنتظر أن تُطرَح النتائج المُكتشفة حتى الآن خلال المؤتمر الخامس والخمسين لعلوم القمر والكواكب في تكساس.

MISS 3